الأربعاء، 13 يناير 2021

المواقع الاثرية بمنطقة الغرب المحاضرة التانية

 منطقة الغرب : الموقع الجغرافي ومعطياته الطبيعية والبشرية

أ- الموقع الجغرافي:

 استمدت منطقة الغرب تسميتها من موقعها الجغرافي ، إذ تتموقع بالجهة الغربية للمملكة المغربية، مطلة بذلك على المحيط الأطلسي، فحسب الدراسات الجغرافية يمتد هذا المجال من تلال مقدمة الريف شمالا إلى غابة المعمورة جنوبا ، ومن ممر زكوطة شرقا إلى المحيط غربا . وقد عرفت المنطقة عبر التاريخ بتسميات مختلفة منها منطقة الهبط وأزغار( وهي كلمة أمازيغية تعني السهل والانبساط)، ويوجد الهبط بالضفة اليمنى لنهر سبو بينما يوجد ازغار بضفته اليسرى . 

وقد استوطنت المنطقة مجموعات بشرية منذ فترة ما قبل التاريخ، ومارس بها الإنسان مجموعة من الأنشطة كالالتقاط والقنص و الصيد والزراعة وتدجين وتربية الحيوانات... بفضل عامل أساسي يتمثل في العامل الطبيعي، إذ اشتهرت المنطقة على مر العصور بخصوبة تربتها ووفرة غطائها النباتي الغني والمتنوع وهذه الخاصية أشارت لها العديد من المصادر الكلاسيكية القديمة، ثم وفرة المياه بشقيها: السطحية ( نهر سبو وروافده المرجات...) والباطنية (الفرشات المائية المنتشرة بمعظم جهات الغرب).

لقد مثل هذا العامل حجر الزاوية في استقبال المنطقة منذ عهود موغلة في القدم هجرات مكثفة طعمت الساكنة المحلية ، فقد وفد على المنطقة الفينيقيون والقرطاجيون والرومان ثم العرب مع أسلمة المغرب الأقصى خلال الفترة الوسيطية ، وأخيرا الفرنسيون مع الحركة الاستعمارية التي دشنوها في شمال إفريقيا باحتلال الجزائر خلال النصف الأول من القرن التاسع عشر ثم المغرب بداية القرن العشرين. وبذلك شكلت المنطقة نقطة جذب بشري بامتياز

المواقع الاثرية جهة الغرب
خريطة تضاريس منطقة الغرب، نقلا عن " منطقة الغرب: المجال والإنسان"، منشورات كلية الآداب والعلوم الإنسانية بالقنيطرة،1997، ص: 13 .

ب- التكوين الجيولوجي والبنيوي لمنطقة الغرب:

 تعتبر منطقة الغرب مجالا سهليا بامتياز إذ لا تتعدى ارتفاعاتها 30 متر على المستوى الطوبوغرافي، وتتكون من وحدات بنيوية متباينة، إذ نجد شمالا تلال مقدمة الريف التي ارتبطت في تكوينها بالحركات التكتونية الألبية ( أي في نفس فترة تكون جبال الألب بأوربا ) صخورها شديدة الصلابة وتنتمي للزمن الجيولوجي الثاني والثالث ( حقبة الميوسين )، ويطلق عليها أيضا الغرب الأعلى ، وتقسم حسب الجغرافيين إلى ثلاث أقسام هي: الغرب الأعلى الغربي والغرب الأعلى الأوسط والغرب الأعلى الشرقي ، وتشرف في مجموعها

على السهل الشاسع ، وتختلف حسب تكوينات صخورها وأيضا ارتفاعاتها. أما جنوبا، فترتمي هضبة المعمورة (الهضبة الوسطى) المكونة من كتل مرتفعة ذات بنية صخرية قديمة ، وتنحدر بانتظام من الجنوب نحو الشمال ، وتعود تكويناتها الجيولوجية في مجملها إلى الزمن الأول، وتنحصر هذه الهضبة بين هضاب زرهون جنوبا وسهل الغرب شمالا ، وهي عبارة عن هضبة متموجة ذات انحدار عال من الجنوب نحو الغرب والشمال . وعليه فكلما توجهنا نحو الجهة الغربية إلا واصطدمنا بأشرطة من الكثبان الرملية المختلفة الأعمار الجيولوجية ، ويخترقها وادي سبو غرب مدينة القنيطرة ، وتتدرج هذه الكثبان من الزمن الحديث نحو القديم، كلما تزغلنا من الساحل نحو الداخل.

أما سهل الغرب الذي تقدر مساحته بحوالي أربعين بالمئة من المساحة الإجمالية لمنطقة الغرب ككل ، فيأخذ شكل منخفض ويعود تشكيله الجيولوجي إلى الزمن الرابع ، ولا تتعدى ارتفاعاته خمسة أمتار ويتخذ شكل أخدود، أي منحدر به رواسب بحرية تعود للزمن الثالث نتيجة تعرضه لغمر بحري. وداخل هذا السهل نفسه يمكن التمييز بين ثلاثة مستويات: فهناك السهل المنبسط الذي يشكل منخفضا حيث تتجمع مياه النهر الرئيسي سبو وروافده ، ثم هناك مجال المرجات ( مرجة سيدي بوغابة ومرجة الفوارات والمرجة الزرقاء )، وتشكل في مجموعها حوالي خمسة عشر في المئة من مجال السهل ككل . وتشكل مناطق بيئية هشة، وهي عبارة عن منخفضات مغمورة بالمياه إما بصفة دائمة أو مؤقتة . أما المستوى الثالث فتمثله المرتفعات الغرينية (أي حمولات النهر الرسوبية الموجودة على ضفاف الأودية، والتي تكونت نتيجة الفيضانات المتعاقبة لوادي سبو وروافده ، وهي مناطق جد خصبة تتلاءم مع جل الزراعات وعليه فمنطقة الغرب تشكلت على المستوى الطوبوغرافي من وحدات مختلفة بدءا بالسهل فالهضبة والتلال والمرجات والكثبان الرملية والمرتفعات الغرينية المرتبطة بالأودية وأخيراالساحل الأطلسي .

