اولي تاريخ
ﺍﻟﺘﻌﺮﻳﻒ ﺑﺎﻟﻤﻘـﺮﺭ:
ﺩﺭﺍﺳﺔ ﻟﺘﺎﺭﻳﺦ ﺍﻟﻴﻮﻧﺎﻥ ﺛﻢ ﺗﺎﺭﻳﺦ ﺍﻟﺮﻭﻣﺎﻥ ﻓﻲ ﺍﻟﻌﺼﻮﺭ ﺍﻟﻘﺪﻳﻤﺔ، ﻛﺬﻟﻚ ﻟﻌﻼﻗﺎﺕ ﻭﺻﻼﺕ ﺍﻟﻴﻮﻧﺎﻥ ﻭﺍﻟﺮﻭﻣﺎﻥ
ﺑﺎﻟﻌﺮﺏ ﻭﻣﻨﻄﻘﺔ ﺍﻟﺸﺮﻕ ﺍﻷﺩﻧﻰ ﺍﻟﻘﺪﻳﻢ، ﻓﺘﺎﺭﻳﺦ ﺃﻭﺭﻭﺑﺎ ﻓﻲ ﺍﻟﻌﺼﻮﺭ ﺍﻟﻘﺪﻳﻤﺔ ﻳﻤﺜﻠﻪ ﺗﺎﺭﻳﺦ ﺍﻟﻴﻮﻧﺎﻥ
ﻭﺍﻟﺮﻭﻣﺎﻥ ﻳﺮﺗﺒﻂ ﺍﺭﺗﺒﺎﻃﺎً ﻭﺛﻴﻘﺎً ﺑﻤﻨﻄﻘﺔ ﺍﻟﺸﺮﻕ ﺍﻷﺩﻧﻰ ﺍﻟﻘﺪﻳﻢ .
- ﺍﻹﻃﺎﺭ ﺍﻟﺠﻐﺮﺍﻓﻲ :
ﻳﺸﻤﻞ ﺃﻭﺭﻭﺑﺎ ﻭﺳﻮﺭﻳﺔ ﻭﻣﺼﺮ ﻭﺍﻟﻌﺮﺍﻕ ﻭﺁﺳﻴﺎ ﺍﻟﺼﻐﺮﻯ ﻭﺷﻤﺎﻝ ﺃﻓﺮﻳﻘﻴﺎ .
- ﺍﻹﻃﺎﺭ ﺍﻟﺘﺎﺭﻳﺨﻲ :
ﻋﺼﻮﺭ ﻣﺎ ﻗﺒﻞ ﺍﻟﻤﻴﻼﺩ ﺣﺘﻰ ﺳﻘﻮﻁ ﺭﻭﻣﺎ ﻓﻲ ﺍﻟﻘﺮﻥ ﺍﻟﺨﺎﻣﺲ ﺍﻟﻤﻴﻼﺩﻱ .
ﻭﻳﻨﻘﺴﻢ ﺍﻟﻤﻘﺮﺭ ﺇﻟﻰ ﻗﺴﻤﻴﻦ ﺭﺋﻴﺴﻴﻴﻦ ﻭﻫﻤﺎ :
ﺗﺎﺭﻳﺦ ﺍﻟﻴﻮﻧﺎﻥ ﺍﻟﻘﺪﻳﻢ، ﻭﺗﺎﺭﻳﺦ ﺍﻟﺮﻭﻣﺎﻥ ﺍﻟﻘﺪﻳﻢ .
ﺍﻟﻘﺴﻢ ﺍﻷﻭﻝ : ﺗﺎﺭﻳﺦ ﺍﻟﻴﻮﻧﺎﻥ
ﻳﺸﻤﻞ ﺗﺎﺭﻳﺦ ﺍﻟﻴﻮﻧﺎﻥ ﺍﻟﻤﻮﺿﻮﻋﺎﺕ ﺍﻟﺮﺋﻴﺴﻴﺔ ﺍﻟﺘﺎﻟﻴﺔ :
ﺃﻭﻻ : ﻣﺼﺎﺩﺭ ﺗﺎﺭﻳﺦ ﺍﻟﻴﻮﻧﺎﻥ :
ﺇﻥ ﺍﻟﺒﺎﺣﺚ ﻓﻲ ﺗﺎﺭﻳﺦ ﺍﻟﻴﻮﻧﺎﻥ ﻭﺣﻀﺎﺭﺗﻬﻢ ﻳﻌﺘﻤﺪ ﺃﺳﺎﺳﺎ ﻋﻠﻰ ﻧﻮﻋﻴﻦ ﺭﺋﻴﺴﻴﻴﻦ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﺼﺎﺩﺭ، ﻭﻫﻤﺎ :
ﺍﻵﺛﺎﺭ، ﻭﺍﻟﻤﺼﺎﺩﺭ ﺍﻟﻜﺘﺎﺑﻴﺔ .
ﺃ - ﺍﻵﺛﺎﺭ ﺑﺄﺣﺠﺎﻣﻬﺎ ﻭﺃﺷﻜﺎﻟﻬﺎ ﺍﻟﻤﺨﺘﻠﻔﺔ ﻣﺜﻞ ﺍﻟﻤﺒﺎﻧﻲ ، ﺍﻟﻔﺨﺎﺭ، ﺍﻟﻤﺴﻜﻮﻛﺎﺕ ، ﻭﻏﻴﺮﻫﺎ ، ﻭﺗﻌﺘﺒﺮ ﺍﻵﺛﺎﺭ
ﻣﻦ ﺍﻟﻤﺼﺎﺩﺭ ﺍﻟﻤﻮﺛﻮﻗﺔ ﻷﻧﻬﺎ ﺑﺎﻗﻴﺔ ﻣﻨﺬ ﺍﻟﻌﺼﻮﺭ ﺍﻟﻘﺪﻳﻤﺔ ﺣﺘﻰ ﺍﻟﻴﻮﻡ ، ﻛﻤﺎ ﺗﻌﺪ ﻣﻦ ﺃﻏﻨﻰ ﺍﻟﻤﺼﺎﺩﺭ
ﻟﻜﺜﺮﺗﻬﺎ ﻭﺍﻧﺘﺸﺎﺭﻫﺎ ﻋﻠﻰ ﺳﻄﺢ ﺍﻷﺭﺽ ﺃﻭ ﻣﻄﻤﻮﺭﺓ ﻓﻲ ﺑﺎﻃﻦ ﺍﻷﺭﺽ .
ﺏ - ﺍﻟﻤﺼﺎﺩﺭ ﺍﻟﻜﺘﺎﺑﻴﺔ ﺍﻟﻤﺒﺎﺷﺮﺓ :
ﻭﻫﻲ ﻣﺎ ﻛﺘﺒﻪ ﺍﻷﻗﺪﻣﻮﻥ ﻓﻲ ﻛﺘﺒﻬﻢ ﻋﻦ ﺗﺎﺭﻳﺦ ﺍﻟﻴﻮﻧﺎﻥ ﻭﺃﺣﻮﺍﻝ ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ﺍﻟﻴﻮﻧﺎﻧﻲ ﻓﻲ ﻋﺼﺮﻫﻢ ﺃﻭ ﻋﻦ
ﻋﺼﻮﺭ ﺳﺎﺑﻘﺔ ﻟﻌﺼﺮﻫﻢ ﻭﻳﻮﺟﺪ ﻋﺪﺩ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﺆﺭﺧﻴﻦ ﻭﺍﻟﺠﻐﺮﺍﻓﻴﻴﻦ ﻭﺍﻟﺮﺣﺎﻟﺔ ﻭﺍﻟﺨﻄﺒﺎﺀ ﻭﺍﻟﻌﻠﻤﺎﺀ ﻭﺍﻟﻔﻼﺳﻔﺔ
ﻭﺍﻟﻤﻔﻜﺮﻭﻥ ﺍﻟﻴﻮﻧﺎﻥ ﺃﺑﺮﺯﻫﻢ ﻭﺃﺷﻬﺮﻫﻢ :
-1 ﻫﻴﺮﻭﺩﻭﺕ : ﻋﺎﺵ ﻓﻲ ﺍﻟﻘﺮﻥ ﺍﻟﺨﺎﻣﺲ ﻗﺒﻞ ﺍﻟﻤﻴﻼﺩ ﻭﻛﺘﺐ ﻫﻴﺮﻭﺩﻭﺕ ﻋﻦ ﺗﺎﺭﻳﺦ ﺍﻟﻌﺎﻟﻢ ﺍﻟﻘﺪﻳﻢ ﺑﻤﺎ
ﻓﻴﻬﺎ ﺑﻼﺩ ﺍﻟﻴﻮﻧﺎﻥ ﻭﻟﻜﻦ ﻳﺆﺧﺬ ﻋﻠﻰ ﻫﻴﺮﻭﺩﻭﺕ ﺍﻧﻪ ﻳﻌﺘﻤﺪ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺮﻭﺍﻳﺎﺕ ﻭﺍﻷﺧﺒﺎﺭ ﻭﻟﻴﺲ ﺍﻟﻤﺸﺎﻫﺪﺓ
ﻭﺍﻟﻤﻌﺎﺻﺮﺓ ﻟﻠﺤﺪﺙ .
-2 ﺛﻮﻛﻴﺪﻳﺪﻳﺲ : ﻋﺎﺵ ﻣﺎ ﺑﻴﻦ ﺍﻟﻘﺮﻥ ﺍﻟﺨﺎﻣﺲ ﻭﺍﻟﺮﺍﺑﻊ ﻗﺒﻞ ﺍﻟﻤﻴﻼﺩ( ﻭﺗﺘﻤﻴﺰ ﻛﺘﺎﺑﺎﺗﻪ ﺑﺎﻟﻮﺍﻗﻌﻴﺔ ﻭﻳﻜﺘﺐ
ﻣﻌﺎﺻﺮﺍ ﺃﻭ ﻣﺸﺎﻫﺪﺍ ﻟﻸﺣﺪﺍﺙ ﻓﻜﺎﻥ ﻣﻌﺎﺻﺮﺍ ﻟﻠﺤﺮﻭﺏ ﺍﻟﻴﻮﻧﺎﻧﻴﺔ – ﺍﻟﻴﻮﻧﺎﻧﻴﺔ ، ﻛﻤﺎ ﺗﻤﻴﺰﺕ ﻛﺘﺎﺑﺎﺗﻪ
ﺑﺎﻟﻮﺍﻗﻌﻴﺔ ﻭﺍﻟﺘﺤﻠﻴﻞ ﻭﺍﻟﻨﻘﺪ ﻟﻸﺣﺪﺍﺙ .
-3 ﻛﺴﻴﻨﻮﻓﻮﻥ : ﻋﺎﺵ ﻣﺎ ﺑﻴﻦ ﻧﻬﺎﻳﺔ ﺍﻟﻘﺮﻥ ﺍﻟﺨﺎﻣﺲ ﻭﺑﺪﺍﻳﺔ ﺍﻟﺮﺍﺑﻊ ﻗﺒﻞ ﺍﻟﻤﻴﻼﺩ( ﻭﺗﺘﻤﻴﺰ ﻛﺘﺎﺑﺎﺗﻪ ﺑﺄﻧﻪ
ﻳﻜﺘﺐ ﻣﺸﺎﻫﺪﺍ ﻭﻣﻌﺎﺻﺮ ﺍﻟﺤﺪﺙ ﻭﻻ ﻳﻌﺘﻤﺪ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺮﻭﺍﻳﺎﺕ ﻭﻟﻜﻨﻪ ﻻ ﻳﺤﻠﻞ ﺍﻷﺣﺪﺍﺙ .
-4 ﺑﺮﻛﻠﻴﺲ : ﻭﻫﻮ ﺯﻋﻴﻢ ﺃﺛﻴﻨﻲ ﺇﺷﺘﻬﺮ ﺑﺨﻄﺒﻪ ﻭﻫﻮ ﻣﻦ ﺃﺷﻬﺮ ﺍﻟﺨﻄﺒﺎﺀ ﺍﻟﻴﻮﻧﺎﻥ ﻭﻛﺬﻟﻚ ﻛﺎﻥ ﺍﻟﺨﻄﻴﺐ
ﺩﻳﻤﻮﺳﺘﻴﻨﻴﺲ ، ﻭﺗﻌﺘﺒﺮ ﺧﻄﺒﻬﻢ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﺼﺎﺩﺭ ﻷﻧﻬﺎ ﺗﺼﻒ ﻭﺗﺒﻴﻦ ﺃﺣﻮﺍﻝ ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ﺍﻟﻴﻮﻧﺎﻧﻲ ﻭﻣﺸﻜﻼﺗﻪ
ﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ ﻭﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ ﻭﺍﻟﺪﻳﻨﻴﺔ ﻭﻟﻜﻦ ﻳﺆﺧﺬ ﻋﻠﻴﻬﻢ ﺃﻧﻪ ﻳﻤﺜﻠﻮﻥ ﺟﺎﻧﺐ ﻭﺍﺣﺪ ﻭﻟﻴﺲ ﺟﻤﻴﻊ ﺟﻮﺍﻧﺐ
ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ .
-5 ﺳﻘﺮﺍﻁ ، ﺃﻓﻼﻃﻮﻥ ، ﺃﺭﺳﻄﻮ : ﻛﺘﺐ ﻫﺆﻻﺀ ﺍﻟﻌﻠﻤﺎﺀ ﻓﻲ ﺍﻟﻄﺐ ﻭﺍﻟﻌﻠﻮﻡ ﻭﺍﻟﻔﻠﺴﻔﺔ ﻭﺍﻟﺤﻜﻤﺔ
ﻭﺍﻟﺠﻐﺮﺍﻓﻴﺔ ﻭﺍﻟﺤﻜﻢ ﻭﻏﻴﺮﻫﺎ ﻣﻦ ﺍﻟﻌﻠﻮﻡ ﻟﺬﻟﻚ ﻧﺠﺪ ﻓﻲ ﻛﺘﺎﺑﺎﺗﻬﻢ ﻣﻌﻠﻮﻣﺎﺕ ﻗﻴﻤﺔ ﻋﻦ ﺍﻟﺘﺠﺎﺭﺏ ﺍﻟﻌﻠﻤﻴﺔ
ﻭﻣﺎ ﻗﺎﻡ ﺑﻪ ﻫﺆﻻﺀ ﻣﻦ ﺩﺭﺍﺳﺎﺕ ﺷﻤﻠﺖ ﺍﻟﺠﻮﺍﻧﺐ ﺍﻟﻌﻠﻤﻴﺔ ﻭﺍﻟﻔﻠﺴﻔﺔ ﻭﺍﻟﻔﻠﻚ ﻭﺃﺳﻠﻮﺏ ﺍﻟﺤﻜﻢ ﻭﻏﻴﺮﻫﺎ ﻣﻦ
ﺍﻟﻌﻠﻮﻡ ﺍﻟﻄﺒﻴﻌﻴﺔ ﻭﺍﻹﻧﺴﺎﻧﻴﺔ .
