التاريخ والتراث والتنمية بمنطقة الغرب

 التاريخ والتراث والتنمية بمنطقة الغرب

تسعف الخصوصيات الجغرافية لمنطقة الغرب وتعاقب الحضارات عليها في جعلها من أغنى الجهات، بالمغرب، بالمواقع التاريخية الأثرية. وهي ممتدة في الزمان في الفترة القديمة والوسيطة والحديثة والمعاصرة، وبذلك تدل على تعاقب الاستغلال وقابلية المنطقة لاستقبال المجموعات البشرية التي توافدت عليها منذ الفترة القديمة إلى الآن. تشمل هذه المواقع الأثرية حواضر وقلاع عسكرية إلى جانب المواقع القروية من "فيلات" وضیعات فلاحية. كما تتوفر المنطقة على آثار المواقع عسكرية أو أحداث تاريخية لا تزال آثارها بارزة. إلى جانب هذه المواقع تتوفر منطقة الغرب على معالم تاريخية من قبيل القصبات والمعسكرات والقناطر ومجموعة من البنايات التاريخية التي تشهد عن محد تاريخي عرفته المنطقة عبر تاريخها. أخيرا، فإن المنطقة تضم آثار مزارات وأضرحة تدل على تعايش الديانات بالمنطقة.

يرتكز بناء المخططات الاقتصادية الجهوية والوطنية على استغلال الموارد الطبيعية وتوظيف التراكمات التاريخية. وتعتبر المواقع التاريخية الأثرية، من الرافعات الرئيسية التي يمكن توظيفها في خلق "مقاولات نفعية" تؤمن دخلا قارا . وتقتضي التنمية الجهوية تركيز المجهودات على تنويع الأنشطة الاقتصادية المدرة للدخل من خلال استغلال ظروف الوسط الطبيعي والخصوصيات الثقافية والموروث التاريخي. وتشكل منطقة الغرب أرضية خصبة لتطوير هذه الأنشطة، إذ تضم مجالات جغرافية تتعدد ثقافتها وعاداتها وتتنوع معالمها الحضارية .

تقدم الجامعة أرضية معرفية وعلمية للمواقع التاريخية والأثرية والتراث الثقافي عبر التعريف بها من جهة، ومن جهة ثانية تأهيل الطالب الجامعي من أجل إحداث مقاولة تساعده في تحقيق ذاته يتخذ من المواقع التاريخية والأثرية مطية لخلق مشاريع تنموية تنطلق من الثقة في قدرات طالب التاريخ بكلية الآداب في توظيف مكاسبه المعرفية في التاريخ والتراث لتحقيق مشاريع تنموية تؤمن الدخل المادي وتعيد له الاعتبار کمنتسب لجهة الغرب.

تهدف هذه المحاضرات إلى إثارة انتباه الفاعلين، سواء كانوا عموميين أو منتخبين أو فاعلين مدنيين أو طلبة إلى تثمين الإمكان الترابي والبشري وخلق الالتقاء بينهما عبر تحويد الحياة السوسيوثقافية والسوسيواقتصادية من أجل خلق الثرواة واعتماد التخطيط المعقلن والحكامة في التدبير والتسيير والنجاعة في التدخل. قد تبدوا هذه الأهداف بعيدة عن الحقل التاريخي في التكوين الجامعي بيد أن المعرفة التاريخية هي أساس التنمية الذاتية واكتساب المهارات في التدبير يرتكز على التجارب التاريخية وتخطيط الأهداف من الركائز الساسية في التكوينات التاريخية الجامعية.

إن تحقيق الأهداف الذاتية يرتكز على تجميع المعطيات الكمية والكيفية للواقع وتشخيص الحالة الراهنة لتحديد وترتيب الحلول والبدائل ووضع منظومة للتبع والتقييم لتحديد التدخلات الهافة لتحقيق المشاريع. وتقدم محاضرات المواقع التاريخية والتراث الثقافي بمنطقة الغرب أرضية لوظيف الموروث الغرباوي في التنمية الذاتية وخلق مشاريع مدرة للدخل.


شعبة التاريخ والحضارة
التاريخ والتراث والتنمية بمنطقة الغرب



تعليقات