المواقع الاثرية بمنطقة الغرب
خريطة التكوين الجيولوجي لمنطقة الغرب نقلا عن منطقة الغرب المجال والانسان منشورات كلية الاداب والعلوم الانسانية بالقنيطرة 1997 ص 14

تنضاف لكل هذه المكونات شبكة هيدروغرافية جد مهمة ، ويشكل نهر سبو الذي ينبع من جبال الأطلس المتوسط ويصب بالمحيط الأطلسي أهمها على الإطلاق ، إذ يعتبر من أكبر أنهار المغرب دائمة الجريان بطول يصل إلى حوالي 460 کیلومتر (458 كلم)، ويتغذى من روافده المتعددة كوادي ورغة ووادي ردوم ووادي بهت (وقد وصفه بلينيوس الأقدم في مؤلفه التاريخ الطبيعي بالنهر الصالح للملاحة). 
وتقدر مساحة حوض هذا النهر بحوالي أربعين ألف كيلومتر مربع تزود السهل بثروة مائية تصل حوالي سبع مليار متر مكعب ، أي ما يعادل سبعة وعشرين بالمئة من مياه المغرب ككل. ونظرا لوفرة الثروة المائية بالمنطقة واستقبالها لتساقطات مطرية سنوية مهمة رغم توزيعها غير المنتظم (ما بين 800 مم و600 مم)، فقد شيدت العديد من السدود (سد الوحدة نموذجا ) لدرء مشاكل الفيضانات التي تجتاح المنطقة في كثير من الأحيان وتخلف خسائر جد جسيمة. وإلى جانب هذه الثروة المائية السطحية تتمتع المنطقة بمياه باطنية عبارة عن فرشات غنية بالمياه العذبة التي تستغل في الاستعمالات اليومية وفي السقي . 
أما على مستوى المناخ ، فمنطقة الغرب تنفرد بجمعها بين مناخات متباينة تتمثل في المناخ المتوسطي والأطلسي والقاري، إذ أن تموقعها بالجهة الشمالية الغربية للمملكة جعلها تستفيد من خاصية المناخ المتوسطي الآتية تياراته من الشمال ، كما تنفتح غربا على تيارات المحيط الأطلسي التي تمدها بمناخ شبه رطب ، أما جنوبها الشرقي فيتمتع بمناخ شبه جاف بفعل التأثيرات القارية الداخلية ( مناخ سيدي قاسم نموذجا) . وتترجم هذه الحالات الثلاث من خلال عناصر المناخ وهي : مستوى الحرارة ومعدلات التساقطات والثروة النباتية وسرعة الرياح ونسبة الرطوبة .
تستقبل المنطقة كميات من التساقطات تتراوح ما بين 800 مم و600 مم سنويا ، إلا أن هذه التساقطات تعرف توزيعا غير منتظم ، إذ تتدرج من الغرب نحو الشرق محكومة بالتأثيرات القارية من جهة والبحرية الشمالية والغربية من جهة أخرى. 
د- الغطاء النباتي بمنطقة الغرب: 
تزخر المنطقة بثروة نباتية مهمة تمتاز بالغنى والتنوع ، فمنذ القدم استرعت انتباه الوافدين، إذ نجد العديد من الإشارات المصدرية القديمة الإغريقية واللاتينية تشير إلى هذا المعطي
( سترابون ، بلينيوس ...)، وأيضا إشارات المصادر الوسيطية والحديثة . وعموما، يعرف هذا الغطاء توزيعا متفاوتا منذ الفترة القديمة إلى المعاصرة، وقد أشارت التقارير الاستعمارية إلى أن المنطقة عبارة عن مساحات خصبة تتخللها غابات كثيفة ونباتات مختلفة الأنواع. وتعتبر أشجار البلوط الفليني أهم ثروة غابوية اشتهرت بها المنطقة منذ القدم، إذ كثر الطلب على أخشابها لصناعة السفن بالدرجة الأولى إضافة إلى نبات الدوم والعديد من النباتات العطرية والطبية .
أما عن الثروة الحيوانية فقد أسهبت مصادر جل الفترات في الحديث عن غنى المنطقة بها، بدءا بالفترة القديمة حيث سادت قطعان الأبقار والفيلة والماشية بكل أنواعها. وتحدثت المصادر الوسيطية عن سيادة النظام الرعوي والانتجاع لدى قبائل المنطقة، في إشارة إلى غنى المنطقة بالثروة الحيوانية المستأنسة. 
كما تم استغلال نهر سبو وروافده منذ القدم من أجل التنقل وصيد أنواع الأسماك، واستغلال الثروة الغابوية المحلية لصناعة السفن خلال الفترة الوسيطية والحديثة (المعمورة وميناؤها نموذجا). 
هـ - التركيبة السكانية لمنطقة الغرب عبر الفترات التاريخية:
 ربطت معظم الدراسات المهتمة بالمنطقة بين مؤهلاتها الطبيعية المتمثلة في خصوبة التربة وتنوع الغطاء النباتي وثروتها المائية وبين الاستقرار البشري بها لأن هذه المعطيات شكلت عوامل جذب بامتياز حيث استقرت بهذا المجال مجموعات بشرية منذ عهود موغلة في القدم ترجع حسب الأبحاث الأركيولوجية التي همت المنطقة إلى فترة ما قبل التاريخ، إذ شجع هذا العامل على الاستقرار فاستوطنتها مجموعات بشرية محلية أمازيغية مورية كقبيلتي البنيورين والزكرنتيين ، واستنتج بعض الباحثين أن اسم القبيلة الثانية ربما اشتق من الكلمة الأمازيغية " أزكر" التي تعني الأبقار، أو ربما تعني أيضا "أز غار"، أي مجالات الرعي في المناطق السهلية. كما أن العثور على بعض اللقى الأركيولوجية ببعض جهات المنطقة يوحي باستقرار موغل في القدم ( أدوات من حجر الصيوان).
لقد اجتذبت مؤهلات المنطقة أيضا شعوب البحر الأبيض المتوسط، فارتادها الفينيقيون خلال رحلاتهم التي قادتهم حتى جزيرة كرني (الصويرة) بالجنوب المغربي، وبعدهم القرطاجيون منذ القرن الخامس قبل الميلاد مع الرحالة حانون (Hannon) الذي أسس حسب تقرير رحلته مستوطنة تيمياتريون (Thymiaterion) إذ يقول: "بعد أن اجتزنا الأعمدة وأبحرنا لمدة يومين أسسنا المستوطنة الأولى التي حملت اسم تمیاتريون وكانت محاطة بسهل كبير". وبعدهم وصل الرومان الذين أخضعوا المغرب القديم سنة 40 ميلادية بعد مقتل الملك بطلموس، فعمل هؤلاء الوافدين على توطين فيالق رومانية بمنطقة الغرب عبر إقامة حاميات عسكرية لتنطلق عملية التعمير من طرف الوافدين الجدد إلى جانب الساكنة المحلية وأصبح المغرب القديم يحمل اسم موريطانيا الطنجية، فأقامت روما جملة من المدن مجتذبة بمقومات المنطقة الطبيعية كمدينة بناصا (Banassa) وتموسیدا (Thamusida) وريغا (Rirha)
على أنقاض مدن محلية (قدم التمدين ومحليته). 
أما خلال العصر الوسيط الأعلى فقد اجتذبت المنطقة اهتمام الأدارسة حسب بعض مصادر الفترة، فأقيمت مراكز حضرية كالبصرة. لتفد أواخر القرن 12 ميلادي/6 هجري موجات بشرية هجرت من الشرق عبر مراحل وتمثلت في بعض القبائل العربية كقبيلتي رياح والخلط في إطار الهجرات التي توافدت على الغرب الإسلامي، ويعتبر مؤلف حسن الوزان ، الملقب بليون الإفريقي " وصف إفريقيا" مصدرا مهما لدراسة ساكنة الغرب حيث يستنتج منه أن المنطقة عرفت تعميرا نشيطا لكنه كان متفاوتا عبر الزمن، وذلك بسبب الاضطرابات السياسية والاجتماعية التي صاحبت انهيار الدولة الموحدية وقيام الدولة المرينية، وعليه فتعمير منطقة أزغار يعود إلى عهد الخليفة الموحدي المنصور الذي أسكن به أعرابا من الخلط ثم أضيفت لهم في ما بعد قبائل من بني هلال كقبيلة سفيان وقبائل من بني معقل كقبيلة بني احسن وقبيلة المختار وقبيلة كنانة، ثم قبيلة بني حكيم. وعليه فالمنطقة استوعبت فروعا تنتمي في مجملها إلى القبائل الثلاث التي دخلت الشمال الأفريقي عبر محطات بعدما هاجرت من بلاد المشرق. 
أما خلال الفترة الحديثة، أي مع بداية الدولة السعدية في القرن 16 للميلاد، فقد انضافت قبائل أخرى كانت مساندة للدولة الفتية إلى هذه التشكيلة القبلية مثل قبيلة جزولة وأولاد مبارك وقبيلة جرار وقبيلة الأوداية. وقد كانت كلها قبائل جندية للسعدين، وخلال بداية حكم العلويين حافظت المنطقة على هذه التشكيلة القبلية وطعمت بعناصر أخرى في إطار الهجرات الداخلية بين مناطق المغرب أما خلال الفترة المعاصرة، فقد اهتمت سلطات الحماية الفرنسية بمنطقة الغرب، إذ استأثرت باهتمام المعمرين الجدد بسبب مؤهلاتها الطبيعية إلا أن مشكل المياه شكل عائقا لفترة طويلة حال دون استغلال جيد لهذا المجال الغني بفعل انتشار المرجات والمستنقعات ما استدعى بذل جهود كبيرة من أجل تجفيف واستصلاح الأراضي تم استغلالها في ما بعد. من جهة أخرى واجهت السلطات الفرنسية مشكلة تثبيت الإنسان في المجال ، ولتحقيق هذا الهدف
عملت جاهدة على توفير الأمن ليتفاعل الإنسان مع محيطه بشكل أفضل، فظهرت لنا مع بداية الحماية الفرنسية حواضر جديدة كانت قبلا تجمعات سكنية، وتعتبر مدينة القنيطرة أهم نموذج لتلك الحواضر.