ﺟـ - ﺍﻟﻤﺼﺎﺩﺭ ﺍﻟﻜﺘﺎﺑﻴﺔ ﻏﻴﺮ ﺍﻟﻤﺒﺎﺷﺮﺓ
ﻭﻳﻘﺼﺪ ﺑﻬﺎ ﺍﻟﻤﺼﺎﺩﺭ ﺍﻷﺩﺑﻴﺔ ﺃﻭ ﻛﻞ ﻣﺎ ﻭﺻﻞ ﺇﻟﻴﻨﺎ ﻣﻦ ﺇﻧﺘﺎﺝ ﺍﻷﺩﺑﺎﺀ ﺑﻤﺎ ﻓﻴﻬﺎ ﻣﻦ ﺃﺷﻌﺎﺭ ﻭﺃﻏﺎﻧﻲ
ﻭﻣﺴﺮﺣﻴﺎﺕ ﻭﺑﻜﻞ ﻣﺎ ﺗﺘﻀﻤﻨﻪ ﻫﺬﻩ ﻣﻦ ﺃﻓﻜﺎﺭ ﻋﻦ ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ﺍﻟﻴﻮﻧﺎﻧﻲ ﻭﺣﻴﺎﺓ ﺍﻟﻴﻮﻧﺎﻧﻴﻴﻦ ، ﻭﻳﻌﺘﺒﺮ ﺃﺩﺏ
ﺍﻟﻤﻼﺣﻢ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﺘﺤﺪﺙ ﻋﻦ ﺷﺨﺼﻴﺎﺕ ﺧﻴﺎﻟﻴﺔ ﺗﺒﺮﺯ ﺍﻟﺠﻮﺍﻧﺐ ﺍﻟﺒﻄﻮﻟﻴﺔ ﻭﻣﻈﺎﻫﺮ ﺍﻟﻨﺒﻞ ﻭﺍﻟﺘﻀﺤﻴﺔ ﻭﻛﺬﻟﻚ
ﺍﻟﻘﻮﺓ ﻭﺍﻟﻀﻌﻒ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﻤﺜﻞ ﺟﻮﺍﻧﺐ ﺃﺳﺎﺳﻴﺔ ﺻﺎﺩﻗﺔ ﻭﻟﻮﺣﺎﺕ ﺣﻴﺔ ﺗﻌﺒّﺮ ﻋﻦ ﺣﻴﺎﺓ ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ﺍﻟﻴﻮﻧﺎﻧﻲ ﻭﻣﻦ
ﺍﻟﺸﻌﺮﺍﺀ ﻭﺃﺻﺤﺎﺏ ﺍﻟﻤﻼﺣﻢ :
ﺍﺳﺨﻴﻠﻮﺱ
ﺳﻮﻓﻮﻛﻠﻴﺲ
ﻫﻮﻣﻴﺮﻭﺱ : ﻭﻫﻮ ﻣﻦ ﺃﺷﻬﺮ ﺷﻌﺮﺍﺀ ﺍﻟﻤﻼﺣﻢ ﻭﺻﺎﺣﺐ ﺍﻟﻤﻠﺤﻤﺘﺎﻥ ﺍﻷﺩﺑﻴﺘﺎﻥ ﺍﻹﻟﻴﺎﺫﻩ ﻭﺍﻷﻭﺩﻳﺴﺔ، ﻭﺍﻟﺘﻲ
ﺗﺄﺛﺮ ﺍﻟﻜﺜﻴﺮ ﻣﻦ ﺍﻟﺰﻋﻤﺎﺀ ﺍﻟﻴﻮﻧﺎﻥ ﺑﻤﺎ ﻓﻴﻬﻤﺎ ﻣﻦ ﺷﺨﺼﻴﺎﺕ ﺑﻄﻮﻟﻴﺔ ﺧﻴﺎﻟﻴﺔ .
ﺛﺎﻧﻴﺎ : ﺍﻟﻤﻌﺎﻟﻢ ﺍﻟﺠﻐﺮﺍﻓﻴﺔ ﻟﺒﻼﺩ ﺍﻟﻴﻮﻧﺎﻥ ﻭﺃﺛﺮﻫﺎ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻴﻮﻧﺎﻥ :
ﺑﻼﺩ ﺍﻟﻴﻮﻧﺎﻥ ﻋﺒﺎﺭﺓ ﻋﻦ ﺷﺒﻪ ﺟﺰﻳﺮﺓ ﺗﺘﻔﺮﻉ ﻣﻦ ﺷﺒﻪ ﺟﺰﻳﺮﺓ ﺍﻟﺒﻠﻘﺎﻥ ﻭﺗﻀﻢ ﻋﺪﺩ ﻣﻦ ﺍﻟﺠﺰﺭ ﺍﻟﺼﻐﻴﺮﺓ ،
ﻭﺗﻘﻊ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺠﻨﻮﺏ ﻣﻦ ﻗﺎﺭﺓ ﺃﻭﺭﺑﺎ ﻭﺗﻄﻞ ﻋﻠﻰ ﺑﺤﺮ ﺍﻳﺠﻪ ﻭﺍﻟﺒﺤﺮ ﺍﻟﻤﺘﻮﺳﻂ ﻭﻫﺬﺍ ﺍﻟﻤﻮﻗﻊ ﺟﻌﻠﻬﺎ ﺑﺎﻟﻘﺮﺏ
ﻣﻦ ﻗﺎﺭﺍﺕ ﺍﻟﻌﺎﻟﻢ ﺍﻟﻘﺪﻳﻢ ﻭﺣﻀﺎﺭﺓ ﻣﺼﺮ ﻭﺍﻟﻌﺮﺍﻕ ﻭﺳﻮﺭﻳﻪ ﻭﺁﺳﻴﺎ ﺍﻟﺼﻐﺮﻯ ﺍﻟﻘﺪﻳﻢ .
ﻭﺑﻼﺩ ﺍﻟﻴﻮﻧﺎﻥ ﻳﺒﻠﻎ ﻃﻮﻟﻬﺎ ﺣﻮﺍﻟﻲ 400 ﻛﻢ ﻭﻋﺮﺿﻬﺎ ﺣﻮﺍﻟﻲ 300 ﻛﻢ ﻭﺗﻐﻄﻲ ﺍﻟﺠﺒﺎﻝ ﻭﺍﻟﻤﺮﺗﻔﻌﺎﺕ
ﺣﻮﺍﻟﻲ %80 ﻣﻦ ﺑﻼﺩ ﺍﻟﻴﻮﻧﺎﻥ ﻭﺗﺨﺘﺮﻗﻬﺎ ﺍﻟﺴﻼﺳﻞ ﺍﻟﺠﺒﻠﻴﺔ ﻓﻲ ﻛﻞ ﺍﻹﺗﺠﺎﻫﺎﺕ ﺑﺸﻜﻞ ﻗﺴﻤﻬﺎ ﺍﻟﻰ
ﻣﻨﺎﻃﻖ ﺻﻐﻴﺮﺓ ﻣﻨﻌﺰﻟﺔ ﻋﻦ ﺑﻌﻀﻬﺎ ﺍﻟﺒﻌﺾ .
ﻓﻲ ﺣﻴﻦ ﻧﺠﺪ ﺍﻷﻧﻬﺎﺭ ﻓﻴﻬﺎ ﻗﺼﻴﺮﺓ ﺳﺮﻳﻌﺔ ﺍﻟﺠﺮﻳﺎﻥ ﻣﻤﺎ ﺯﺍﺩ ﻓﻲ ﻋﺰﻝ ﺍﻟﻤﻨﺎﻃﻖ ﻋﻦ ﺑﻌﻀﻬﺎ ﺍﻟﺒﻌﺾ
ﻓﺄﺻﺒﺤﺖ ﺍﻷﻧﻬﺎﺭ ﻭﺳﻴﻠﺔ ﺍﻧﻔﺼﺎﻝ ﻭﻟﻴﺲ ﻭﺳﻠﺔ ﺍﺗﺼﺎﻝ ﻛﻤﺎ ﻫﻮ ﻃﺒﻴﻌﻲ ﺑﺎﻟﻨﺴﺒﺔ ﻟﻸﻧﻬﺎﺭ .
ﻭﻋﻠﻴﻪ ﺃﺻﺒﺤﺖ ﺍﻟﻤﺮﺗﻔﻌﺎﺕ ﻭﺍﻷﻧﻬﺎﺭ ﺗﺆﺛﺮ ﺑﺸﻜﻞ ﻛﺒﻴﺮ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻴﻮﻧﺎﻧﻴﻴﻦ ﻭﺃﺟﺒﺮﺗﻬﻢ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻤﻌﻴﺸﺔ ﻓﻲ ﻣﺪﻥ
ﺻﻐﻴﺮﺓ ﻣﺴﺘﻘﻠﺔ ﻋﻦ ﺑﻌﻀﻬﺎ ﺍﻟﺒﻌﺾ ﻭﺃﺻﺒﺢ ﻣﻦ ﺍﻟﺼﻌﺐ ﺗﻜﻮﻳﻦ ﻭﺣﺪﺍﺕ ﺳﻴﺎﺳﻴﺔ ﻛﺒﻴﺮﺓ ﻭﺍﻧﺘﺸﺮﺕ ﻓﻴﻬﺎ
ﺩﻭﻳﻼﺕ ﺍﻟﻤﺪﻥ ﻭﻫﺬﺍ ﺍﻟﻨﻈﺎﻡ ﺳﺎﺩ ﺑﻼﺩ ﺍﻟﻴﻮﻧﺎﻥ ﻓﺘﺮﺓ ﻃﻮﻳﻠﺔ ﻣﻦ ﺗﺎﺭﻳﺨﻬﻢ .
ﺛﺎﻟﺜﺎ : ﻟﻤﺤﺔ ﻣﻮﺟﺰﺓ ﻟﻤﺮﺍﺣﻞ ﺗﺎﺭﻳﺦ ﺍﻟﻴﻮﻧﺎﻥ :
ﻳﻘﺴﻢ ﺍﻟﻌﻠﻤﺎﺀ ﺗﺎﺭﻳﺦ ﺍﻟﻴﻮﻧﺎﻥ ﺍﻟﻘﺪﻳﻢ ﺇﻟﻰ ﺛﻼﺙ ﻣﺮﺍﺣﻞ ﺃﻭﺛﻼﺛﺔ ﻋﺼﻮﺭ ﺭﺋﻴﺴﻴﺔ ﻭﻫﻲ :
ﺃ - ﺍﻟﻌﺼﺮ ﺍﻟﻤﺒﻜﺮ 1100-3000) ﻕ .ﻡ:
ﺷﻬﺪﺕ ﺍﻟﻤﻨﻄﻘﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﻋﺮﻓﺖ ﻓﻴﻤﺎ ﺑﻌﺪ ﺑﺈﺳﻢ ﺑﻼﺩ ﺍﻟﻴﻮﻧﺎﻥ ﻧﺸﺎﻃﺎً ﺣﻀﺎﺭﻳﺎً ﻓﻲ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻔﺘﺮﺓ ﺍﻟﺘﺎﺭﻳﺨﻴﺔ
ﻭﻳﻤﺜﻞ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻌﺼﺮ ﺣﻀﺎﺭﺗﻴﻦ ﻭﻫﻤﺎ :
-1 ﺍﻟﺤﻀﺎﺭﺓ ﺍﻟﻜﺮﻳﺘﻴﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﻔﺘﺮﺓ ﻣﺎ ﺑﻴﻦ 1200-2400 ﻕ . ﻡ ﻭﺍﻟﺤﻀﺎﺭﺓ ﺍﻟﻜﺮﻳﺘﻴﺔ ﺣﻀﺎﺭﺓ ﻳﻮﻧﺎﻧﻴﺔ
ﻭﻏﻴﺮ ﻳﻮﻧﺎﻧﻴﺔ ﻭﺛﺒﺖ ﻭﺟﻮﺩ ﺗﺄﺛﻴﺮﺍﺕ ﻓﻲ ﻛﻞ ﺍﻟﻤﺪﻥ ﺍﻟﻴﻮﻧﺎﻧﻴﺔ ﻭﺛﺒﺖ ﻭﺟﻮﺩ ﻋﻼﻗﺎﺕ ﻭﺻﻼﺕ ﺑﻴﻦ ﻣﺼﺮ ﻭﺑﻼﺩ
ﺍﻟﻴﻮﻧﺎﻥ .
