الخميس، 15 سبتمبر 2022

علوم الحديث

 جامعة ابن طفيل كلية العلوم الإنسانية والاجتماعية القنيطرة

 مسلك الدراسات الإسلامية

الفصل الأول مادة علوم الحديث

الأستاذ: أزرياح

 محاور المادة

1 - علم الحديث، مفهومه ونشأته.

2 - كتابة الحديث في عهد النبي صلى الله عليه وسلم.

3 - كتابة الحديث في عهد الصحابة والتابعين. 

4 - المصنفات الأولى في الحديث

 5 - دراسة نماذج من المصنفات الأولى في الحديث (كتاب الموطأ للإمام مالك رحمه الله ). 

6 - دراسة في كتب المسانيد المشهورة (مسند الإمام أحمد). 

7 - دراسة في كتب الصحاح (صحيح الإمام البخاري - صحيح الإمام مسلم).

8 - دراسة مختصرة في كتب السنن الأربعة.

علوم الحديث الدراسات الاسلامية


المصادر والمراجع 

- تدوين السنة النبوية في القرنين الثاني والثالث للهجرة ، للدكتور محمد بنكيران. 

- منهج النقد في علوم الحديث للدكتور نور الدين عتر 

- تیسیر مصطلح الحديث للدكتور محمود الطحان. 

- تدوين السنة النبوية نشأته وتطوره من القرن الأول إلى نهاية القرن التاسع الهجري لمحمد بن مطر الزهراني.

المحاضرة الأولى: علم الحديث، مفهومه

ونشأته وتطوره. 

مقدمة:

إن علم الحديث من أشرف العلوم وأفضلها وأحقها بالاعتناء لمحصلها لأنه ثاني أدلة علوم الإسلام، ومادة علوم الأصول والأحكام، ولذلك لم يزل قدر حفاظه عظيما، وخطرهم عند علماء الأمة جسيما، على حد قول ابن جماعة رحمه الله.

وقد عبر السيوطي عن أفضلية ومكانة هذا العلم بقوله: "إن علم الحديث رفيع القدر، عظيم الفخر، شریف الذكر، لا يعتنى به إلا كل حبر، ولا يحرمه إلا كل غمر. غير المجرب. ولا تفنی محاسنه على ممر الدهر"..

أولا: علم الحديث ، مفهومه ونشأته 

1- تعريف الحديث ، و الفرق بينه وبين السنة والخبر والأثر 

• الحديث لغة: هو الجديد، ويجمع على أحاديث. واصطلاحا: " ما أضيف إلى النبي صلى الله عليه وسلم من قول أو فعل أوتقرير أو صفة خَلقية أوخُلقية "

فالقول: هو الألفاظ النبوية.

- تدريب الراوي 1/ 38.

والفعل: هو التصرفات النبوية العملية.

والتقرير: ما يقع من غيره صلى الله عليه وسلم باطلاعه أو علمه فلا ينكره. والصفة: خصائص بشرته صلى الله عليه وسلم فيما لا يرجع إلى كسبه وعمله.

• السنة لغة : الطريقة واصطلاحا لها عدة تعريفات:

عند المحدثين : بمعنى الحديث أي ما أضيف إلى النبي من قول أو فعل أو تقرير أو صفة. 

عند الأصوليين : هي ما صدر عن النبي صلى الله عليه وسلم من قول أو فعل أو تقرير. 

عند الفقهاء : ما يثاب فاعله و لا يعاقب تارکه.

• الخبر لغة: النبأ، وجمعه أخبار. 

واصطلاحا، اختلف فيه على ثلاثة أقوال، وهي:

- مرادف للحديث: أي معناهما واحد اصطلاحا. - مغاير له: فالحديث ما جاء عن النبي صلى الله عليه وسلم، والخبر ما جاء عن غيره (كالصحابة والتابعين).

- وقيل: بينهما عموم وخصوص مطلق، فكل حديث خبر، من غير عکس. و الأثر لغة: بقية الشيء. اصطلاحا، اختلف فيه على قولين:

مرادف للحديث: أي أن معنى الأثر ومعنى الحديث، واحد في الاصطلاح. مغاير له: أي أن الأثر هو ما أضيف إلى الصحابة والتابعين من أقوال أو أفعال، على رأي فقهاء خراسان. 