المحاضرة الثالثة
المحاضرة الرابعة
المحاضرة الخامسة
المحاضرة السادسة
المحاضرة السابعة
المحاضرة الثامنة

الاثنين، 11 يناير 2021

المواقع الاثرية في منطقة الغرب المحاضرة المحاضرة الاولى

 المواقع الأثرية بمنطقة الغرب: تفاعل الإنسان والمجال 

البيبليوغرافياء . 

الإفراني محمد الصغير، نزهة الحادي بأخبار ملوك القرن الحادي، تحقيق عبد اللطيف الشادلي، نشر مطبعة النجاح الجديدة، الدار البيضاء، 1998 .

 بلكامل البيضاوية، أصناف الموانئ وأدوارها بالمغرب القديم من خلال المصادر الأدبية والأثرية، ضمن ندوة ، المدن والمراسي في تاريخ المغرب، أشغال الأيام الوطنية الثامنة عشرة للجمعية المغربية للبحث التاريخي أيام 27-28 أكتوبر 2010،ص ص 47-84.

 - البكري أبو عبيد عبد الله، المسالك والممالك ، الجزء الثاني ، حققه وقدمه أدريان فان اليوفن وأندري فيري ، دار الكتاب العربية ، المؤسسة الوطنية للترجمة والتحقيق

والدراسات، بيت الحكمة، تونس، 1992 - البوزيدي سعيد ، "من يناصا إلى لور لیوطی : الميناء التهري للقنيطرة على واد

سلو"، ضمن ندوة ، المدن والمراسي في تاريخ المغرب، أشغال الأيام الوطنية الثامنة عشرة للجمعية المغربية للبحث التاريخي أيام 27-28 أكتوبر 2010،

صص107-148. . سراج أحمد ، تدبير الترات الأثري وقضايا الهوية ، نشر دار أبي رقراق للطباعة

والنشر ، الرباط. الطبعة الأولى، 2019 - العيوض محمد، موقع يناصا الأثري من الأصول إلى الجلاء الروماني - دراسة

مونوغرافية، الطبعة الأولى مطبعة الرياط نت، 2010. - العيوض محمد، مدن المغرب القديم من خلال إشارات النصوص ونتائج البحث

الأثري ، الطبعة الأولى، مطبعة الرياط نت 2011۔ الوزان الحسن ، وصف إفريقيا، الجزء الأول، ترجمة محمد حجی، محمد

الأخضر، 1988. - غازي حليمة ، نقائش لاتينية لماوريطانيا التتكية ، منشورات المعهد الملكي للثقافة

الأمازيغية، مطبعة المعارف الجديدة ، الرباط، 2011 - مصطفى مقيس العلمي، القنيطرة ميلاد المدينة والحركة الوطنية 1913-1937،

منشورات سيدي مشيش العلمي، الطبعة الثالثة، 1998.