-2 ﺍﻟﺤﻀﺎﺭﺓ ﺍﻟﻤﺎﻳﺴﻴﻨﻴﺔ : ﻓﻲ ﺍﻟﻔﺘﺮﺓ ﻣﻦ ﺑﻴﻦ 1100-1600 ﻕ . ﻡ ﻭﺟﺎﺀﺕ ﺑﻌﺪ ﺍﻟﺤﻀﺎﺭﺓ ﺍﻟﻜﺮﻳﺘﻴﺔ
ﻭﻫﻲ ﺣﻀﺎﺭﺓ ﻳﻮﻧﺎﻧﻴﺔ ﺻﺮﻓﺔ ﺍﻧﺘﺸﺮﺕ ﻓﻲ ﻛﻞ ﺍﻟﻤﺪﻥ ﺍﻟﻴﻮﻧﺎﻧﻴﺔ ﻭﺛﺒﺖ ﻭﺟﻮﺩ ﺻﻼﺕ ﻭﻋﻼﻗﺎﺕ ﺑﻴﻦ ﺍﻟﻴﻮﻧﺎﻥ
ﻭﺍﻳﻄﺎﻟﻴﺎ ﻭﺟﺰﺭ ﺍﻟﺒﺤﺮ ﺍﻟﻤﺘﻮﺳﻂ ﻭﺳﻮﺭﻳﻪ ﻭﺍﻧﺘﻬﺖ ﺍﻟﺤﻀﺎﺭﺓ ﺍﻟﻤﺎﻳﺴﻴﻨﻴﺔ ﻋﻠﻰ ﻳﺪ ﺍﻟﻘﺒﺎﺋﻞ ﺍﻟﺪﻭﺭﻳﺔ ﺍﻟﺘﻲ
ﺟﺎﺀﺕ ﻣﻦ ﺍﻟﺸﻤﺎﻝ ﻭﻏﺰﺕ ﺑﻼﺩ ﺍﻟﻴﻮﻧﺎﻥ ﻓﻲ 1100 ﻕ .ﻡ ﻭﻋﺎﺩﺕ ﺑﻼﺩ ﺍﻟﻴﻮﻧﺎﻥ ﺍﻟﻰ ﺣﻴﺎﺓ ﺍﻟﻘﺒﺎﺋﻞ ﺍﻟﺒﺪﺍﺋﻴﺔ
ﺣﺘﻰ ﺍﻟﻘﺮﻥ ﺍﻟﺜﺎﻣﻦ ﻗﺒﻞ ﺍﻟﻤﻴﻼﺩ .
ﺏ - ﻫﺠﺮﺍﺕ ﺍﻟﻴﻮﻧﺎﻥ ﻭﺍﺳﺘﻴﻄﺎﻧﻬﻢ ﺧﺎﺭﺝ ﺍﻟﺒﻼﺩ 800-1100) ﻕ . ﻡ
ﻓﻲ ﺃﻋﻘﺎﺏ ﺍﻟﻐﺰﻭ ﺍﻟﺪﻭﺭﻱ ﻟﺒﻼﺩ ﺍﻟﻴﻮﻧﺎﻥ ﺣﺪﺛﺖ ﻫﺠﺮﺍﺕ ﻭﺍﺳﺘﻴﻄﺎﻥ ﻟﻠﻴﻮﻧﺎﻥ ﺧﺎﺭﺝ ﺑﻼﺩﻫﻢ ﻭﻳﻌﻮﺩ ﺫﻟﻚ ﺍﻟﻰ
ﻋﻮﺍﻣﻞ ﺟﻐﺮﺍﻓﻴﺔ ﻭﺳﻴﺎﺳﻴﺔ ﻭﺇﻗﺘﺼﺎﺩﻳﺔ ﻭﺍﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ ﻭﻫﺬﻩ ﺍﻟﻬﺠﺮﺍﺕ ﻭﺣﺮﻛﺔ ﺍﻧﺘﺸﺎﺭ ﺍﻟﻴﻮﻧﺎﻥ ﺧﺎﺭﺝ ﺑﻼﺩﻫﻢ
ﺃﺑﺮﺯﻫﺎ :
-1 ﻫﺎﺟﺮ ﺍﻷﻳﻮﻟﻴﻮﻥ ﺳﻜﺎﻥ ﺷﻤﺎﻝ ﺍﻟﻴﻮﻧﺎﻥ ﻋﺒﺮ ﺑﺤﺮ ﺇﻳﺠﻪ ﺍﻟﻰ ﺁﺳﻴﺎ ﺍﻟﺼﻐﺮﻯ ﻭﺍﺳﺘﻘﺮﻭﺍ ﻋﻠﻰ ﺳﻮﺍﺣﻠﻬﺎ
ﺍﻟﻐﺮﺑﻴﺔ ﻓﺄﺻﺒﺤﺖ ﺗﻌﺮﻑ ﺑﺎﺳﻢ ﺃﻳﻮﻟﻴﺎ
-2 ﻫﺎﺟﺮ ﺍﻷﻳﻮﻧﻴﻮﻥ ﻋﺒﺮ ﺑﺤﺮ ﺇﻳﺠﻪ ﺍﻟﻰ ﺁﺳﻴﺎ ﺍﻟﺼﻐﺮﻯ ﻭﺍﺳﺘﻘﺮﻭﺍ ﺟﻨﻮﺏ ﺃﻳﻮﻟﻴﺎ ﻓﺴﻤﻴﺖ ﻣﻨﻄﻘﺘﻬﻢ ﺑﺎﺳﻢ
ﺃﻳﻮﻧﻴﺎ
-3 ﻫﺎﺟﺮ ﺍﻟﺪﻭﺭﻳﻮﻥ ﺃﻳﻀﺎ ﺍﻟﻰ ﺁﺳﻴﺎ ﺍﻟﺼﻐﺮﻯ ﻭﺍﺳﺘﻘﺮﻭﺍ ﺟﻨﻮﺏ ﺃﻳﻮﻧﻴﺎ ﻓﺴﻤﻴﺖ ﻣﻨﻄﻘﺘﻬﻢ ﺑﺈﺳﻢ ﺩﻭﺭﻳﺲ
ﻛﺎﻥ ﻣﻦ ﺃﺑﺮﺯ ﻧﺘﺎﺋﺞ ﺣﺮﻛﺔ ﺍﻟﻬﺠﺮﺓ ﻫﺬﻩ ﻭﺍﻹﺳﺘﻴﻄﺎﻥ ﺧﺎﺭﺝ ﺑﻼﺩﻫﻢ :
ﺍﺣﺘﻜﺎﻙ ﺍﻟﻴﻮﻧﺎﻥ ﺑﺎﻷﻣﻢ ﺍﻷﺧﺮﻯ ﺃﺩﺕ ﺍﻟﻰ ﺗﻨﻤﻴﺔ ﺍﻟﺮﻭﺡ ﺍﻟﻘﻮﻣﻴﺔ ﻟﺪﻳﻬﻢ .
ﺍﺗﺴﺎﻉ ﺍﻟﻨﺸﺎﻁ ﺍﻟﺘﺠﺎﺭﻱ ﺑﻴﻦ ﺍﻟﻤﻨﺎﻃﻖ ﻭﺗﺄﺛﻴﺮﻫﺎ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ﺍﻟﻮﺍﺳﻊ .
ﻇﻬﻮﺭ ﻃﺒﻘﺔ ﺍﻟﺘﺠﺎﺭ ﺍﻟﻴﻮﻧﺎﻥ ﻭﺍﻟﺤﺮﻓﻴﻦ ﻭﺃﺻﺒﺤﻮﺍ ﻟﻬﻢ ﻗﻮﺓ ﻣﺆﺛﺮﺓ .
ﺗﻄﻮﺭ ﻧﻈﺎﻡ ﺍﻟﺤﻜﻢ ﻋﻨﺪ ﺍﻟﻴﻮﻧﺎﻧﻴﻴﻦ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻌﺎﺕ ﺍﻟﺠﺪﻳﺪﺓ .
ﺟـ - ﻋﺼﺮ ﺩﻭﻟﺔ ﺍﻟﻤﺪﻳﻨﺔ 500-800) ﻕ . ﻡ
ﻇﻬﺮ ﻓﻲ ﺑﻼﺩ ﺍﻟﻴﻮﻧﺎﻥ ﻧﻈﺎﻡ ﻋﺮﻑ ﺑﺈﺳﻢ ﻧﻈﺎﻡ ﺩﻭﻟﺔ ﺍﻟﻤﺪﻳﻨﺔ ﺍﻟﻤﺪﻳﻨﺔ ﺍﻟﺤﺮﺓ ﻓﺎﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ﺍﻟﻴﻮﻧﺎﻧﻲ ﺗﻤﻴﺰ
ﺑﺄﻧﻪ ﻛﺎﻥ ﻋﺒﺎﺭﺓ ﻋﻦ ﻭﺣﺪﺍﺕ ﺳﻴﺎﺳﻴﺔ ﻣﺴﺘﻘﻠﺔ ﻋﻦ ﺑﻌﻀﻬﺎ ﻧﺘﻴﺠﺔ ﻟﻄﺒﻴﻌﺘﻬﺎ ﺍﻟﺠﻐﺮﺍﻓﻴﺔ ﻓﺄﺻﺒﺤﺖ ﻛﻞ ﻣﺪﻳﻨﺔ
ﻟﻬﺎ ﻣﻘﻮﻣﺎﺕ ﺍﻟﺪﻭﻟﺔ ) ﺩﻭﻟﺔ ﺍﻟﻤﺪﻳﻨﺔ ﺃﻭ ﺩﻭﻳﻠﺔ ﺻﻐﻴﺮﺓ ﻓﻌﺮﻓﺖ ﺑﻼﺩﻫﻢ ﻧﻈﺎﻡ ﺩﻭﻳﻼﺕ ﺍﻟﻤﺪﻥ ﺍﻟﺼﻐﻴﺮﺓ
ﻟﻜﻞ ﺩﻭﻟﺔ ﺳﻼﻟﺘﻬﺎ ﺍﻟﺤﺎﻛﻤﺔ ﻭﺟﻴﺸﻬﺎ ﻭﺣﺪﻭﺩﻫﺎ ﻭﺃﺑﺮﺯ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺪﻭﻳﻼﺕ ﻛﺎﻧﺖ : ﺃﺛﻴﻨﺎ - ﺍﺳﺒﺮﻃﺔ - ﻃﻴﺒﺔ -ﺁﺭﺟﻮﺱ .
ﻭﻧﺘﻴﺠﺔ ﺣﺮﻛﺔ ﺍﻟﻬﺠﺮﺓ ﻭﺍﻹﻧﺘﺸﺎﺭ ﺍﻟﻴﻮﻧﺎﻧﻲ ﺗﻄﻮﺭ ﻧﻈﺎﻡ ﺍﻟﺤﻜﻢ ﻭﺍﻟﻨﻈﺎﻡ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻲ ﻟﺪﻭﻳﻼﺕ ﺍﻟﻤﺪﻥ ﺍﻟﻴﻮﻧﺎﻧﻴﺔ
ﻭﻇﻬﺮﺕ ﺍﻷﻧﻈﻤﺔ ﻭﺗﻄﻮﺭﺕ ﻣﻦ ﺍﻟﻨﻈﺎﻡ ﺍﻟﻘﺒﻠﻲ ﻭﺣﺘﻰ ﻭﺻﻠﺖ ﺍﻟﺤﻜﻢ ﺍﻟﺸﻌﺒﻲ ﺍﻟﺪﻳﻤﻘﺮﺍﻃﻲ ﻣﺮ ﻫﺬﺍ
ﺍﻟﺘﻄﻮﺭ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻲ ﻟﺪﻭﻳﻼﺕ ﺍﻟﻤﺪﻥ ﺑﺎﻷﻧﻈﻤﺔ ﺍﻟﺘﺎﻟﻴﺔ :
-1 ﺍﻟﻨﻈﺎﻡ ﺍﻟﻘﺒﻠﻲ : ﺳﺎﺩ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻨﻈﺎﻡ ﻗﺒﻞ ﻧﺸﺄﺓ ﻧﻈﺎﻡ ﺩﻭﻳﻼﺕ ﺍﻟﻤﺪﻥ ﺍﻟﻴﻮﻧﺎﻧﻴﺔ ﻭﻛﺎﻥ ﺯﻋﻴﻢ ﺍﻟﻘﺒﻴﻠﺔ
ﺍﻷﻭﺳﻊ ﻓﻲ ﺍﻣﺘﻼﻙ ﺍﻷﺭﺍﺿﻲ ﺍﻟﺰﺭﺍﻋﻴﺔ ﻭﺍﻟﺮﻋﻮﻳﺔ ﻳﻤﺎﺭﺱ ﺩﻭﺭ ﺍﻟﺤﺎﻛﻢ .
-2 ﺍﻟﻨﻈﺎﻡ ﺍﻟﻤﻠﻜﻲ: ﻫﻮ ﺃﻭﻝ ﻧﻈﺎﻡ ﻋﺮﻓﺘﻪ ﺩﻭﻟﺔ ﺍﻟﻤﺪﻳﻨﺔ ﺍﻟﻴﻮﻧﺎﻧﻴﺔ ﻭﻳﻘﻮﻡ ﻋﻠﻰ ﺃﺳﺎﺱ ﺳﻠﻄﺔ ﺍﻟﻤﻠﻚ
ﻳﺴﺎﻋﺪﻩ ﻣﺠﻠﺲ ﻣﻦ ﺍﻷﻋﻴﺎﻥ ﻭﺍﺳﺘﻤﺮ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻨﻈﺎﻡ ﺣﺘﻰ ﺣﻞ ﻣﺤﻠﻪ ﺍﻟﻨﻈﺎﻡ ﺍﻷﺭﺳﺘﻘﺮﺍﻃﻲ .
