إن لم تحلم به فكيف ستحققه ؟
الأحلام الكبيرة كثيرا ما تنتهي بإنجازات "متوسطة" أما الأحلام المتواضعة فتنتهي حتما بإنجازات (تافهة).
الأحلام الصغيرة تعمي بصرك عن الاحتمالات الكبيرة، أما الأحلام الكبيرة فتقودك لآفاق لم يحلم بها معظم الناس حولك !!
كيف أحقق أحلامي |
حين تحلم ب(قرص عيش) ستحصل في النهاية على كسرة خبز ولكن حين تحلم ب( مصنع معجنات) لن تنتهي بأقل من متجر
فطائر .
الشاطحون في أحلامهم هم من يقودونا نحو المستقبل، أما العقلاء والمتحفظون فبالكاد ينجحون في قيادة أنفسهم.
لم أدرك شخصيا عبقرية مصطفى محمود إلا حين ألف فيه أحد النقاد كتابا بعنوان "شطحات مصطفى محمود".. لم أدرك عظمة الروايات العلمية إلا حين حلم كتابها وتنبئوا – قبل زمن طويل - با تحقق هذه الأيام.
وأنت من جهتك يجب أن تكون حالما كبيرا إن أردت انجازا
عظيما. يجب أن تكون صاحب أحلام كبيرة و خیالات جريئة لتصل في النهاية إلى انجازات (حتى وإن كانت أقل من
طموحاتك) أفضل من جميع المترددين حولك.. وحين يجتمع الديك الحلم مع قوة الإرادة لن تحقق أهدافك فقط، بل ستجبر العالم على اتباعك واللحاق بك. انظر إلى داعية الحقوق المدنية مارتن لوثر كنج وكيف قدم للسود حلا بإمكانية مساواتهم مع البيض في أمريكا (في خطبته الشهيرة: لدي حلم التي ألقاها عام ۱۹۹۰). انظر إلى كتاب الخيال العلمي وكيف قدموا لنا أحلاما
صعب حتى تخيلها (زمن طرحها لأول مرة) مثل: الطيران والصعود إلى القمر و تحول العالم القرية الكترونية صغيرة.
ففي عام 1865 - مثلا - كتب الفرنسي جول فيرن رواية بعنوان (رحلة إلى القمر) وبعده بمائة عام تقريبا انطلقت أبوللو۱۱ الوضع أول إنسان على القمر .. كتب عن اختراع الغواصة النووية
قبل ظهورها بزمن طويل (في رواية ۲۰ ألف فرسخ تحت البحر) وحين ظهرت بالفعل أطلق عليها الأمريكان نفس الاسم.. أما الدوس هیکسلي فتنبأ عام ۱۹۳۲ بظهور أطفال الأنابيب في رواية "عالم جديد شجاع" .. وتنبأ الانجليزي أرثر كلارك عام ۱۹۷۰|
بظهور الأقمار الصناعية وشبكة الانترنت في رواية "الوليد الرعب" - وما فعله هؤلاء الحالمون أنهم قدموا لنا أحلاما استثنائية - وخططا مستقبلية - جذبت العلماء والأوساط العلمية باتجاه تحقيقها !!
أيضا لاحظ معي أن الانجازات التاريخية العظيمة تقف خلفها شخصیات عظيمة غرزت في أتباعها الحلم والإيمان وإمكانية الانجاز.. لاحظ - مثلا - كيف شكلت نبوءات المصطفی و (بالفتوحات التالية لوفاته) دافعا لأصحابه باتجاه تحقيقها . فالعرب كانوا - حتى موعد البعثة النبوية - قبائل متفرقة وأحلام مبعثرة ولم يتصوروا أبدا مقارعتهم لأقوى إمبراطوريتين في ذلك الزمان " الروم" و"الفرس". غير أن إيمانهم برسالتهم، وثقتهم بالتغلب
عليهم، ارتفعت بفضل سلسلة من الأحاديث التنبؤية المدهشة مثل قوله لأصحابه: (إن الله زوى لي الأرض، فرأيت مشارقها ومغاربها، وإن أمتي سيبلغ ملكها ما ژوي لي منها .. )، وقوله أيضا: (إذا هلك كسرى فلا کسری بعده، وإذا هلك قيصر فلا قیصر بعده، والذي نفسي بيده لتنفقن كنوزهما في سبيل الله)... وأيضا قوله: (إنكم ستفتحون مضر ، وهي أرض يسمى فيها
القيراط، فإذا فتموها فأخبروا إلى أهلها ، فإن هم ذمة وما)... بل وذهب إلى أبعد من ذلك حين قال: (لتفتحن القسطنطينية ولنعم الأمير أميرها ولنعم الجيش ذلك الجيش) (وهذا الحديث بالذات استدعى محاولات كثيرة من الخلفاء الأمويين و العباسيين علهم ينالون شرف هذه النبوءة حتى تحققت على يد محمد الفاتح عام 857هـ)!!
حقق حلمك |
ورغم عدم نیتي المسبقة بالخوض في الأحداث التاريخة والنبوءات العلمية، ولكن لا بأس بذلك في حال أقنعتك بضرورة وجود حلم فردي يحثك على أي إنجاز عظيم .. فحين تصنع حلمك الخاص تكون قد قطعت شوطا كبيرا في إنجازه.. وكلما حلمك الخاص تكون قد قطعت شوطا كبيرا في إنجازه.. وكلما صنعته كبيرا كلما كانت النتيجة أكبر من المعتاد وإجراءات تنفيذه أسهل من المتوقع.
النظرية باختصار:
لا يمكن إنجاز حلم غير موجود أو تحقيق هدف لا
يشغل بالك. . ضع أحلاما كبيرة؛ لتصل في النهاية إلى إنجازات أقل
من طموحاتك ولكنها في النهاية أفضل من بقية الناس. • الأحلام الكبيرة قد تنتهي بإنجازات (متوسطة) ولكن
الأحلام المتواضعة ستنتهي - حتما – بإنجازات تافهة.
السابق التالي
0 التعليقات:
إرسال تعليق