- مولاي رشيد المصطفى، المغرب الأقصى عند الإغريق واللاتين (القرن السادس قبلالميلاد، القرن السابع بعد الميلاد)، ترجمة وتعليق، نشر وتوزيع المدارس، الدار البيضاء، الطبعة الأولى، 1993. 

منطقة الغرب: المجال والإنسان، أعمال ندوة نظمت أيام 22 و23 و24 أكتوبر 1991 ، منشورات كلية الآداب والعلوم الإنسانية، سلسلة ندوات ومناظرات رقم 3، مطابع نجاح الجديدة، الدار البيضاء، 1997. 

- المواقع الأثرية في منطقة الغرب بين البحث العلمي والبعد التنموي، أعمال الندوة المنظمة بكلية الآداب والعلوم الإنسانية بالقنيطرة ، الأيام 23 و24 نونبر 2005. منشورات الكلية ، سلسلة ندوات ومناظرات رقم 9، البوكيلي للنشر والتوزيع 2007

- قصبة المهدية : تراث ومؤهلات، أعمال الندوة الوطنية المنظمة بكلية الآداب والعلوم الإنسانية بالقنيطرة ، أيام 22 و 23 أبريل 2003. منشورات الكلية ، سلسلة

ندوات ومناظرات رقم 6. البوكيلي للطباعة والنشر والتوزيع 2006. 

- واقع البحث التاريخي والأثري حول المغرب القديم ، أبحاث يوم دراسي من تنظيم الجمعية المغربية للبحث التاريخي يوم 18 ماي 2001 بالرباط، مجلة أمل، العدد 27، 2002

 Akerraz, A., V. Brouquier & E. Lenoir. 1995. « Nouvelles découvertes dans le bassin du Sebou, 1. L'occupation antique de la plaine du Gharb », in : L’Afrique du Nord antique et médiévale : Vle colloque international sur l'histoire et l'archéologie de l'Afrique du Nord (118e congrès des sociétés historiques et scientifiques), Pau, octobre 1993. Paris, Éditions du CTHS : 235-291. Célérier (J.). "Les Merjas de la plaine du Sebou", In Hespéris, Vol : II,

1922, PP : 109-138 et PP : 209-239. - Chatelain (L), Le Maroc des romains, étude sur les centres antiques de la

Mauritanie occidentale, Ed, Bibliothèque d’EFR. - Desanges Jehan, Catalogue des tribus africaines de l'antiquité classique à

l'ouest du Nil (Université de Dakar, Faculté des lettres et sciences

humaines, Publications de la section d'histoire, n° 4), 1962. - Le Coz (J), Le Rharb : Fellahs et colons, édition du Centre universitaire

de la recherche scientifique, 1964, Rabat 2 vol. Luquet (A), «Contribution à l'Atlas archéologique du  Maroc : Région du Rharb », In : BAM, 6, 1966, pp : 365-375.

 Ptolémée, Géographie, d'après Roget (R), le Maroc chez les auteurs anciens, Ed. les B.L., 1924. Tisso

 Charles Joseph. Recherches sur la géographie comparée de la Mauritanie Tingitane, Mémoires de l'Académie des inscriptions et belleslettres, Imprimerie national, Paris, 1878

المحاور:

تقديم عام

1- منطقة الغرب: الموقع الجغرافي ومعطياته الطبيعية والبشرية ، 

- الموقع الجغرافي

- التكوين الجيولوجي والبنيوي لمنطقة الغرب

الثروة المائية ومناخ منطقة الغرب . 

الغطاء النباتي بمنطقة الغرب

- التركيبة السكانية لمنطقة الغرب عبر الفترات التاريخية 

2- مواقع منطقة الغرب خلال الفترة القديمة: 

- فترة ما قبل التاريخ (La prehistoire)| 

- فترة ما قبيل التاريخ (La protohistoire) 

- الفترة التاريخية القديمة ( L Antiquite)

3 - منطقة الغرب ومواقعها الوسيطية 

4- منطقة الغرب خلال الفترة الحديثة 

5- القنيطرة حاضرة الغرب خلال الفترة المعاصرة : النشأة والتطور.

تقديم عام

تعتبر مادة "المواقع الأثرية والتاريخية بمنطقة الغرب من المواد التي تندرج ضمن المواد المسطرة في مقررات شعبة التاريخ والحضارة لما لها من أهمية في انفتاح الجامعة على محيطها. 

يصبو الهدف من تدريس هذه المادة إلى تعريف الطلبة بمختلف المواقع التي تحتضنها المنطقة والتي تعود بقاياها الأثرية إلى مختلف الحقب التاريخية التي مر منها المغرب. كما يهدف تدريسها أيضا إلى تعميق معارف الطالب بتاريخ المحيط أو المجال الجهوي الذي ينتمي إليه، أي دراسة شق من التاريخ المحلي وتعريفه بالخريطة الأثرية للمنطقة، بدءا بالفترة القديمة والوسيطية، ومرورا بالحديثة وانتهاء بالفترة المعاصرة. وبتأمل توزيع ونوعية المواقع المترامية في فضاء منطقة الغرب نستنتج بكل وضوح أنها تختزل المحطات الكبرى لتاريخ المغرب بدءا بعصور ما قبل التاريخ وما قبيل التاريخ، ثم الفترات التاريخية اللاحقة ( القديمة، الوسيطة، الحديثة، المعاصرة). 

لقد استفادت المنطقة من مؤهلات طبيعية اجتذبت المجموعات البشرية إليها منذ فترات غابرة في القدم ، إذ يكفي أن نشير إلى أن المصادر الكلاسيكية الإغريقية واللاتينية بها إشارات عدة إلى غناها بالثروات النباتية والحيوانية، وهو ما يفسر أن معظم مواقعها الأثرية بها بصمات تشهد على حركية محلية للاستقرار انتهت بظهور حواضر تعتبر من أكبر مدن المغرب القديم، وتبين بالملموس أن الظاهرة الحضرية قديمة بالمنطقة، وأن الإنسان اعتمد على شبكة الأنهار الدائمة الجريان في أنشطته الاقتصادية، والدليل على ذلك أن أهم المواقع التي تعود للفترة القديمة أنشئت على ضفاف وادي سبو وروافده الذي أكدت معظم الكتابات القديمة على أنه من أهم الأنهار ببلاد المور. 