-3 ﺍﻟﻨﻈﺎﻡ ﺍﻷﺭﺳﺘﻘﺮﺍﻃﻲ : ﻳﻤﺜﻞ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻨﻈﺎﻡ ﺍﻧﺘﻘﺎﻝ ﺍﻟﺴﻠﻄﺔ ﺍﻟﻰ ﻣﻼّﻙ ﺍﻷﺭﺍﺿﻲ ﻓﺘﺤﻮﻝ ﺍﻟﻨﻈﺎﻡ ﺍﻟﺤﻜﻢ
ﺍﻟﻔﺮﺩﻱ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﻤﺜﻠﻪ ﺷﺨﺺ ﺍﻟﻤﻠﻚ ﺇﻟﻰ ﻧﻈﺎﻡ ﺣﻜﻢ ﺍﻟﺠﻤﺎﻋﺔ ﻭﻫﻢ ﺍﻟﻄﺒﻘﺔ ﺍﻷﺭﺳﺘﻘﺮﺍﻃﻴﺔ
-4 ﺍﻟﻨﻈﺎﻡ ﺍﻷﻭﻟﻴﺠﺮﻛﻲ ﺣﻜﻢ ﺍﻷﻗﻠﻴﺔ ﻋﻨﺪﻣﺎ ﺍﺯﺩﻫﺮﺕ ﺣﺮﻛﺔ ﺍﻟﺘﺠﺎﺭﺓ ﺑﻴﻦ ﺑﻼﺩ ﺍﻟﻴﻮﻧﺎﻥ ﻭﺍﻟﻌﺎﻟﻢ ﺍﻵﺧﺮ
ﻇﻬﺮﺕ ﻃﺒﻘﺔ ﺍﻟﺘﺠﺎﺭ ﻭﺍﺳﺘﻄﺎﻋﺖ ﺑﺜﺮﻭﺗﻬﺎ ﺍﻟﻜﺒﻴﺮﺓ ﺃﻥ ﺗﻨﺎﻓﺲ ﺍﻟﻄﺒﻘﺔ ﺍﻻﺭﺳﺘﻘﺮﺍﻃﻴﺔ ﻣﻠﻚ ﺍﻷﺭﺍﺿﻲ ﻭﻧﺠﺤﺖ
ﻃﺒﻘﺔ ﺍﻟﺘﺠﺎﺭ ﺍﻷﻗﻠﻴﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﻮﺻﻮﻝ ﺍﻟﻰ ﺍﻟﺴﻠﻄﺔ ﻭﺍﻟﺤﻜﻢ ﻓﻌﺮﻑ ﺍﻟﻨﻈﺎﻡ ﺑﺤﻜﻢ ﺍﻷﻗﻠﻴﺔ ﺍﻷﻭﻟﻴﺠﺮﻛﻲ .
-5 ﺣﻜﻢ ﺍﻟﻄﻐﺎﺓ: ﻟﻢ ﻳﺴﺘﻤﺮ ﺣﻜﻢ ﺍﻷﻗﻠﻴﺔ ﻃﺒﻘﺔ ﺍﻟﺘﺠﺎﺭ ﻓﺘﺮﺓ ﻃﻮﻳﻠﺔ ﻭﺑﺪﺃﺕ ﻃﺒﻘﺔ ﻋﺎﻣﺔ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﺗﺒﺤﺚ
ﻋﻦ ﺩﻭﺭ ﺳﻴﺎﺳﻲ ﻓﻲ ﺍﻟﺤﻜﻢ ﻓﻈﻬﺮﺕ ﺛﻮﺭﺍﺕ ﺷﻌﺒﻴﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺪﻥ ﺍﻟﻴﻮﻧﺎﻧﻴﺔ ﻭﻛﺎﻥ ﻳﻘﻮﺩﻫﺎ ﺃﺑﻨﺎﺀ ﺍﻷﺛﺮﻳﺎﺀ
ﻭﻧﺠﺢ ﻋﺎﻣﺔ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﻓﻲ ﺍﻟﻮﺻﻮﻝ ﺍﻟﻰ ﺍﻟﺤﻜﻢ ﻭﺍﻟﺴﻠﻄﺔ ﻭﺍﻧﺘﻬﻰ ﺣﻜﻢ ﺍﻷﻗﻠﻴﺔ ، ﻭﻋﻨﺪﻣﺎ ﺣﻜﻢ ﺃﺑﻨﺎﺀ ﺍﻷﺛﺮﻳﺎﺀ
ﺳﻤﻲ ﺑﻨﻈﺎﻡ ﺣﻜﻢ ﺍﻟﻄﻐﺎﺓ ﻷﻧﻬﻢ ﻭﺻﻠﻮﺍ ﻟﻠﺤﻜﻢ ﻋﻠﻰ ﺃﻛﺘﺎﻑ ﻋﺎﻣﺔ ﺍﻟﻨﺎﺱ .
-6 ﻧﻈﺎﻡ ﺍﻟﺤﻜﻢ ﺍﻟﺸﻌﺒﻲ ﺍﻟﺪﻳﻤﻘﺮﺍﻃﻲ ﺍﻧﻔﺠﺮﺕ ﺍﻟﺜﻮﺭﺍﺕ ﺍﻟﺸﻌﺒﻴﺔ ﺿﺪ ﺣﻜﻢ ﺍﻟﻄﻐﺎﺓ ﻭﻗﺘﻞ ﺍﻟﻌﺪﻳﺪ ﻣﻦ
ﺍﻟﻄﻐﺎﺓ ﻭﻫﺮﺏ ﺍﻵﺧﺮﻭﻥ ﻓﻜﺎﻧﺖ ﻧﻬﺎﻳﺔ ﺣﻜﻢ ﺍﻟﻄﻐﺎﺓ ﻭﺑﺪﺃ ﻧﻈﺎﻡ ﺍﻟﺤﻜﻢ ﺍﻟﺸﻌﺒﻲ ﻭﻣﺎ ﻳﺴﻤﻰ ﺑﺎﻟﺤﻜﻢ
ﺍﻟﺪﻳﻤﻘﺮﺍﻃﻲ ﻟﻴﺤﻞ ﻣﺤﻞ ﺍﻟﺤﻜﻢ ﺍﻟﻤﻄﻠﻖ ﻓﺄﺻﺒﺢ ﻧﻈﺎﻡ ﺍﻟﺤﻜﻢ ﻋﺒﺎﺭﺓ ﻋﻦ ﻣﺠﺎﻟﺲ ﻧﻴﺎﺑﻴﺔ ﻳﺸﺘﺮﻙ ﻓﻴﻬﺎ
ﺍﻟﻤﻮﺍﻃﻨﻮﻥ ﻭﻳﻤﺎﺭﺳﻮﻥ ﻓﻌﻠﻴﺎ ﻛﺎﻓﺔ ﺍﻟﺴﻠﻄﺎﺕ ﻭﻧﺠﺢ ﻧﻈﺎﻡ ﺍﻟﺤﻜﻢ ﺍﻟﺸﻌﺒﻲ ﺍﻟﺬﻱ ﻣﺎﺭﺱ ﻣﻬﺎﻣﻪ ﺑﻜﻞ ﻛﻔﺎﺀﺓ
ﻭﺣﺮﻳﺔ .
ﻭﻧﺸﻴﺮ ﻫﻨﺎ ﺇﻟﻰ ﺃﻥ ﺩﻭﻳﻼﺕ ﺍﻟﻤﺪﻥ ﺍﻟﻴﻮﻧﺎﻧﻴﺔ ﻟﻢ ﺗﻤﺮ ﻛﻞ ﻣﺪﻳﻨﺔ ﺑﻬﺬﻩ ﺍﻷﻧﻈﻤﺔ ﺍﻟﺨﻤﺴﺔ ﻓﻲ ﺗﻄﻮﺭ ﻧﻈﺎﻡ
ﺍﻟﺤﻜﻢ ﻓﻴﻬﺎ ﺣﺘﻰ ﻭﺻﻮﻟﻬﺎ ﻟﻠﻨﻈﺎﻡ ﺍﻟﺪﻳﻤﻘﺮﺍﻃﻲ، ﻓﻬﻨﺎﻙ ﻣﻦ ﺍﻟﺪﻭﻳﻼﺕ ﺍﻟﻴﻮﻧﺎﻧﻴﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﻣﺮﺕ ﺑﺠﻤﻴﻌﻬﺎ
ﻣﺠﺘﻤﻌﺔ، ﻭﻫﻨﺎﻙ ﻣﻦ ﻣﺮ ﺑﺄﺭﺑﻌﺔ ﺃﻧﻈﻤﺔ، ﻭﺩﻭﻳﻼﺕ ﻣﺪﻥ ﻣﺮﺕ ﺑﺜﻼﺛﺔ ﺃﻧﻈﻤﺔ ﺃﻭ ﺍﺛﻨﺘﻴﻦ ﻓﻘﻂ ﻃﺒﻘﺎ ﻟﻈﺮﻭﻑ
ﻛﻞ ﺩﻭﻳﻠﺔ ﻳﻮﻧﺎﻧﻴﺔ .
ﻛﺬﻟﻚ ﻧﺸﻴﺮ ﺍﻟﻰ ﺃﻧﻪ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﻤﻜﻦ ﺃﻥ ﺗﻤﺮ ﺩﻭﻳﻠﺔ ﺍﻟﻤﺪﻳﻨﺔ ﺍﻟﻴﻮﻧﺎﻧﻴﺔ ﻓﻲ ﺗﻄﻮﺭ ﻧﻈﺎﻣﻬﺎ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻲ ﺑﺎﻷﻧﻈﻤﺔ
ﺍﻟﺨﻤﺴﺔ ﺟﻤﻴﻌﻬﺎ ﻓﻲ ﻣﺎﺋﺔ ﻋﺎﻡ ، ﻭﺩﻭﻳﻠﺔ ﺃﺧﺮﻯ ﻓﻲ ﻓﺘﺮﺓ ﺧﻤﺴﻴﻦ ﻋﺎﻣﺎً ﻭﻫﻜﺬﺍ .
ﻛﺎﻧﺖ ﺩﻭﻳﻼﺕ ﺍﻟﻤﺪﻥ ﺍﻟﻴﻮﻧﺎﻧﻴﺔ (Polis) – ﻣﻬﻤﺎ ﺍﺧﺘﻠﻔﺖ ﻓﻴﻬﺎ ﺍﻷﻧﻈﻤﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﺤﻜﻢ – ﺇﻻ ﺃﻧﻬﺎ ﻛﺎﻧﺖ
ﻫﻨﺎﻙ ﺳﻤﺎﺕ ﻭﺻﻔﺎﺕ ﺑﺎﺭﺯﺓ ﻭﻣﻤﻴﺰﺍﺕ ﺗﻮﺟﺪ ﻓﻲ ﺟﻤﻴﻊ ﺩﻭﻳﻼﺕ ﺍﻟﻤﺪﻥ ﺍﻟﻴﻮﻧﺎﻧﻴﺔ ﻭﻫﻲ :
ﺍﻷﻛﺮﺑﻮﻟﻴﺲ : ﻭﻫﻮ ﻣﻘﺮ ﺃﻭ ﻗﺼﺮ ﺍﻟﺤﻜﻢ .
ﺍﻟﻘﺼﺮ ﺍﻟﻤﻠﻜﻲ : ﻭﻫﻮ ﻣﻘﺮ ﺳﻜﻦ ﺍﻟﺤﺎﻛﻢ ﺃﻭ ﺍﻟﻤﻠﻚ ﻭﺃﺳﺮﺗﻪ .
ﻣﺴﺎﻛﻦ ﺍﻟﻄﺒﻘﺔ ﺍﻷﺭﺳﺘﻘﺮﺍﻃﻴﺔ: ﻭﻫﻲ ﻣﻘﺮ ﺍﻷﻣﺮﺍﺀ ﻭﺍﻷﺷﺮﺍﻑ ﻭﺍﻟﻨﺒﻼﺀ .
ﻣﺴﺎﻛﻦ ﻋﺎﻣﺔ ﺍﻟﻨﺎﺱ : ﻭﻫﻢ ﺍﻟﺘﺠﺎﺭ ﻭﺍﻟﺼﻨﺎﻉ ﻭﺍﻟﺤﺮﻓﻴﻦ .
ﺍﻟﺴﻮﻕ ﺍﻟﻌﺎﻡ : ﻭﻳﻜﻮﻥ ﻓﻲ ﻭﺳﻂ ﺍﻟﻤﺪﻳﻨﺔ ﻭﺑﻪ ﺳﺎﺣﺎﺕ ﻟﻠﺘﺒﺎﺩﻝ ﺍﻟﺘﺠﺎﺭﻱ ﻭﻋﺮﺽ ﺍﻟﻤﺴﺮﺣﻴﺎﺕ ﻭﺇﻟﻘﺎﺀ ﺍﻟﺨﻄﺐ
ﻭﺇﻋﻼﻥ ﻗﺮﺍﺭﺍﺕ ﺍﻟﺤﻜﺎﻡ .
ﺍﻟﺨﻮﺭﺍ: ﻭﻫﻲ ﺍﻷﺭﺍﺿﻲ ﺍﻟﺰﺭﺍﻋﻴﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﺤﻴﻂ ﺑﺎﻟﻤﺪﻳﻨﺔ .
ﺍﻟﺴﻮﺭ : ﻛﺎﻥ ﻟﻜﻞ ﻣﺪﻳﻨﺔ ﺳﻮﺭ ﻳﺤﻴﻂ ﺑﻬﺎ ﻟﺤﻤﺎﻳﺘﻬﺎ ﻣﻦ ﺍﻷﻋﺪﺍﺀ ﻭﻛﺎﻧﺖ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺴﻤﺎﺕ ﻣﻮﺟﻮﺩﺓ ﻓﻲ ﻛﻞ
ﻣﺪﻳﻨﺔ ﻭﺩﻭﻳﻠﺔ ﻳﻮﻧﺎﻧﻴﺔ .
ﻟﻌﻞ ﻣﻦ ﺃﺑﺮﺯ ﺍﻷﺣﺪﺍﺙ ﺍﻟﺨﺎﺭﺟﻴﺔ ﻭﺍﻟﺪﺍﺧﻠﻴﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺟﺮﺕ ﻓﻲ ﻋﺼﺮ ﺩﻭﻟﺔ ﺍﻟﻤﺪﻳﻨﺔ ﻫﻲ :
ﺃ - ﺍﻟﺤﺮﻭﺏ ﺍﻟﻴﻮﻧﺎﻧﻴﺔ ﺍﻟﻘﺮﻃﺎﺟﻴﺔ :
ﻛﺎﻧﺖ ﻗﺮﻃﺎﺟﺔ ﺗﻮﻧﺲ ﺍﻟﺤﺎﻟﻴﺔ ﺗﺴﻴﻄﺮ ﻋﻠﻰ ﻏﺮﺑﻲ ﺍﻟﺒﺤﺮ ﺍﻟﻤﺘﻮﺳﻂ ﺗﺠﺎﺭﻳﺎ ﻭﺳﻴﺎﺳﻴﺎ ﺣﻴﺚ ﻛﺎﻧﺖ
ﺍﻟﻤﺴﺘﻌﻤﺮﺍﺕ ﺍﻟﻘﺮﻃﺎﺟﻴﺔ ﻋﻠﻰ ﺳﻮﺍﺣﻞ ﺷﻤﺎﻝ ﺃﻓﺮﻳﻘﻴﺎ ﻣﻨﺬ ﺍﻟﻘﺮﻥ ﺍﻟﺘﺎﺳﻊ ﻗﺒﻞ ﺍﻟﻤﻴﻼﺩ ﻭﻛﺬﻟﻚ ﻋﻠﻰ
ﺍﻟﺴﻮﺍﺣﻞ ﺍﻟﺠﻨﻮﺑﻴﺔ ﻷﻭﺭﺑﺎ .