2- مفهوم علم الحديث: ينقسم علم الحديث إلى علمين لا يغني أحدهما عن الآخر، هما علم الحديث رواية وعلم الحديث دراية:

أ- تعریف علم الحديث رواية

- راجع نزهة النظر في شرح نخبة الفكر، ص:36

وردت عند العلماء تعاريف كثيرة لعلم رواية الحديث من أشهرها تعریف ابن الأكفاني حيث قال: "علم الحديث الخاص بالرواية: علم يشتمل على نقل أقوال النبي صلى الله عليه وسلم وأفعاله وروايتها وضبطها وتحرير ألفاظها".. لكن اعترض على التعريف بأنه غير جامع أي أنه لا يشمل كل المعرف، لأنه لم يذكر تقريراته وصفاته، كما أنه لم يراع مذهب القائلين بأن الحديث يشمل ما أضيف للصحابي أو التابعين

• تعریف علم الحديث دراية: ويطلق عليه "مصطلح الحديث" أو "علوم الحديث" أو "أصول الحديث " ، وقد عرفه ابن الأكفاني بقوله: "علم يتعرف منه أنواع الرواية وأحكامها، وشروط الرواة، وأصناف المرويات واستخراج معانيها".. وعرفه الإمام عز الدين بن جماعة حيث قال: "علم بقوانين يعرف بها أحوال السند والمتن".. وعرفه ابن حجر بقوله: "معرفة القواعد التي يتوصل بها إلى معرفة حال الراوي والمروي".. وأحسن تعریف لهذا العلم هو تعريف الإمام عز الدين بن جماعة، كما ذكر السيوطي ، فقال: "حد ابن جماعة أحسن " وقد نظمه الجلال السيوطي في ألفيته فقال:

علم الحديث و قوانين تحد ... پدری بها أخوال متن وسند) (فذانك الموضوع والمقصود ... أن يعرف المقبول والمردود)

ب -  موضوع علم الحديث وفائدته وغايته 

• موضوعه:

الراوي والمروي-(يعني السند والمتن)- من حيث القبول والرد. 

• فائدته:

معرفة المقبول من المردود، وتمييز الصحيح من الحسن من الضعيف.

- إرشاد القاصد إلى أسنى المطالب لابن الأكفاني، ص:155

- نفسه،ص:0 16.

- انظر تدریب الراوي للسيوطي:1/ 26. 

- النكت على ابن الصلاح لابن حجر: 225. 

- انظر البحر الذي زخر في شرح ألفية الأثر:1/ 228. 

- ألفية السيوطي، ص:3

• غايته: صيانة الأحاديث من الكذب والاختلاق وبذلك تصان الشريعة من التحليل والتحريم بغیر دلیل.

ثانيا: نشأته وتطوره.

نشأ هذا العلم كغيره من العلوم ومر بمراحل مختلفة حتى وصل إلى مرحلة الكمال و الازدهار ، فلقد تكلم النبي صلى الله عليه وسلم في الرجال وجرح وعدل، واقتفى الأئمة من الصحابة والتابعين ومن بعدهم أثره، ولما تباعد زمان السلف الصالح وأصبح الكذب على رسول الله أمر شائع شدد العلماء في شروط رواية الحديث النبوي، و أصبحت المطالبة بالإسناد أمرا لازما حتى يعرف العادل الضابط فيؤخذ حديثه من الكاذب أو الضعيف فيطرح حديثه، ومن هنا ولد علم الرجال و الجرح والتعديل، ثم احتيج إلى تدوین قانون مخصوص يتميز به الغث من السمين، وجعلوا ذلك القانون قائم على أصول أسسوها من قواعد استخرجوها. فكان العلماء من الصحابة ومن بعدهم يبحثون في بعض أنواعه، وفروعه، ومسائله، ممزوجة بالعلوم والفنون الأخرى ، وكان ذلك من القرن الثاني الهجري إلى القرن الرابع، كما نجد بعض مسائل علم الحديث منشورة في كتب الإمام الشافعي المتوفي سنة:204ه، مثل: الرسالة، و الأم ، كما تعرض الإمام مسلم بن الحجاج لمباحث هذا العلم في مقدمة صحيحه. وأبوداود في رسالته إلى أهل مكة بين فيها طريقته في كتابه السنن ،كما تناول الترمذي مباحث هذا العلم في كتابه العلل الصغير الذي ألحقه بآخر كتابه السنن.

بداية التصنيف في علم المصطلح: 

وأخيرا لما نضجت العلوم، واستقر الاصطلاح، واستقل كل فن عن غيره، وذلك في القرن الرابع الهجري، وأفرد العلماء علم المصطلح في كتاب مستقل، وكان من أول من أفرده بالتصنيف: القاضي الحسن بن خلاد الرامهرمزي. ويمكن ترتیب هذه المصنفات على الشكل التالي: 

1- - " المتحدث الفاصل بين الراوي والواعي" للقاضي الحسن بن خلاد الرامهرمزي، (ت:360ه)

لكنه لم يستوعب (كما قال الحافظ ابن حجر). 