وستظهر أهمية المنطقة من جديد بكونها شكلت نقطة جذب بامتياز للقوى المتصارعة للسيطرة التجارية والعسكرية على الحوض المتوسطي القديم ، بدءا بالقرطاجيين الذين مارسوا التجارة على السواحل الأطلسية وهو ما أدى إلى ظهور مراكز تجارية مثل موقع تيمياتيريون (Thymiaterion) (الأرجح أنه مهدية الحالية خلال القرن الخامس قبل الميلاد إبان رحلة حانون، ثم بعدهم الرومان في القرن الأول الميلادي الذي أحكموا فيه سيطرتهم على بلاد المور بعد مقتل الملك بطليموس سنة 40 م، فاستولوا على سهل الغرب وأقاموا فيه ضيعات فلاحية كبرى لاستغلال خيراته، وهي التجربة نفسها التي نسختها فرنسا بداية القرن العشرين عندما فرضت الحماية على المغرب عموما، فالتاريخ المحلي لمنطقة الغرب يمكن اعتباره بمثابة نسخة مصغرة المجمل تاريخ المغرب، إذ تزخر بمواقع ما قبل وما قبيل التاريخ، وتضم مواقع أخرى تشهد على عهد الممالك الأمازيغية وانفتاح المغرب القديم على الحضارات المتوسطية، ثم أطلال الحضارات اللاحقة من الفترة الوسيطية إلى تاريخنا المعاصر.

إن مجمل هذه المواقع بمثابة متاحف مفتوحة على الهواء الطلق تحتوي مآثر تحكي تاريخ مجموعات بشرية تعايشت لقرون طويلة، كما تبرز الخصوصيات الجهوية للحضارة المغربية، وهو ما يمكن استثماره في مشاريع التنمية المحلية بجهة الغرب.

التسليط الضوء على هذه المجموعة من المعطيات نطرح التساؤلات التالية :

 - إلى أي حد تعكس مواقع منطقة الغرب مختلف مراحل تاريخها؟ 

- هل بها بصمات تؤشر على فعل الإنسان المحلي في صنع حضارة المنطقة خاصة وحضارة المغرب عامة؟ 

- هل تسمح معطيات هذه المواقع التي كشفت عن معظمها الأبحاث الأركيولوجية بكل مقوماتها (بنايات، لوحات فسيفسائية ، أرحية، خزفيات ، نيميات ، تماثيل رخامية، معادن....) ببناء أي مشروع يساهم في التنمية المحلية؟ 

- ماهي السبل الكفيلة للمحافظة على هذا التراث المادي المحلي وتثمينه؟ 

- هل يمكن انطلاقا من دراسة مواقع الجهة كتابة تاريخ جهوي ؟

التاريخ والحضارة
المواقع الاثرية في منطقة الغرب


الأحد، 10 يناير 2021

نماذج امتحانات الجغرافية الطبيعية الفصل الخامس

 نماذج امتحانات الجغرافية الطبيعية الفصل الخامس

أجب عن الاسئلة الاتية.

عرف المفاهيم التالية ؟

 نواة الارض ................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................

التصخر .....................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................

التكتونية ......................................................................................................................................................................................................................................................................................................................

2 تتكون القشرة الارضية من صخور متباينة حسب أصلها وطريقة تكوينها .

   أذكر أنواع الصخور ؟

* ........................

* ....................... 

* .......................

  كيف تشكلت الصخور الصهارية حدد أصنافها ؟

.............................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................

3 تنقسم التربة من حيث مصدرها وظروف تكوينها الى قسمين أساسيين، أذكرهما وأبرز بعض مميزات التربة الخصبة ؟

..........................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................

4 تدخلت عوامل داخلية وخارجية في تشكيل سطح الارض، ماهو مصدر وطبيعة العوامل الداخلية مبينا بايجاز انواعها ؟


المحاضرة ألاولى

المحاضرة التانية

المحاضرة الثالثة

المحاضرة الرابعة

المحاضرة الخامسة

الجغرافيا الطبيعية المحاضرة الخامسة

 العوامل المؤثرة في تشكيل سطح الأرض

على اثر ومع تشكيل القارات بدأت مظاهر سطح الأرض في التبلور في عدة مظاهر تضاريسية مختلفة ساعدت على تشكلها 

* عوامل داخلية مصدرها باطن الارض

* عوامل خارجية تؤثر في سطح الارض

الجغرافية الطبيعية
العوامل المؤثرة في تشكيل سطح الارض

 💢 العوامل الداخلية 
هي عبارة عن حركات أرضية مصدرها باطن الأرض تؤدي الى احداث تغييرات على مظاهر سطح الارض الطبيعية والبشرية وتنقسم هذه العوامل الى نوعين هما 
           👈 العوامل الداخلية السريعة هي حركات أرضية تحدث في باطن الأرض بشكل سريع ومفاجئ ويظهر أثرها على سطح الارض مباشرة وتتمثل في الزلازل والبراكين
👍 الزلازل هي حركة اهتزازية عنيفة تحدث في بعض أجزاء القشرة الارضية نتيجة لحركات الصفائح الصخرية في فترات منقطعة قد تكون خفيفة لا يشعر بها الانسان كما قد تكون عنيفة وخطيرة.
تبدأ الموجات الزلزالية في باطن الأرض بالانتشار من منطقة تسمى البؤرة الباطنية ثم تنتقل هذه الموجات حتى تصل سطح الارض محدثة اهتزازات ضعيفة أو قوية يتم رصدها بواسطة جهاز يسمى السيزموغراف. أما المركز السطحي للزلازل فيدل على نقطة سطح الارض الواقعة عموديا فوق البؤرة والتي تنتشر من حولها الهزة الزلزالية ويقل تأثير الزلازل بالابتعاد عن المركز بمعنى اخر كلما كانت البؤرة الباطنية قريبة من السطح الا وكان الزلزال عنيفا.
 