ﻭﻛﺎﻥ ﺍﻟﺼﺮﺍﻉ ﺑﻴﻦ ﺍﻟﻴﻮﻧﺎﻧﻴﻴﻦ ﻭﺍﻟﻘﺮﻃﺎﺟﻴﻦ ﻳﻌﻮﺩ ﻷﺳﺒﺎﺏ ﻭﻋﻮﺍﻣﻞ ﺍﻗﺘﺼﺎﺩﻳﺔ ﻓﺠﺮﺕ ﺍﻟﺤﺮﺏ ﻓﻲ ﻋﺎﻡ
409 ﻕ . ﻡ ﻭﻛﺬﻟﻚ ﻓﻲ ﻋﺎﻡ 408 ﻕ .ﻡ . ﻭﻛﺎﻥ ﻣﺤﻮﺭ ﺍﻟﺼﺮﺍﻉ ﺑﻴﻦ ﺍﻟﻄﺮﻓﻴﻦ ﻫﻮ ﺟﺰﻳﺮﺓ ﺻﻘﻠﻴﺔ ﻭﺍﻧﺘﻬﺖ
ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺤﺮﻭﺏ ﺑﺎﻧﺘﺼﺎﺭ ﺍﻟﻴﻮﻧﺎﻥ .
ﺏ - ﺍﻟﺤﺮﻭﺏ ﺍﻟﻔﺎﺭﺳﻴﺔ ﺍﻟﻴﻮﻧﺎﻧﻴﺔ :
ﺃﺳﺒﺎﺑﻬﺎ :
-1 ﺗﻮﺳﻊ ﺍﻹﻣﺒﺮﺍﻃﻮﺭﻳﺔ ﺍﻟﻔﺎﺭﺳﻴﺔ ﻓﻲ ﺁﺳﻴﺎ ﺍﻟﺼﻐﺮﻯ ﻭﺳﻴﻄﺮﺗﻬﺎ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻤﺪﻥ ﺍﻟﻴﻮﻧﺎﻧﻴﺔ ﺍﻵﺳﻴﻮﻳﺔ ﻏﺮﺏ
ﺁﺳﻴﺎ ﺍﻟﺼﻐﺮﻯ .
-2 ﻣﺤﺎﻭﻟﺔ ﺍﻟﻔﺮﺱ ﺍﻟﺴﻴﻄﺮﺓ ﻋﻠﻰ ﺑﻼﺩ ﺍﻟﻴﻮﻧﺎﻥ ﻭﺩﻭﻳﻼﺕ ﺍﻟﻤﺪﻥ ﺍﻟﻴﻮﻧﺎﻧﻴﺔ ﺍﻷﻭﺭﺑﻴﺔ .
ﻭﻣﺮﺕ ﺍﻟﺤﺮﻭﺏ ﺍﻟﻴﻮﻧﺎﻧﻴﺔ ﺍﻟﻔﺎﺭﺳﻴﺔ ﺑﻤﺮﺣﻠﺘﻴﻦ ﻭﻫﻤﺎ:
ﺍﻟﻤﺮﺣﻠﺔ ﺍﻷﻭﻟﻰ: ﻧﺠﺢ ﺍﻟﻔﺮﺱ ﻓﻲ ﺍﻟﺴﻴﻄﺮﺓ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻤﺪﻥ ﺍﻟﻴﻮﻧﺎﻧﻴﺔ ﻏﺮﺏ ﺁﺳﻴﺎ ﺍﻟﺼﻐﺮﻯ ﻓﻲ ﻋﺎﻡ 548
ﻕ . ﻡ
ﺗﺤﺎﻟﻔﺖ ﺍﻟﻤﺪﻥ ﺍﻟﻴﻮﻧﺎﻧﻴﺔ ﺍﻵﺳﻴﻮﻳﺔ ﻏﺮﺏ ﺁﺳﻴﺎ ﺍﻟﺼﻐﺮﻯ ﺗﺤﺖ ﺯﻋﺎﻣﺔ ﻣﺪﻳﻨﺔ ﻣﻴﻠﻴﺘﻮﺱ ﺿﺪ ﺍﻹﺣﺘﻼﻝ
ﺍﻟﻔﺎﺭﺳﻲ ﻭﻗﻤﺖ ﺛﻮﺭﺓ ﻣﺴﻠﺤﺔ ﻟﻠﺘﺨﻠﺺ ﻣﻦ ﺍﻹﺣﺘﻼﻝ ﺍﻟﻔﺎﺭﺳﻲ . ﺃﺭﺳﻠﺖ ﺩﻭﻳﻠﺔ ﺃﺛﻴﻨﺎ (20) ﺳﻔﻴﻨﺔ
ﻋﺴﻜﺮﻳﺔ ﻭﻛﺬﻟﻚ ﺃﺭﺳﻠﺖ ﺩﻭﻳﻠﺔ ﺍﺭﻳﺘﺮﻳﺎ ﻣﺴﺎﻋﺪﺓ ﻋﺴﻜﺮﻳﺔ ﻟﻤﺴﺎﻋﺪﺓ ﺍﻟﻤﺪﻥ ﺍﻟﻴﻮﻧﺎﻧﻴﺔ ﺍﻵﺳﻴﻮﻳﺔ ﻓﻲ ﺣﺮﺑﻬﺎ
ﺿﺪ ﺍﻻﺣﺘﻼﻝ ﺍﻟﻔﺎﺭﺳﻲ ، ﻭﻟﻜﻦ ﺍﻟﻔﺮﺱ ﺍﺳﺘﻌﺎﺩﻭﺍ ﺳﻴﻄﺮﺗﻬﻢ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻤﺪﻥ ﺍﻟﻴﻮﻧﺎﻧﻴﺔ ﺍﻵﺳﻴﻮﻳﺔ ﻭﺩﻣﺮ ﺍﻟﻔﺮﺱ
ﻣﺪﻳﻨﺔ ﻣﻴﻠﻴﺘﻮﺱ ﺍﻧﺘﻘﺎﻣﺎً ﻣﻦ ﺗﺰﻋﻤﻬﺎ ﻟﻬﺬﻩ ﺍﻟﺤﺮﻛﺔ ﺍﻟﻤﺴﻠﺤﺔ ، ﻛﻤﺎ ﻗﺮﺭ ﺍﻟﻔﺮﺱ ﺗﺄﺩﻳﺐ ﺃﺛﻴﻨﺎ ﻭﺍﺭﻳﺘﺮﻳﺎ
ﻟﺪﻋﻤﻬﻤﺎ ﻟﻠﺜﻮﺭﺓ ﺍﻟﻤﺴﻠﺤﺔ ﻟﻠﻤﺪﻥ ﺍﻟﻴﻮﻧﺎﻧﻴﺔ ﻓﻲ ﻏﺮﺏ ﺁﺳﻴﺎ ﺍﻟﺼﻐﺮﻯ ﻓﻜﺎﻧﺖ ﺍﻟﻤﺮﺣﻠﺔ ﺍﻟﺜﺎﻧﻴﺔ .
ﺍﻟﻤﺮﺣﻠﺔ ﺍﻟﺜﺎﻧﻴﺔ : ﺍﻟﺤﺮﻭﺏ ﺍﻟﻤﺒﺎﺷﺮﺓ ﺑﻴﻦ ﺍﻟﻔﺮﺱ ﻭﺩﻭﻳﻼﺕ ﺍﻟﻤﺪﻥ ﺍﻟﻴﻮﻧﺎﻧﻴﺔ ﺍﻷﻭﺭﺑﻴﺔ ﺷﻤﻠﺖ ﺍﻟﺒﺮ ﻭﺍﻟﺒﺤﺮ
ﻭﺧﺎﺭﺝ ﺑﻼﺩ ﺍﻟﻴﻮﻧﺎﻥ .
ﻗﺮﺭ ﺍﻟﻔﺮﺱ ﻣﻨﻊ ﺍﺣﺘﻤﺎﻝ ﺣﺪﻭﺙ ﺗﺤﺎﻟﻒ ﻋﺴﻜﺮﻱ ﺑﻴﻦ ﺍﻟﻤﺪﻥ ﺍﻟﻴﻮﻧﺎﻧﻴﺔ ﺍﻵﺳﻴﻮﻳﺔ ﻏﺮﺏ ﺁﺳﻴﺎ ﺍﻟﺼﻐﺮﻯ
ﻭﺩﻭﻳﻼﺕ ﺍﻟﻤﺪﻥ ﺍﻟﻴﻮﻧﺎﻧﻴﺔ ﻓﻲ ﺑﻼﺩ ﺍﻟﻴﻮﻧﺎﻥ ﻓﺘﺤﺮﻛﺖ ﺣﻤﻠﺔ ﻋﺴﻜﺮﻳﺔ ﻓﺎﺭﺳﻴﺔ ﺿﺨﻤﺔ ﺑﺮﻳﺔ ﻭﺑﺤﺮﻳﺔ
ﻧﺤﻮ ﺃﺛﻴﻨﺎ ﻓﺤﺪﺛﺖ ﺃﻭﻝ ﻣﻮﺍﺟﻬﺔ ﻋﺴﻜﺮﻳﺔ ﺑﻴﻦ ﺍﻟﻔﺮﺱ ﻭﺃﺛﻴﻨﺎ ﻓﻲ ﻣﻌﺮﻛﺔ ﺳﻬﻞ ﺍﻟﻤﺎﺭﺍﺛﻮﻥ ﻋﺎﻡ 490 ﻕ .ﻡ
ﺍﻧﺘﻬﺖ ﺑﻬﺰﻳﻤﺔ ﺳﺎﺣﻘﺔ ﻟﻠﻔﺮﺱ ﻋﻠﻰ ﻳﺪ ﺃﺛﻴﻨﺎ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺮﻏﻢ ﻣﻦ ﻗﻠﺔ ﻋﺪﺩﻫﻢ ، ﺑﻌﺪﻫﺎ ﺃﺩﺭﻛﺖ ﺩﻭﻳﻼﺕ ﺍﻟﻤﺪﻥ
ﺍﻟﻴﻮﻧﺎﻧﻴﺔ ﺧﻄﺮ ﺍﻟﻔﺮﺱ ﻓﺘﺤﺎﻟﻔﺖ ﻋﺴﻜﺮﻳﺎ ﺗﺤﺖ ﺯﻋﺎﻣﺔ ﺍﺳﺒﺮﻃﺔ ﻓﺠﺮﻯ ﺍﻟﺼﺪﺍﻡ ﺑﻴﻦ ﺍﻟﻔﺮﺱ ﻭﺍﺳﺒﺮﻃﺔ ﻓﻲ
ﻣﻌﺮﻛﺔ ﺗﻌﺮﻑ ﺑﺈﺳﻢ ﺛﺮﻣﻮﺑﻴﻠﻲ ﺍﻧﺘﻬﺖ ﺑﻤﻘﺎﻭﻣﺔ ﺑﺎﺳﻠﺔ ﻟﻠﺠﻴﺶ ﺍﻹﺳﺒﺮﻃﻲ ﻭﺍﻧﺘﻬﺖ ﺍﻟﻤﻌﺮﻛﺔ ﺑﺎﻧﺘﺼﺎﺭ
ﻣﺤﺪﻭﺩ ﻭﻫﺰﻳﻞ ﻟﻠﻔﺮﺱ .
ﺟﺮﻯ ﺑﻌﺪﻫﺎ ﻣﻮﺍﺟﻬﺔ ﻋﺴﻜﺮﻳﺔ ﺑﻴﻦ ﺍﻷﺳﻄﻮﻝ ﺍﻷﺛﻴﻨﻲ ﻭﺍﻷﺳﻄﻮﻝ ﺍﻟﻔﺎﺭﺳﻲ ﺗﻌﺮﻑ ﺑﻤﻌﺮﻛﺔ )ﺟﺰﻳﺮﺓ
ﺳﻴﻼﻣﻴﺲ ﻋﺎﻡ 480 ﻕ .ﻡ . ﻭﺍﻧﺘﻬﺖ ﺑﻬﺰﻳﻤﺔ ﺳﺎﺣﻘﺔ ﻟﻸﺳﻄﻮﻝ ﺍﻟﻔﺎﺭﺳﻲ ﻋﻠﻰ ﻳﺪ ﺍﻷﺳﻄﻮﻝ ﺍﻷﺛﻴﻨﻲ
ﻓﺎﻧﺴﺤﺐ ﺍﻟﻔﺮﺱ ﺍﻟﻰ ﺁﺳﻴﺎ ﺍﻟﺼﻐﺮﻯ ﻭﺗﻮﻗﻒ ﺍﻟﺘﻘﺪﻡ ﺍﻟﻔﺎﺭﺳﻲ ﻧﺤﻮ ﺑﻼﺩ ﺍﻟﻴﻮﻧﺎﻥ ، ﻓﻜﺎﻧﺖ ﻣﻌﺮﻛﺔ
ﺟﺰﻳﺮﺓ ﺳﻴﻼ ﻣﻴﺲ ﻧﻘﻄﺔ ﺗﺤﻮﻝ ﻓﻲ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺤﺮﻭﺏ ﺣﻴﺚ ﺍﻧﺤﺴﺮ ﺧﻄﺮ ﺍﻟﻔﺮﺱ ﻋﻦ ﺩﻭﻳﻼﺕ ﺍﻟﻤﺪﻥ
ﺍﻟﻴﻮﻧﺎﻧﻴﺔ .