2-  معرفة علوم الحديث " لأبي عبدالله الحاكم النيسابوري، (ت: 405ه)، وعقب عليه الحافظ ابن حجر بأنه لم يهذب ولم يرتب.

3 - "المستخرج على معرفة علوم الحديث" لأبي نعيم أحمد بن عبد الله الأصبهاني (ت:30 4ه)، استدرك فيه على الحاكم ما فاته في كتابه معرفة علوم الحديث من قواعد هذا الفن، وأبقى أشياء للمتعقب کا ذکر ابن حجر. 4-  الكفاية في معرفة أصول الرواية" لأبي بكر أحمد بن علي بن ثابت الخطيب البغدادي ت: 463ه)، وهو كتاب حافل بتحرير مسائل هذا الفن، وبيان قواعد الرواية. 

5- "جامع بیان العلم وفضله" للحافظ ابن عبد البر المالكي ت: (463) وضع فيه أبوابا في أدب الرواية وغيرها. 

6- الجامع لأخلاق الراوي وآداب السامع" للخطيب البغدادي أيضا، وهو في آداب الرواية. 

7- "الإلماع إلى معرفة أصول الرواية وتقييد الساع" للقاضي عياض (ت:44 5ه)، وهو مقصور على ما يتعلق بكيفية التحمل والأداء وما يتفرع عنها لكنه جيد في بابه، ووصفه ابن حجر بأنه کتاب لطيف. 

8 - "مالاي احد جهله" صنفه أبو حفص عمر بن عبد المجيد الميانجي، (ت:580ه)، وهو جزء صغير ليس فيه كبير فائدة، وانتقده كثير من المهتمين بهذا الفن.

و علوم الحديث أو (مقدمة ابن الصلاح) لأبي عمرو عثمان بن عبد الرحمن الشهرژوړي المشهور بابن الصلاح، (ت: 643ه)، قال عنه الحافظ ابن حجر: إنه هذب فنون هذا العلم، "وأملاه شيئا بعد شيء؛ فلهذا لم يحصل ترتيبه على الوضع المتناسب، واعتنى بتصانيف الخطيب المفرقة، فجمع شتات مقاصدها، وضم إليها من غيرها نخب فوائدها، فاجتمع في كتابه ما تفرق في غيره؛ فلهذا عكف الناس عليه، وساروا بسيره، فلا يحصى كم ناظم له و مختصر، ومستدرك عليه ومقتصر، ومعارض له ومنتصر". 

10- " التقريب والتيسير لمعرفة سنن البشير النذير" لمحيي الدين النووي، (ت: 676ه)، وهو اختصار لكتاب علوم الحديث لابن الصلاح. 

11- "خلاصة في معرفة الحديث" لأبي محمد الحسين بن عبد الله الطيبي ت: (743ه). 

12- التبصرة والتذكرة أو (ألفية العراقي): لزين الدين عبد الرحيم بن الحسين العراقي. (ت: 806ه)، نظم فيها علوم الحديث لابن الصلاح وزاد عليه، وهي جيدة غزيرة الفوائد، وعليها شروح متعددة، منها شرحان للمؤلف نفسه. 

13- نخبة الفكر في مصطلح أهل الأثر: للحافظ ابن حجر العسقلاني، (ت: 52 8ه). 

14 - النكت الوفية بما في شرح الألفية" للحافظ برهان الدين البقاعي ت (855ه) وهو حاشية على شرح ألفية العراقي. 

15- "حاشية على نخبة الفكر" لزين الدين أبي العدل القاسم بن قطلوبغا، ت (876ه). 

16- "فتح المغيث بشرح ألفية الحديث" لمحمد بن عبد الرحمن السخاوي، (ت: 902ه)، وهو شرح على ألفية الحافظ العراقي. 

17- "تدریب الراوي في شرح تقريب النواوي" للسيوطي، (ت: 911ه)، وهو شرح الكتاب تقريب النووي. 

18 - "شرح نخبة الفكر في مصطلحات أهل الأثر" لملا علي القاري بن سلطان محمد الحنفي ت (1014ه). 

19 - "الیواقیت والدرر في شرح شرح نخبة الفكر" لعبد الرؤوف بن تاج العارفين المناوي، ت (1029ه). 

20 - "المنظومة البيقونية" للبيقوني (ت: 1080ه)، وهي مختصرة مفيدة وعليها شروح كثيرة. وغير هذه المصنفات كثير، وقد اقتصرنا على ذكر بعضها فقط.

تحميل المحاضرة

 التالي



0 التعليقات:

إرسال تعليق