الجغرافية الطبيعية
الامواج الزلزالية
👂 أنواع الزلازل وسبب حدوثها 
    * الزلازل التكتونية
التكتونية هي كلمة اغريقية مشتقة من مصطلح تيكتونيك وتعني فن البناء والتشكيل وفي علم الجيولوجيا تعني اعادة تشكيل هيكلة سكح الارض بفعل العوامل الباطنية.
تحدث الزلازل التكتونية في مناطق ضعف القشرة الارضية على طول الصدوع ومناطق التصادم وتباعد الصفائح الصخرية بسبب الضغوط الباطنية الكبيرة التي تتعرض لها هذا النوع من الزلازل هو الاكثر حدوث وتدميرا.
الزلازل البركانية
تنشأ هذه الزلازل مصاحبة لتوازنات وهذا النوع أقل حدوثا وأقل تدميرا من النوع الاول.
 💟 التوزيع الجغرافي للزلازل في العالم 
تتوزع الزلازل على ثلاث أحزمة عالمية كبرى وهي تتموقع في مناطق ضعف القشرة الارضية وهذه الاحزمة هي
الزلازل
أحزمة الزلازل الرئيسية في العالم
 * الحزام الزلزالي الذي يطوق المحيط الهادي يشمل المناطق الساحلية الغربية لقارتي أمريكا الشمالية وأمريكا اللاتينية. وسواحل شرق أسيا ونطاق جميع الجزر في هدا المحيط ويحدث هذا الحزام حوالي 70% من مجموع الزلازل في العالم.
» الحزام الزلزالي الذي يمتد في وسط المحيط الأطلسي من شماله إلى جنوبه : و يمثل هذا الحزام حوالي 10% من مجموع الزلازل في العالم .
> الحزام الزلزالي الذي يمتد من البحر المتوسط إلى بحر قزوين و جبال الهملايا : ويمثل حوالي 20 % من مجموع زلالزل العالم . 
*الآثار المترتبة عن النشاط الزلزالي :
تحدث تغيرا في تضاريس القشرة الأرضية، إذ أن قوة الزلازل تحدث انكسارات ارضية كبيرة و تسبب في انهيارات و انزلاقات أرضية و فيضانات مائية خاصة إذا انهارت السدود و الخزانات المقامة على الانهار و القنوات المائية ، وبالإضافة إلى ما تلحقه الزلازل على ما هو طبيعي، فهي تؤثر كذلك على المنشآت البشرية، إذ تقوم بتدمير المدن والتجمعات السكنية القروية بكاملها و تخريب البنية التحتية مثل الطرق و الجسور و السكك الحديدية والقناطر والمطارات وشبكة المياه والكهرباء .
البراكين : تحدث الانفجارات البركانية نتيجة اندفاع المواد المنصهرة (
اللافا) و الغازات و البخار الموجودة بالأستينوسفير في اتجاه سطح الأرض عبر الشقوق والانكسارات. وهناك عدة أسباب لحدوث (البراكين) ، منها:
- حركة الصفائح التكتونية التي تحدث تصدعات وتشققات في الطبقات الصخرية اللقشرة الأرضية، مما يسمح للمواد المنصهرة بالاندفاع إلى سطح الأرض.
- قوة ضغط الغازات والبخار الكثيفة المحتبسة في باطن الأرض تؤدي إلى اندفاع المواد المنصهرة من باطن الأرض إلى السطح. ولهذا النوع من الحركات الأرضية السريعة آثار بالغة في تشكيل مظاهر سطح الأرض، وترجع الأشكال التي يخلفها النشاط البركاني إلى انبثاق طفوحات بازلتية، وصخور منصهرة، ومقذوفات وبخار وغازات مختلفة من الباطن، تستقر فوق السطح، و تبرد مكونة هضابا عالية واسعة الانتشار، وقمما مخروطية شاهقة.
الجغرافية الحبيعية
البركان


عموما هناك كثير من الأشكال التضاريسية الناجمة عن البراكين، أهمها: 
- الجبال البركانية - الحطام البركانية - البحيرات البركانية - تشكيل الجزر البركانية - والينابيع و النوافير الحارة والبخار الكبريتي والمعدني...
 انواع البراكين 
نميز بين 3 أنواع من البراكين حسب نشاطها و هي:
* البراكين الخامدة ( الميتة ): هي التي ظهرت في العصور الجيولوجية المختلفة، ثم توقف نشاطها، وليس هناك امكانية لثورانها مرة أخرى للأسباب التالية:
 انسداد الشقوق بین قصبة البركان و منطقة المواد المنصهرة. 
 تصلب اللافا المنصهرة في القصبة
* البراكين الهادئة : هي التي تنفت الغازات و البخار و المقذوفات منها بصورة مستمرة أو متقطعة و بشكل غير عنيف، وعلى ارتفاع قليل. (تمثل مجالا للبحث بالنسبة للعلماء).
+ البراكين النشطة او الثائرة : هي التي ما تزال تخرج منها الغازات و البخار و المقذوفات بصورة مستمرة و بقوة، و تحدث بها انفجارات قوية
 انواع المواد الباطنية التي تخرج أثناء النشاط البركاني 
نميز بين عدة أنواع من المواد الباطنية التي تخرج أثناء النشاط البركاني
+ المواد الصلبة : كالرماد البركاني
+ المواد السائلة : و هي عبارة عن صخور منصهرة تسمى باللافا و هي نوعين مختلفيين وهما :
 اللافا الحمضية : تتكون من صخور نارية دائبة ترتفع بها نسبة السيليكا مما يجعلها سريعة التصلب، ميزتها أنها تكون قوية الانفجار
 اللافا القاعدية : تتكون من صخور نارية دائبة، لكن تقل فيها نسبة السيليكا ( تبقي في حالة انصهار مدة أطول ) فهي لا تحدث انفجارات قوية بل تخرج على شكل فقاعات فقط
+ المواد الغازية : نجد بخار الماء ، أكسيد الكاربون ، غازات كبريتية ، مركبات هدروجينية ، هذه الغازات تسبق التوازن البركاني كما تتبعه
توزيع البراكين في العالم
أما بخصوص توزيع البراكين فيكاد يكون هناك تطابق بين توزيعها وتوزيع الزلازل بحيث أن البراكين هي الاخرى تنتشر في عدة مناطق على شكل أحزمة وهي 
 * حزام المحيط الهادي
 * حزام البحر المتوسط وبحر قزوين وجبال الهملايا
 * حزام المحيط الاطلسي من شماله الى جنوبه
الجغرافية
أحزمة البراكين الرئيسية في العالم