ﻗﺎﻡ ﺍﻟﻴﻮﻧﺎﻧﻴﻮﻥ ﺑﻬﺠﻮﻡ ﻣﻀﺎﺩ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻔﺮﺱ ﻋﺎﻣﺎ 479 ﻕ .ﻡ . ﻭﺟﺮﺕ ﻣﻌﺮﻛﺔ ﺑﺤﺮﻳﺔ ﻋﻨﺪ ) ﺧﻠﻴﺞ
ﻣﻴﻜﺎﻟﻲ ﻭﻣﻌﺮﻛﺔ ﺑﺮﻳﺔ ﻋﻨﺪ ﺳﻬﻞ ﺑﻼﺗﻴﺎ ﻭﺍﻧﺘﻬﺖ ﺍﻟﻤﻌﺮﻛﺘﻴﻦ ﺍﻟﺒﺤﺮﻳﺔ ﻣﻴﻜﺎﻟﻲ ﻭﺍﻟﺒﺮﻳﺔ ﺑﻼﺗﻴﺎ
ﺑﺈﻧﺘﺼﺎﺭ ﺍﻟﻴﻮﻧﺎﻥ ﻭﻫﺰﻳﻤﺔ ﺳﺎﺣﻘﺔ ﻟﻠﻔﺮﺱ ﻓﺄﺑﻌﺪﺕ ﺍﻟﻤﻌﺮﻛﺘﻴﻦ ﺍﻷﺧﻴﺮﺓ ﺍﻟﺨﻄﺮ ﺍﻟﻔﺎﺭﺳﻲ ﻧﻬﺎﺋﻴﺎ ﻋﻦ ﺑﻼﺩ
ﺍﻟﻴﻮﻧﺎﻥ ﻭﺩﻭﻳﻼﺕ ﺍﻟﻤﺪﻥ ﺍﻟﻴﻮﻧﺎﻧﻴﺔ ﺍﻷﻭﺭﺑﻴﺔ ، ﻭﻇﻞ ﺍﻹﺣﺘﻼﻝ ﺍﻟﻔﺎﺭﺳﻲ ﻗﺎﺋﻤﺎً ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻤﺪﻥ ﺍﻟﻴﻮﻧﺎﻧﻴﺔ ﻓﻲ
ﻏﺮﺏ ﺁﺳﻴﺎ ﺍﻟﺼﻐﺮﻯ ﻭﻟﻢ ﺗﺘﺤﺮﺭ ﺇﻻ ﻋﻠﻰ ﻳﺪ ﺍﻹﺳﻜﻨﺪﺭ ﺍﻟﻤﻘﺪﻭﻧﻲ .
ﺟـ - ﺍﻟﺤﺮﻭﺏ ﺍﻟﻴﻮﻧﺎﻧﻴﺔ – ﺍﻟﻴﻮﻧﺎﻧﻴﺔ ﺍﻟﺒﻠﻮﺑﻮﻧﻴﺰ
ﻇﻬﺮ ﺑﻴﻦ ﺍﻟﻴﻮﻧﺎﻧﻴﻴﻦ ﺍﺗﺠﺎﻩ ﻧﺤﻮ ﺍﻟﺘﺤﺎﻟﻒ ﺍﻟﻘﻮﻣﻲ ﻟﻠﻴﻮﻧﺎﻥ ﻭﺍﺳﺘﻄﺎﻋﺖ ﺃﺛﻴﻨﺎ ﺗﺤﺖ ﺯﻋﺎﻣﺘﻬﺎ ﺃﻥ ﺗﻜﻮﻥ ﺣﻠﻒ
ﺟﻤﻊ ﻋﺪﺓ ﻣﺪﻥ ﻳﻮﻧﺎﻧﻴﺔ ﻋﺮﻑ ﺑﺈﺳﻢ ﺣﻠﻒ ﺩﻳﻠﻮﺱ ﺯﺍﺩ ﻣﻦ ﻧﻔﻮﺫ ﺃﺛﻴﻨﺎ ﺑﻴﻦ ﺩﻭﻳﻼﺕ ﺍﻟﻤﺪﻥ ﺍﻟﻴﻮﻧﺎﻧﻴﺔ ، ﻭﺳﺎﺩ
ﺑﻴﻦ ﻣﺪﻥ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺤﻠﻒ ﺣﻜﻢ ﺍﻟﻨﻈﺎﻡ ﺍﻟﺸﻌﺒﻲ ﺃﻭ ﺍﻟﺪﻳﻤﻘﺮﺍﻃﻲ .
ﻓﻲ ﺍﻟﻤﻘﺎﺑﻞ ﻧﺠﺤﺖ ﺍﺳﺒﺮﻃﺔ ﻓﻲ ﺗﻜﻮﻳﻦ ﺣﻠﻒ ﺗﺤﺖ ﺯﻋﺎﻣﺘﻬﺎ ﺟﻤﻊ ﺍﻟﻤﺪﻥ ﺍﻟﻮﺍﻗﻌﺔ ﻓﻲ ﺷﺒﻪ ﺟﺰﻳﺮﺓ
ﺍﻟﺒﻠﻮﺑﻮﻧﻴﺰ ﻭﻋﺮﻑ ﺑﺈﺳﻢ ﺣﻠﻒ ﺍﻟﺒﻠﻮﺑﻮﻧﻴﺰ ﻭﻛﺎﻥ ﻧﻈﺎﻡ ﺍﻟﺤﻜﻢ ﺍﻟﺴﺎﺋﺪ ﻓﻴﻬﺎ ﻫﻮ ﻧﻈﺎﻡ ﺣﻜﻢ ﺍﻷﻗﻠﻴﺔ ﻭﻫﻮ
ﻧﻈﺎﻡ ﻋﺴﻜﺮﻱ ﻳﻤﺘﺎﺯ ﺑﺎﻟﻘﺴﻮﺓ ﻭﺍﻟﺼﺮﺍﻣﺔ . ﻭﻋﻠﻴﻪ ﻓﺈﻥ ﻣﻦ ﺃﺳﺒﺎﺏ ﺍﻟﺤﺮﻭﺏ ﺍﻟﻴﻮﻧﺎﻧﻴﺔ - ﺍﻟﻴﻮﻧﺎﻧﻴﺔ ﻫﻮ
ﺍﻹﺧﺘﻼﻑ ﺍﻷﺳﺎﺳﻲ ﺑﻴﻦ ﻧﻈﺎﻡ ﺍﻟﺤﻜﻢ ﺍﻟﺪﻳﻤﻘﺮﺍﻃﻲ ﺍﻟﻤﻄﺒﻖ ﻓﻲ ﺩﻭﻝ ﺣﻠﻒ ﺩﻳﻠﻮﺱ ﺑﺰﻋﺎﻣﺔ ﺃﺛﻴﻨﺎ ﻭﻧﻈﺎﻡ
ﺣﻜﻢ ﺍﻷﻗﻠﻴﺔ ﺍﻟﻌﺴﻜﺮﻳﺔ ﺍﻟﻤﻄﺒﻖ ﻓﻲ ﺩﻭﻝ ﺣﻠﻒ ﺍﻟﺒﻠﻮﺑﻮﻧﻴﺰ ﺑﺰﻋﺎﻣﺔ ﺍﺳﺒﺮﻃﺔ .
ﻋﻨﺪ ﺍﺳﺘﻘﻼﻝ ﻣﺪﻳﻨﺔ ﻛﻮﺭﺳﻴﺮﺍ ﻋﻦ ﺩﻭﻳﻠﺔ ﻛﻮﺭﻧﺜﻪ ﺣﻠﻴﻔﺔ ﺍﺳﺒﺮﻃﺔ ، ﻭﺇﻋﻼﻧﻬﺎ ﺍﻟﺮﻏﺒﺔ ﻓﻲ ﺍﻻﻧﻀﻤﺎﻡ ﺇﻟﻰ
ﺣﻠﻒ ﺩﻳﻠﻮﺱ ﺍﻟﻤﻄﺒﻖ ﻟﻠﻨﻈﺎﻡ ﺍﻟﺪﻳﻤﻘﺮﺍﻃﻲ ﻭﺣﺘﻰ ﺗﺤﻤﻴﻬﺎ ﺃﺛﻴﻨﺎ ﻣﻦ ﺑﻄﺶ ﺩﻭﻳﻠﺔ ﻛﻮﺭﻧﺜﻪ، ﻓﺴﺎﺭﻋﺖ ﺃﺛﻴﻨﺎ
ﻟﻨﺠﺪﺓ ﻣﺪﻳﻨﺔ ﻛﻮﺭﺳﻴﺮﺍ ﻋﻨﺪﻫﺎ ﺗﺤﺮﻛﺖ ﺍﺳﺒﺮﻃﺔ ﻟﻠﻮﻗﻮﻑ ﺇﻟﻰ ﺟﺎﻧﺐ ﻛﻮﺭﻧﺜﻪ ﻭﻫﻜﺬﺍ ﺍﺷﺘﻌﻠﺖ ﺍﻟﺤﺮﺏ
ﺍﻷﻫﻠﻴﺔ ﺑﻴﻦ ﺍﻟﻴﻮﻧﺎﻥ ﻓﻲ ﻋﺎﻡ 431 ﻕ .ﻡ . ﻭﺍﺳﺘﻤﺮﺕ ﺣﻮﺍﻟﻲ 27 ﻋﺎﻣﺎً ﻭﺍﻧﺘﻬﺖ ﺑﺎﻧﺘﺼﺎﺭ ﺍﻟﺘﺤﺎﻟﻒ
ﺍﻹﺳﺒﺎﺭﻃﻲ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺘﺤﺎﻟﻒ ﺍﻷﺛﻴﻨﻲ ﺑﻌﺪ ﻣﻌﺮﻛﺔ ﺍﻳﺠﻮﺳﺒﻮﺗﺎﻣﻲ ﻓﻲ ﻋﺎﻡ 404 ﻕ . ﻡ .
ﺍﻧﺘﻬﺖ ﺯﻋﺎﻣﺔ ﺃﺛﻴﻨﺎ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻌﺎﻟﻢ ﺍﻟﻴﻮﻧﺎﻧﻲ ﻭﺃﺻﺒﺤﺖ ﺍﺳﺒﺮﻃﺔ ﺗﺘﺰﻋﻢ ﺍﻟﻌﺎﻟﻢ ﺍﻟﻴﻮﻧﺎﻧﻲ ﻭﻟﻜﻦ ﻧﻈﺎﻡ ﺍﻟﺤﻜﻢ
ﺍﻟﻌﺴﻜﺮﻱ ﺟﻌﻞ ﺍﻟﻤﺪﻥ ﺍﻟﻴﻮﻧﺎﻧﻴﺔ ﺗﺘﻤﺮﺩ ﻋﻠﻰ ﺯﻋﺎﻣﺔ ﺍﺳﺒﺮﻃﺔ ، ﻓﻨﺠﺤﺖ ﻃﻴﺒﺔ ﺃﻥ ﺗﻠﺤﻖ ﻫﺰﻳﻤﺔ ﺳﺎﺣﻘﺔ
ﺑﺎﺳﺒﺮﻃﺔ ﻭﺗﻨﺘﺰﻉ ﺯﻋﺎﻣﺔ ﺍﻟﻤﺪﻥ ﺍﻟﻴﻮﻧﺎﻧﻴﺔ ، ﻭﻫﻜﺬﺍ ﺃﺿﻌﻔﺖ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺤﺮﻭﺏ ﺍﻟﺪﺍﺧﻠﻴﺔ ﺍﻟﻤﺪﻥ ﺍﻟﻴﻮﻧﺎﻧﻴﺔ ﻣﻤﺎ
ﺳﺎﻋﺪ ﺍﻟﻤﻘﺪﻭﻧﻴﻴﻦ ﻓﻲ ﺍﻟﺴﻴﻄﺮﺓ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻌﺎﻟﻢ ﺍﻟﻴﻮﻧﺎﻧﻲ .
ﺭﺍﺑﻌﺎ : ﻣﻘﺪﻭﻧﻴﺎ :
ﺗﻘﻊ ﺟﻨﻮﺏ ﺷﺮﻕ ﺃﻭﺭﺑﺎ ﻓﻲ ﺷﺒﻪ ﺟﺰﻳﺮﺓ ﺍﻟﺒﻠﻘﺎﻥ ﺍﺳﺘﻄﺎﻋﺖ ﺃﺳﺮﺓ ﺍﺭﺟﻴﺪ ﺃﻥ ﺗﺘﺮﺑﻊ ﻋﻠﻰ ﻋﺮﺵ ﻣﻘﺪﻭﻧﻴﺎ
ﻓﻲ ﺍﻟﻘﺮﻥ ﺍﻟﺴﺎﺑﻊ ﻗﺒﻞ ﺍﻟﻤﻴﻼﺩ ، ﺛﻢ ﺃﺻﺒﺤﺖ ﺧﺎﺿﻌﺔ ﻟﻠﺴﻴﻄﺮﺓ ﺍﻟﻔﺎﺭﺳﻴﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﻘﺮﻥ ﺍﻟﺨﺎﻣﺲ ﻗﺒﻞ
ﺍﻟﻤﻴﻼﺩ ، ﻭﻓﻲ ﻣﻨﺘﺼﻒ ﺍﻟﻘﺮﻥ ﺍﻟﺮﺍﺑﻊ ﻗﺒﻞ ﺍﻟﻤﻴﻼﺩ ﺗﻮﻟﻰ ﻋﺮﺵ ﻣﻘﺪﻭﻧﻴﺎ ﺍﻟﻤﻠﻚ ﻓﻴﻠﻴﺐ ﺍﻟﺜﺎﻧﻲ ﺍﻟﺬﻱ
ﺍﺳﺘﻄﺎﻉ ﺃﻥ ﻳﻮﺣّﺪ ﺑﻼﺩ ﺍﻟﻴﻮﻧﺎﻥ ﻓﻲ ﻭﺣﺪﺓ ﺳﻴﺎﺳﻴﺔ ﻭﺍﺣﺪﺓ .
ﺍﺳﺘﻐﻞ ﺍﻟﻤﻠﻚ ﻓﻴﻠﻴﺐ ﺍﻟﺜﺎﻧﻲ ﺍﻟﻤﻘﻮﻣﺎﺕ ﺍﻻﻗﺘﺼﺎﺩﻳﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﻤﺘﻠﻜﻬﺎ ﻣﻘﺪﻭﻧﻴﺎ ﻭﻣﻮﻗﻌﻬﺎ ﺍﻟﺠﻐﺮﺍﻓﻲ ﻓﻲ ﺷﻤﺎﻝ
ﺑﻼﺩ ﺍﻟﻴﻮﻧﺎﻥ ﻭﺍﻟﻀﻌﻒ ﺍﻟﺬﻱ ﺃﺻﺎﺏ ﺩﻭﻳﻼﺕ ﺍﻟﻤﺪﻥ ﺍﻟﻴﻮﻧﺎﻧﻴﺔ ﻧﺘﻴﺠﺔ ﺍﻟﺤﺮﻭﺏ ﺍﻷﻫﻠﻴﺔ ﺍﻟﻴﻮﻧﺎﻧﻴﺔ ﻭﻧﺠﺢ ﻓﻲ
ﺗﻮﺳﻴﻊ ﺭﻗﻌﺔ ﻣﻤﻠﻜﺔ ﻣﻘﺪﻭﻧﻴﺎ ﻓﺎﺳﺘﻮﻟﻰ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻤﺪﻥ ﺍﻟﻴﻮﻧﺎﻧﻴﺔ ﺍﻟﻮﺍﺣﺪﺓ ﺗﻠﻮ ﺍﻷﺧﺮﻯ ﻭﺗﻤﻜﻦ ﻓﻲ ﻋﺎﻡ 338
ﻕ .ﻡ . ﻣﻦ ﻫﺰﻳﻤﺔ ﺃﺛﻴﻨﺎ ﻭﺍﺳﺒﺮﻃﺔ ﻓﻲ ﻣﻮﻗﻌﺔ ﺗﻌﺮﻑ ﺑﺈﺳﻢ ﺧﺎﻳﺮﻭﻧﺎ ﻓﺘﻢ ﺑﺬﻟﻚ ﺳﻴﻄﺮﺗﻪ ﻋﻠﻰ ﻛﻞ ﺑﻼﺩ
ﺍﻟﻴﻮﻧﺎﻥ ﻭﺑﺬﻟﻚ ﺍﻧﺘﻬﻰ ﻧﻈﺎﻡ ﺩﻭﻳﻼﺕ ﺍﻟﻤﺪﻥ ﺍﻟﻴﻮﻧﺎﻧﻴﺔ ﻓﻌﻠﻴﺎ ﻓﻲ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺘﺎﺭﻳﺦ ﻭﺗﻮﺣﺪ ﺍﻟﻴﻮﻧﺎﻥ ﻓﻲ ﻭﺣﺪﺓ
ﺳﻴﺎﺳﻴﺔ ﻭﺩﻭﻟﺔ ﻭﺍﺣﺪﺓ ﻷﻭﻝ ﻣﺮﺓ ﻓﻲ ﺗﺎﺭﻳﺨﻬﻢ ﺍﻟﻄﻮﻳﻞ ﻫﻲ ﻣﻤﻠﻜﺔ ﻣﻘﺪﻭﻧﻴﺎ ﻭﻛﺎﻧﺖ ﻫﻲ ﺣﺠﺮ ﺍﻷﺳﺎﺱ
ﻹﻣﺒﺮﺍﻃﻮﺭﻳﺔ ﺍﻻﺳﻜﻨﺪﺭ .
ﺍﻏﺘﻴﻞ ﺍﻟﻤﻠﻚ ﻓﻴﻠﻴﺐ ﺍﻟﺜﺎﻧﻲ ﻓﻲ ﺻﻴﻒ 336 ﻕ .ﻡ . ﻓﺨﻠﻔﻪ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻌﺮﺵ ﺍﺑﻨﻪ ﺍﻻﺳﻜﻨﺪﺭ ﺍﻟﻤﻘﺪﻭﻧﻲ .
ﺍﻻﺳﻜﻨﺪﺭ ﺍﻟﻤﻘـﺪﻭﻧﻲ :
ﻭﻟﺪ ﺍﻻﺳﻜﻨﺪﺭ ﺍﻟﻤﻘﺪﻭﻧﻲ ﻓﻲ ﺻﻴﻒ 356 ﻕ . ﻭﺃﻣﻪ ﺃﻣﻴﺮﺓ ﻣﻦ ﻣﻨﻄﻘﺔ ﺍﻳﻴﺮﻭﺱ ﻭﺍﺳﻤﻬﺎ ﺍﻭﻟﻤﺒﻴﺎﺱ ،
ﻭﻓﻲ ﺍﻟﺜﺎﻟﺜﺔ ﻋﺸﺮ ﻣﻦ ﻋﻤﺮﻩ ﺍﺳﺘﻘﺪﻡ ﻟﻪ ﺃﺑﻮﻩ ﺍﻟﻌﺎﻟﻢ ﻭﺍﻟﻔﻴﻠﺴﻮﻑ ﺃﺭﺳﻄﻮ ﺍﻟﻰ ﻣﻘﺪﻭﻧﻴﺎ ﻟﻴﺘﻮﻟﻰ ﺗﻌﻠﻴﻢ
ﻭﺗﺜﻘﻴﻒ ﻭﻟﺪﻩ ﺍﻷﻣﻴﺮ ﺍﻟﺸﺎﺏ ﺍﻻﺳﻜﻨﺪﺭ ﻭﻋﺎﺵ ﺃﺭﺳﻄﻮ ﻣﺪﺓ ﺛﻼﺙ ﺳﻨﻮﺍﺕ ﻓﻲ ﺗﻌﻠﻴﻢ ﺍﻹﺳﻜﻨﺪﺭ ﻓﻲ ﺍﻟﻘﺼﺮ
ﺍﻟﻤﻠﻜﻲ ﻓﻌﻠﻤﻪ ﻓﻨﻮﻥ ﺍﻟﺤﻜﻢ ﻭﺍﻟﺴﻴﺎﺳﺔ ﻭﺍﻟﺠﻐﺮﺍﻓﻴﺔ ﻭﺍﻟﻔﻠﺴﻔﺔ ﻭﺍﻷﺩﺏ ﺍﻟﻴﻮﻧﺎﻧﻲ ﻭﺃﺷﻌﺎﺭ ﻫﻮﻣﻴﺮﻭﺱ ﻭﻗﺪ
ﺗﺄﺛﺮ ﺍﻻﺳﻜﻨﺪﺭ ﻓﻲ ﺳﻠﻮﻛﻪ ﻭﺛﻘﺎﻓﺘﻪ ﻭﺗﺸﺒﻊ ﺑﺄﻓﻜﺎﺭ ﻣﻌﻠﻤﻪ ﺃﺭﺳﻄﻮ ، ﻛﻤﺎ ﺗﻌﻠﻢ ﻓﻨﻮﻥ ﺍﻟﺤﺮﺏ ﻭﺃﺳﺎﻟﻴﺐ
ﺍﻟﻘﺘﺎﻝ ﻣﻦ ﻭﺍﻟﺪﻩ ﺍﻟﻤﻠﻚ ﻓﻴﻠﻴﺐ ﺍﻟﺜﺎﻧﻲ ﻭﺧﺎﺽ ﻣﻌﻪ ﻋﺪﺓ ﻣﻌﺎﺭﻙ ﻭﻫﻮ ﻓﻲ ﺍﻟﺴﺎﺩﺳﺔ ﻋﺸﺮﺓ ﻣﻦ ﻋﻤﺮﻩ
ﻭﻋﻨﺪﻣﺎ ﺑﻠﻎ ﺍﻟﻌﺸﺮﻳﻦ ﻣﻦ ﻋﻤﺮﻩ ﺗﻮﻟﻰ ﻋﺸﺮ ﻣﻘﺪﻭﻧﻴﺎ ﺑﻌﺪ ﻣﻘﺘﻞ ﻭﺍﻟﺪﻩ .
ﻗﻀﻰ ﺍﻹﺳﻜﻨﺪﺭ ﺍﻟﻤﻘﺪﻭﻧﻲ ﺑﻌﺪ ﺗﻮﻟﻴﻪ ﺍﻟﻌﺮﺵ ﻋﻠﻰ ﺟﻤﻴﻊ ﻣﺤﺎﻭﻻﺕ ﺍﻹﻧﻔﺼﺎﻝ ﻭﺍﻹﺳﺘﻘﻼﻝ ﺍﻟﺘﻲ ﻗﺎﻣﺖ ﺑﻬﺎ
ﺍﻟﻤﺪﻥ ﺍﻟﻴﻮﻧﺎﻧﻴﺔ ﻭﺩﻣّﺮ ﻣﺪﻳﻨﺔ ﻃﻴﺒﺔ ﻋﻦ ﺃﺧﺮﻫﺎ ﻓﻬﺎﺑﻪ ﺍﻟﻤﺪﻥ ﺍﻷﺧﺮﻯ ﻭﻗﺪﻣﻮﺍ ﻟﻪ ﺍﻟﻄﺎﻋﺔ ، ﻭﺑﻌﺪﻫﺎ ﻭﺟﻪ
ﺟﻬﻮﺩﻩ ﻭﺍﺳﺘﻌﺪﺍﺩﺍﺗﻪ ﻧﺤﻮ ﺣﻤﻠﺘﻪ ﺍﻟﻌﺴﻜﺮﻳﺔ ﻧﺤﻮ ﺍﻟﺸﺮﻕ .
ﺣﻤﻠﺘﻪ ﺍﻟﻌﺴﻜﺮﻳﺔ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺸﺮﻕ :
ﺃ - ﺃﻫﺪﺍﻑ ﺍﻟﺤﻤﻠﺔ :
- ﺍﻟﻘﻀﺎﺀ ﻋﻠﻰ ﺍﻹﻣﺒﺮﺍﻃﻮﺭﻳﺔ ﺍﻟﻔﺎﺭﺳﻴﺔ
- ﺗﺤﺮﻳﺮ ﺍﻟﻤﺪﻥ ﺍﻟﻴﻮﻧﺎﻧﻴﺔ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺴﻮﺍﺣﻞ ﺍﻟﻐﺮﺑﻴﺔ ﻵﺳﻴﺎ ﺍﻟﺼﻐﺮﻯ
- ﺗﻜﻮﻳﻦ ﺇﻣﺒﺮﺍﻃﻮﺭﻳﺔ ﻋﺎﻟﻤﻴﺔ ﺗﺠﻤﻊ ﻋﺪﺓ ﺷﻌﻮﺏ ﻭﺛﻘﺎﻓﺎﺕ ﻭﺣﻀﺎﺭﺍﺕ ﻣﺘﻌﺪﺩﺓ
ﺏ - ﺍﺳﺘﻌﺪﺍﺩﺍﺕ ﺍﻟﺤﻤﻠﺔ :
40 ﺃﻟﻒ ﺟﻨﺪﻱ
160 ﺳﻔﻴﻨﺔ ﺣﺮﺑﻴﺔ
ﻣﺠﻤﻮﻋﺔ ﻣﻦ ﺍﻟﻌﻠﻤﺎﺀ ﻭﺍﻟﺨﺒﺮﺍﺀ ﻭﺍﻟﻔﻨﻴﻴﻦ
ﺝ - ﺧﻂ ﻭﻣﺮﺍﺣﻞ ﺳﻴﺮ ﺍﻟﺤﻤﻠﺔ :
-1 ﺍﻟﻤﺮﺣﻠﺔ ﺍﻷﻭﻟﻰ : ﺑﺪﺃﺕ ﺍﻟﺤﻤﻠﺔ ﻓﻲ ﻋﺎﻡ 334 ﻕ .ﻡ . ﻧﺤﻮ ﺁﺳﻴﺎ ﺍﻟﺼﻐﺮﻯ ﻓﻜﺎﻧﺖ ﻣﻌﺮﻛﺔ ﻧﻬﺮ
ﺟﺮﺍﻧﻴﻜﻮﺱ ﺃﻭﻝ ﻣﻮﺍﺟﻬﺔ ﻣﻊ ﺍﻟﻔﺮﺱ ﻭﺃﻟﺤﻖ ﺑﻬﻢ ﻫﺰﻳﻤﺔ ﺳﺎﺣﻘﺔ ، ﻧﺠﺢ ﻓﻲ ﺗﺤﺮﻳﺮ ﺍﻟﻤﺪﻥ ﺍﻟﻴﻮﻧﺎﻧﻴﺔ ﻓﻲ
ﺁﺳﻴﺎ ﺍﻟﺼﻐﺮﻯ .
-2 ﺍﻟﻤﺮﺣﻠﺔ ﺍﻟﺜﺎﻧﻴﺔ : ﺗﻮﺟﻪ ﺍﻻﺳﻜﻨﺪﺭ ﻣﻦ ﺁﺳﻴﺎ ﺍﻟﺼﻐﺮﻯ ﻭﺳﻴﻄﺮ ﻋﻠﻰ ﺳﻮﺭﻳﻪ ﺑﻌﺪ ﻣﻌﺮﻛﺔ ﺳﻬﻞ
ﺍﻳﺴﻮﺱ ﻋﺎﻡ 333 ﻕ .ﻡ . ﻭﻫﺰﻳﻤﺔ ﺍﻟﻔﺮﺱ، ﻓﺎﺗﺠﻪ ﺟﻨﻮﺑﺎً ﻧﺤﻮ ﻓﻴﻨﻴﻘﻴﺎ ﻭﺳﻴﻄﺮ ﻋﻠﻰ ﺻﻴﺪﺍ ﻭﺻﻮﺭ ﺑﻌﺪ
ﺣﺼﺎﺭﻫﺎ 6 ﺃﺷﻬﺮ ﺣﺘﻰ ﺍﺳﺘﺴﻠﻤﺖ ﻣﺪﻳﻨﺔ ﺻﻮﺭ ﺛﻢ ﺍﺗﺠﻪ ﺍﻟﻰ ﻓﻠﺴﻄﻴﻦ ﻭﺳﻘﻄﺖ ﻏﺰﺓ ﻓﻲ ﻋﺎﻡ 332
ﻕ .ﻡ . ﻓﺄﺻﺒﺤﺖ ﻣﺼﺮ ﻣﻔﺘﻮﺣﺔ ﺍﻟﻄﺮﻳﻖ .