العوامل الداخلية البطيئة :

هي حركات تحدث في باطن الأرض و يستغرق ظهور آثارها على سطح الأرض عصور جيولوجية طويلة، و تتمثل هذه الحركات في الطيات أو الالتواءات والانكسارات أو الفوالق

 الطيات و الالتواءات : و هي عملية طي و و انثناء الطبقات الصخرية الرسوبية بفعل تعرضها لضغوط جانبية او سفلية، عرضت القشرة الأرضية عبر العصور الجيولوجية لحدوث ثلاث حركات تكتونية و إلتوائية كبرى، كانت سببا في تشكل السلاسل الجبلية و الهضاب و الأحواض الرئيسية في العالم و هي:

* الحركة الالتوائية الكالدونية : حدثت في الزمن الجيولوجي الأول (نتج عنها تشكل جبال الابلاش شرق امريكا الشمالية).

* الحركة الالتوائية الهرسينية : حدثت في أواخر الزمن الجيولوجي الأول (نتج عنها تشكل جبال غرب فرنسا و جبال جنوب بريطانيا )

* الحركة الالتوائية الألبية : حدثت في الزمن الجيولوجي الثالث (نتج عنها تشكل جبال الهيملايا في وسط القارة الأسرية و جبال الألب و البرانس جنوب قارة اروبا و جبال الروكي غرب امريكا الشمالية و جبال الأنديز غرب امريكا اللاتينية

 لقد نتج عن التواء الطبقات الصخرية عبر مختلف الازمنة الجيولوجية ظهور طيات صخرية باشكال مختلفة مثل

    * الطية المتماثلة أو المستقيمة تنتج بسبب تعرض الطبقات الصخرية لضغط متساوي على جانبيها مما يشكل طية متماثلة الجوانب مع ترتيب طبقاتها الصخرية.

التاريخ والحضارة
البراكين

الطية المقلوبة والمستلقية  تحدث نتيجة لتعرض أحد جوانب الطبقات الصخرية الرسوبية الى ضغط شديد يفوق الضغط الواقع على الجانب الاخر محدثا طية مستلقية مقلوبة يختلف فيها ترتيب طبقاتها الصخرية.

البراكين
الطية الانكسارية الزاحفة تحدث نتيجة لعدم استجابة الطبقات الصخرية لعملية الانثناء الزائد مما يؤدي الى انكسارها ومن ثم زحف أحد جانبي الطية على الجانب الاخر.
الانكسارات أو الفوالق :
هي صدوع تحدث في الطبقات الصخرية نتيجة تعرضها للضغوط التي لا تستطيع معها الاستمرار في الالتواء أو الطي ، لذا فإنها تنكسر و تتصدع و تظهر الانكسارات أو الفوالق بانقطاع في تتابع الطبقات الصخرية، و تفاوت في مستوى ارتفاعها، و يتكون الانكسار من عدة عناصر و هي:
* سطح الانكسار : و هو السطح الذي يفصل بين الكتلتين المنفصلتين. 
* خط الانكسار : و هو الخط الذي يفصل بين الشطرين المنفصلين
نظرة الانكسار : وهي الجهة التي ينظر إليها سطح الانكسار 
* فرق الانكسار : يسمى كذلك رمية الانكسار ونعني به الفرق الحاصل بين الجزء المرتفع و الجزء المنخفض.
كما تظهر هذه الانكسارات بعدة أشكال و هي : 
* الانكسار العادي أو المعكوس : وهو انكسار عمودي ، وهو أكثر أنواع الانكسارات حدوثا، و يرجع السبب في حدوثه إلى تعرض الطبقات الصخرية لحركات رفع أو هبوط أو حركات جانبية (الشد /الضغط) مما يؤدي إلى انكسارها وهبوطها أو ارتفاعها و ينتج عن ذلك إما انكسار عادي أو معكوس.

نميز في هذا النوع من الانكسارات بين حائطين الثابت في مكانه يسمى حائط أساسي والذي تعرض للرفع أو الهبوط يسمى الحائط المعلق.
  * الانكسار الأفقي يختلف عن النوعين السابقين باعتبار الحركة التي تحدثه تكون أفقية ويتم انكسار الطبقات الصخرية في اتجاه أفقي بسبب تعرض الطبقات الصخرية الى ضغوط أفقية من اتجاهين متعاكسين.