-3 ﺍﻟﻤﺮﺣﻠﺔ ﺍﻟﺜﺎﻟﺜﺔ : ﺩﺧﻞ ﺍﻻﺳﻜﻨﺪﺭ ﺍﻟﻤﻘﺪﻭﻧﻲ ﻣﺼﺮ ﻭﺣﺮﺭ ﻣﺼﺮ ﻣﻦ ﺍﻹﺣﺘﻼﻝ ﺍﻟﻔﺎﺭﺳﻲ ﻭﺭﺣﺐ ﺑﻪ
ﺍﻟﻤﺼﺮﻳﻮﻥ ﻭﺃﻋﺠﺐ ﺍﻹﺳﻜﻨﺪﺭ ﺍﻟﻤﻘﺪﻭﻧﻲ ﺑﺎﻟﺤﻀﺎﺭﺓ ﺍﻟﻤﺼﺮﻳﺔ ﻭﻗﻀﻰ ﻓﻴﻬﺎ ﻋﺪﺓ ﺷﻬﻮﺭ ﺃﺳﺲ ﻓﻴﻬﺎ ﻣﺪﻳﻨﺔ
ﺍﻹﺳﻜﻨﺪﺭﻳﺔ ﺛﻢ ﻏﺎﺩﺭ ﻣﺼﺮ ﻧﺤﻮ ﺑﻼﺩ ﺍﻟﺮﺍﻓﺪﻳﻦ ﻭﺇﻳﺮﺍﻥ .
-4 ﺍﻟﻤﺮﺣﻠﺔ ﺍﻟﺮﺍﺑﻌﺔ : ﻛﺎﻥ ﺃﻭﻝ ﺻﺪﺍﻡ ﻟﺠﻴﺶ ﺍﻻﺳﻜﻨﺪﺭ ﺍﻟﻤﻘﺪﻭﻧﻲ ﻓﻲ ﺍﻟﻌﺮﺍﻕ ﻣﻊ ﺍﻟﺠﻴﺶ ﺍﻟﻔﺎﺭﺳﻲ
ﻋﻦ ) ﺳﻬﻞ ﻛﺎﻭﻛﺎﻣﻴﻼ ﻭﺍﻧﺘﻬﺖ ﺑﻬﺰﻳﻤﺔ ﺳﺎﺣﻘﺔ ﻟﻠﻔﺮﺱ ﻓﻲ ﻋﺎﻡ 331 ﻕ .ﻡ . ﻭﻓﺮّ ﺍﻟﻤﻠﻚ ﺍﻟﻔﺎﺭﺳﻲ ﺩﺍﺭﺍ
ﺍﻟﺜﺎﻟﺚ ﻓﻼﺣﻘﻪ ﺍﻻﺳﻜﻨﺪﺭ ﺍﻟﻤﻘﺪﻭﻧﻲ ﺑﺎﺗﺠﺎﻩ ﺍﻟﺠﻨﻮﺏ ﻭﻇﻞ ﻳﺤﺮﺯ ﺍﻧﺘﺼﺎﺭﺍﺗﻪ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻔﺮﺱ ﺣﺘﻰ ﻭﺻﻞ ﺍﻟﻰ
ﻣﺪﻳﻨﺔ ﺑﺎﺑﻞ ﻭﺳﻂ ﺍﻟﻌﺮﺍﻕ ﻭﻛﺎﻧﺖ ﻣﺸﻬﻮﺭﺓ ﺑﺘﺤﺼﻴﻨﺎﺗﻬﺎ ﻭﻗﻼﻋﻬﺎ ﻭﺃﺳﻮﺍﺭﻫﺎ ﻭﻟﻜﻦ ﺍﺳﺘﻘﺒﻞ ﺑﺎﻟﺘﺮﺣﻴﺐ
ﻓﺄﺣﺴﻦ ﻣﻌﺎﻣﻠﺘﻪ ﻟﻠﺒﺎﺑﻠﻴﻴﻦ ، ﺑﻌﺪ ﺫﻟﻚ ﺍﺗﺠﻪ ﻧﺤﻮ ﺇﻳﺮﺍﻥ ﻭﺍﺳﺘﻮﻟﻰ ﻋﻠﻰ ﻋﺎﺻﻤﺔ ﺍﻹﻣﺒﺮﺍﻃﻮﺭﻳﺔ ﺍﻟﻔﺎﺭﺳﻴﺔ
ﻣﺪﻳﻨﺔ ﺑﺮﺳﻴﺒﻮﻟﺲ ﻭﻓﺮ ﺍﻟﻤﻠﻚ ﺍﻟﻔﺎﺭﺳﻲ ﺍﻟﻰ ﺇﻗﻠﻴﻢ ﺑﻘﻄﺮﻳﺎ ﻭﻫﻨﺎﻙ ﻗﺘﻞ ﺍﻟﻤﻠﻚ ﺍﻟﻔﺎﺭﺳﻲ ﺩﺍﺭﺍ ﺍﻟﺜﺎﻟﺚ
ﻋﻠﻰ ﻳﺪ ﺣﺎﻛﻢ ﺑﻘﺮﻳﺎ ﺍﻟﻔﺎﺭﺳﻲ ﻋﺎﻡ 330 ﻕ . ﻡ . ﻓﻜﺎﻧﺖ ﻧﻬﺎﻳﺔ ﺍﻹﻣﺒﺮﺍﻃﻮﺭﻳﺔ ﺍﻟﻔﺎﺭﺳﻴﺔ .
-5 ﺍﻟﻤﺮﺣﻠﺔ ﺍﻟﺨﺎﻣﺴﺔ : ﺑﻌﺪ ﺃﻥ ﺣﻘﻖ ﺍﻻﺳﻜﻨﺪﺭ ﺍﻟﻤﻘﺪﻭﻧﻲ ﻫﺪﻓﻪ ﻣﻦ ﺍﻟﻘﻀﺎﺀ ﻋﻠﻰ ﺍﻹﻣﺒﺮﺍﻃﻮﺭﻳﺔ
ﺍﻟﻔﺎﺭﺳﻴﺔ ، ﺍﺳﺘﻤﺮ ﻓﻲ ﺣﻤﻠﺘﻪ ﺍﻟﻌﺴﻜﺮﻳﺔ ﻧﺤﻮ ﺁﺳﻴﺎ ﺍﻟﻮﺳﻄﻰ ﻭﺍﻟﻬﻨﺪ ﻭﺃﺧﻀﻌﻬﺎ ﻓﻲ ﻋﺎﻡ 327 ﻕ .ﻡ .
ﻭﻭﺻﻞ ﺃﻗﺼﻰ ﻣﺎ ﻭﺻﻞ ﺇﻟﻴﻪ ﻧﻬﺮ ﺍﻟﺴﻨﺪ ﺷﺮﻗﺎً ﻗﺮﺭ ﺑﻌﺪﻫﺎ ﺍﻟﻌﻮﺩﺓ ﻭﻋﺎﺩ ﻋﻦ ﻃﺮﻳﻖ ﺍﻟﺒﺮ ﺣﺘﻰ ﻭﺻﻞ
ﻋﺎﺋﺪﺍً ﺍﻟﻰ ﺑﺎﺑﻞ ﻓﻲ ﻋﺎﻡ 323 ﻕ .ﻡ . ﻭﺍﺳﺘﻐﺮﻕ ﻓﻲ ﺣﻤﻠﺘﻪ ﺍﻟﻌﺴﻜﺮﻳﺔ 12 ﻋﺎﻣﺎً .
- ﻭﻓﺎﺓ ﺍﻻﺳﻜﻨﺪﺭ ﺍﻟﻤﻘﺪﻭﻧﻲ ﻭﻣﺼﻴﺮ ﺍﻹﻣﺒﺮﺍﻃﻮﺭﻳﺔ ﺍﻟﻤﻘﺪﻭﻧﻴﺔ :
ﺗﻮﻓﻲ ﺍﻻﺳﻜﻨﺪﺭ ﺍﻟﻤﻘﺪﻭﻧﻲ ﻓﻲ ﺑﺎﺑﻞ ﻋﺎﻡ 323 ﻕ .ﻡ . ﺑﻌﺪ ﺃﻥ ﺣﻜﻢ 12 ﻋﺎﻣﺎً ﻭﺛﻤﺎﻧﻴﺔ ﺷﻬﻮﺭ ﻭﻟﻢ ﻟﻢ
ﻳﺘﻢ ﺍﻟﺜﺎﻟﺚ ﻭﺍﻟﺜﻼﺛﻴﻦ ، ﻭﺗﺮﻙ ﺇﻣﺒﺮﺍﻃﻮﺭﻳﺔ ﺗﻤﺘﺪ ﻓﻲ ﺛﻼﺛﺔ ﻗﺎﺭﺍﺕ ﻣﻦ ﺑﻼﺩ ﺍﻟﻴﻮﻧﺎﻥ ﻏﺮﺑﺎً ﺍﻟﻰ ﻧﻬﺮ ﺍﻟﺴﻨﺪ
ﺷﺮﻗﺎً ﻭﻣﺎ ﺑﻴﻦ ﺟﺒﺎﻝ ﺍﻟﻘﻮﻗﺎﺯ ﻭﺑﺤﺮ ﻗﺰﻭﻳﻦ ﺷﻤﺎﻻً ﺣﺘﻰ ﺷﻤﺎﻝ ﺍﻟﺠﺰﻳﺮﺓ ﺍﻟﻌﺮﺑﻴﺔ ﺟﻨﻮﺑﺎً ﺑﻤﺎ ﻓﻴﻬﺎ ﻣﺼﺮ
ﻭﺿﻤﺖ ﺇﻣﺒﺮﺍﻃﻮﺭﻳﺘﻪ ﺷﻌﻮﺏ ﻭﺛﻘﺎﻓﺎﺕ ﻭﺣﻀﺎﺭﺍﺕ ﻣﺨﺘﻠﻔﺔ .
ﻋﻘﺪ ﻗﻮﺍﺩ ﺟﻴﺶ ﺍﻻﺳﻜﻨﺪﺭ ﺍﻟﻤﻘﺪﻭﻧﻲ ﺑﻌﺪ ﻭﻓﺎﻩ ﻣﺆﺗﻤﺮﺍً ﻓﻲ ﻣﺪﻳﻨﺔ ﺑﺎﺑﻞ ﻭﺍﺗﺨﺬ ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻌﻮﻥ ﺍﻟﻘﺮﺍﺭﺍﺕ
ﺍﻟﺘﺎﻟﻴﺔ :
ﺍﻟﻤﺤﺎﻓﻈﺔ ﻋﻠﻰ ﻭﺣﺪﺓ ﺍﻹﻣﺒﺮﺍﻃﻮﺭﻳﺔ ﻭﺗﺤﺖ ﺣﻜﻢ ﺃﺳﺮﺓ ﻓﻴﻠﻴﺐ ﺍﻟﺜﺎﻧﻲ .
ﺗﻘﺴﻢ ﺍﻹﻣﺒﺮﺍﻃﻮﺭﻳﺔ ﺍﻟﻰ 24 ﻭﺣﺪﺓ ﺳﻴﺎﺳﻴﺔ ﻳﺘﻮﻟﻰ ﺇﺩﺍﺭﺗﻬﺎ ﻗﻮﺍﺩﻩ ﺍﻟﻌﺴﻜﺮﻳﻴﻦ .
ﻳﺼﺒﺢ ﺍﻟﻘﺎﺋﺪ ﻛﺮﺍﺗﻴﺮﻭﺱ ﻭﺻﻴﺎ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻌﺮﺵ ﻭﺍﻟﻘﺎﺋﺪ ﺑﺮﺩﻳﻜﺎﺱ ﻗﺎﺋﺪﺍً ﻋﺎﻣﺎً ﻟﻠﺠﻴﺶ .
ﻟﻢ ﺗﺴﺘﻘﺮ ﺍﻷﻣﻮﺭ ﺣﺴﺐ ﻗﺮﺍﺭﺍﺕ ﻣﺆﺗﻤﺮ ﺑﺎﺑﻞ ﻓﺴﺮﻋﺎﻥ ﻣﺎ ﺑﺪﺃﺕ ﺍﻟﺼﺪﺍﻣﺎﺕ ﺍﻟﻌﺴﻜﺮﻳﺔ ﻭﺍﻟﺼﺮﺍﻉ ﺑﻴﻦ
ﻗﻮﺍﺩ ﺍﻻﺳﻜﻨﺪﺭ ﺍﻟﻤﻘﺪﻭﻧﻲ ﻓﻲ ﺍﻟﻔﺘﺮﺓ ﻣﺎ ﺑﻴﻦ -323) 301 ﻕ . ﻡ ﺃﺩﻯ ﺇﻟﻰ ﺗﻘﺴﻢ ﺍﻹﻣﺒﺮﺍﻃﻮﺭﻳﺔ ﺍﻟﻰ
ﺛﻼﺙ ﺩﻭﻝ ﻳﻮﻧﺎﻧﻴﺔ ﻫﻲ :
ﺃ - ﺩﻭﻟﺔ ﺍﻟﺒﻄﺎﻟﻤﺔ ﻓﻲ ﻣﺼﺮ 30-323 ﻕ . ﻡ .
ﺏ - ﺍﻟﺪﻭﻟﺔ ﺍﻟﺴﻠﻮﻗﻴﺔ ﻓﻲ ﺳﻮﺭﻳﺔ ﻭﺁﺳﻴﺎ ﺍﻟﺼﻐﺮﻯ ﻭﺍﻟﻌﺮﺍﻕ ﻭﺇﻳﺮﺍﻥ ﻭﺍﻟﻬﻨﺪ ﻓﻲ ﺍﻟﻔﺘﺮﺓ ﻣﺎ ﺑﻴﻦ -312)
64 ﻕ .ﻡ .
ﺝ - ﺩﻭﻟﺔ ﻣﻘﺪﻭﻧﻴﺎ ﺍﻷﻧﺘﻴﺠﻮﻧﻴﺔ ﻓﻲ ﺑﻼﺩ ﺍﻟﻴﻮﻧﺎﻥ 148-312) ﻕ .ﻡ .
لدراسة المحاضرة الثانية الرومان اضغط هنا
Comments
Post a Comment