 * الانكسار المتدرج أو الانكسار السلمي هو عبارة عن مجموعة من الانكسارات المتدرجة التي تنشأ نتيجة حدوث هبوط أو ارتفاع متدرج لسطح القشرة الارضية وينجم عن هذا الانكسار السلمي عدة أشكال تضاريسية أهمها
هورست كلمة المانية معناها عش النسر هي كتلة انكسارية تنشأ نتيجة لمجموعة من الانكسارات التي تتسبب في رفع كتلة صخرية وسطى الى الاعلى أو قد تكون نتيجة لهبوط الكتل الصخرية على طول الانكسارات الجانبية بينما تبقى الكتلة الصخرية الوسطى ثابتة وبارزة مما ينتج عنه نشأة هضاب وجبال انكسارية
 * الانكسار الأخدودي تهبط الطبقات أو الكتل الصخرية بين كسرين فينشأ عن دلك حوض أو منخفض يسمى أخدود يحده من الجانبين حافة انكسارية تظهر فيها أحيانا ينابع المياه. كما يمكن أن تزهر فيها بحيرات أو مجاري مائية داخل الاخدود.
 خلاصة اذا كانت العوامل الداخلية بمختلف أنواعها تسبب في نشأة وبناء أشكال التضاريسية الكبرى البحرية والقارية فان العوامل الخارجية تتدخل لتسويتها وتعديلها وتغييرها مساهمة بدور أساسي في تشكل المظاهر التضاريسة القارية الصغرى.
العوامل الخارجية المؤثرة على سطح الأرض :
هناك العديد من العوامل الخارجية المؤثرة في تشكيل سطح الأرض، وتتمثل هذه العوامل في عملية التجوية، والرياح ، والمياه السطحية ، هذا بالإضافة إلى عامل الإنسان و الكائنات الحية ۰ 
1 عمليات التجوية : هي عملية تفكك و تحلل الصخر موضعيا، بمعنى أخر، هي عملية تكسر الصخور و تفتتها و تحللها بفعل تأثير العوامل الجوية المختلفة، مثل: الحرارة و الرطوبة، مع بقاء المفتتات الصخرية في مكانها دون نقلها إلى مكان أخر. و تنقسم إلى نوعين رئيسيين: و هما التجوية الميكانيكية و التجوية الكيميائية
 *التجوية الميكانيكية : تعني تكسر و تفتت الصخور بفعل تعرضها لعوامل الجو المختلفة دون أن يطرأ عليها تغيير في التركيب المعدني للصخر، و تحدث هذه العملية بعدة طرق ندكر منها:
التمدد و التقلص الصخري : تسود هذه الظاهرة في المناطق الصحراوية بحيث تتعرض الصخور للتمدد والتقلص (الانكماش) لكونها تتكون من خليط من المعادن التي يتفاوت مقدار درجة تمددها وتقلصها وكذا تبعا لتفاوت المدى الحراري اليومي والسنوي الدرجات الحرارة. هذه العملية تؤدي إلى تمدد وانكماش المعادن المكونة للصخور،وبتكرار هذه العملية، يتم تفكيك و تقشير الطبقات الصخور السطحية مع مرور الزمن، ويصبح شكلها مقوسا و دائريا. 
(1) - المدي الحراري السنوي: هو الفرق بين أعلى معدل لدرجة الحرارة الأكثر شهور السنة حرارة، وأخفض معدل الدرجات الحرارة أبرد شهور السنة نفسها  .
- المدي الحراري اليومي: هو الفرق بين أعلى درجة حرارة تسجل في النهار وأخفض درجة حرارة تسجل في الليل لنفس اليوم.
* التجمد و الذوبان : ففي المناطق الباردة تتجمع المياه داخل شقوق الصخر وتنخفض درجة الحرارة إلى درجة التجمد، فإن حجم هذه المياه يزداد بمقدار 9%، مشكلا ضغطا قويا على الجوانب الداخلية للشقوق، مما يؤدي إلى توسعها، ومع تكرار هذه العملية، فإن الصخور تتكسر و تتهشم مخافة أشكال صخرية حادة. 
* النمو البلوري للأملاح : يمكن أن تكون أملاح الكبريت أو الجبس أو كالسيوم أو الكربون، فهذه العملية تهم بالأساس الصخور الكلسية، عندما تكون بها مياه تحتوي على أملاح فإنه مع ارتفاع درجة الحرارة، يتبخر الماء تاركا الترسبات الملحية التي تنمو على شكل بلورات داخل الصخر محدثا ضغطا يعمل على إضعاف تماسك الصخر و يسهل عملية تكسيره .
* الترطيب والتجفيف: تهم هذه العملية الصخور الطينية، والصلصالية، فعند تشبعها بمياه الأمطار، يزيد حجمها، وعند ارتفاع الحرارة يؤدي ذلك إلى تبخر الماء ثم جفافها وتقلصها وتشققها، وبالتالي يسهل تفكيكها إلى فئات صخرية أو تراب إضافة إلى كل هذه العوامل الميكانيكية، يمكن كذلك إضافة عامل آخر لا يقل أهمية ، ويتمثل في إزالة الضغط من فوق الصخور 
* 1-2 التجوية الكيماوية : فهي تعني تحلل الصخر وتغير خصائصه الكيماوية بواسطة عوامل تتمثل في الماء، والأكسجين وثاني أكسيد الكاربون والأحماض العضوية.
 وتتضمن هذه التجوية العديد من التفاعلات بين العناصر المختلفة للصخور. بعض هذه التفاعلات يتميز بالبساطة والبعض الأخر شديد التعقيد، وباختصار، تتمثل التجوية الكيماوية في التفاعلات الكيماوية التالية:
* الإذابة: يشكل ذوبان غاز ثاني أكسيد الكاربون مع ماء المطر حامض الكربونيك، الذي يتفاعل مع كربونات الكالسيوم الموجود في الصخور فيحولها إلى البيكربونات الكالسيوم القابلة للذوبان في الماء مما يؤدي إلى حدوث ظاهرة الكارست في الصخور الجيرية ( الصواعد والنوازل)
* الأكسدة: تحدث نتيجة تفاعل الأكسجين المذاب في الماء مع عناصر الحديد الذي يدخل في تركيب العديد من الصخور ويحوله إلى معدن آخر هو أكسيد الحديدوز Oxyde Fereux الذي يعرف بالصدى وهو قليل الصلابة والمقاومة مما يساعد على تفكك الصخور وتكسرها.
* التميؤ: ينتج التميؤ عن قدرة بعض المعادن على امتصاص الماء، وبالتالي يحدث ضغطا على جوانب الصخور وتتفكك تفككا ميكانيكيا، وعند هذا التفكك الناتج عن الضغط يتعرض جزء من الصخر إلى التجوية بتغير تكوينه العداني مثلا (الفيسباط يتحول مع الجو إلى صلصال) 
إلى جانب دور العوامل الطبيعية السالفة الذكر في عمليات التجوية بنوعيها وكذا عاملي المياه السطحية والرياح اللذين يقومان بمجموع عمليات النحت والنقل والإرساب مخلفين أشكالا تضارسية متنوعة ، فإن للكائنات الحية المختلفة هي الأخرى، أدوارا أساسية لا تقل أهميتها في المساعدة على عملية التجوية. فالإنسان يساهم في التجوية الميكانيكية أثناء شق الطرق ، والعمل في المناجم، ومقالع الرمال، وردم المناطق المنخفضة وتسوية المناطق المرتفعة، مما يؤدي إلى تفتيت الصخور، وتغيير معالم سطح الأرض، كما أنه كذلك يساهم في التجوية الكيماوية على إثر الغازات التي تفرغها مختلف المعامل. كما تقوم كذلك النباتات بتجوية ميكانيكية من خلال نمو جذورها وبتجوية كيماوية من خلال ما تفرزه الجذور من أنزيمات حامضية تساعد على إذابة وتفتت الصخور. هذا دون أن ننسى دور الحيوانات في عملية التجوية وخاصة منها الحيوانات الحافرة.