نظام الحكم في تاريخ الإسلام
تعبر نظم الحكم عن الانتقال من طور البداوة إلى طور الحضارة حيت تحل القوانين والنظم والرسوم محل الأعراف. وقد تميز العالم الإسلامي ينظمه التي كانت مزيجا من التصور القرآني وتجربة حكومة المدينة في عهد الرسول والنظم الموروثة عن الحضارات القديمة، فضلا عن المعطيات التي أفرزها المجتمع الإسلامي والتي كانت تخضع لمنطق التغيير المستمر. هذا بالإضافة إلى ما كان للنظم العربية قبل الإسلام من تأثيرات خصوصا في العصر الأموي أولا: النظام السياسي ويشمل الخلافة والوزارة والكتابة
1- الخلافة
عرف ابن خلدون الخلافة يقوله "الخلافة هي حمل الكافة على مقتضى النظر الشرعي في مصالحهم الأخروية والدنيوية الراجعة إليها. إذ أحوال الدنيا ترجع كلها عند الشرع إلى اعتبارها المصالح الأخرة. فهي في الحقيقة خلافة عن صاحب الشرع في حراسة الدين وسياسة الدنيا".
وتأسيسا على ذلك اختلف الدارسون حول ما إذا كانت الخلافات نظاما دنيويا أو نظاما دينيا. وأصحاب الاتجاه الأول يذهبون إلى أن الطابع الزمني هو الذي يطبع الخلافة بطابعه، ذلك أن الرسول (ص) باعتباره أخر الأنبياء ما كان لأحد أن يرت دوره الديني. كما أن القرآن الكريم والسنة النبوية لم يحددا نظاما بعينه في رئاسة المسلمين، باستثناء إشارة إلى مبدأ الشورى الذي يمكن تكييفه وفقا المقتضيات الحال. أما أصحاب الاتجاه الأخر فيرون أن الخلافة نظام شرعي تأسيسا على أن الإسلام
عقيدة وشريعة، أن من واجب الخلافة حماية الدين إلى جانب سياسة الدنيا. ولعل هذا الخلاف هو الذي فجر الصراع الدامي على الحكم طوال عصور التاريخ الإسلامي؛ حتى ليذكر الشهرستاني: "مال سيف في الإسلام كما سل يسبب الخلافة".
انتظر من فضلك 20 ثانية
وقد اشترط الفقهاء شروطا معينة يجب أن تتوافر في الخليفة. وهي العلم والدين وسلامة الحواس. وإن اختلفوا في أمور أخرى إذ يضفى الشيعة مثلا صفة العصمة على أئمتهم. وتعددت ألقاب الخليفة ما بين "خلافة" و "إمامة" و"إمارة المؤمنين". وهذا التعدد يعكس صفة الاجتهاد من لدن فقهاء الأمة فالمفهوم الأول يوضح رأي السنة الذين يرجعون اصطلاح "الخلافة" إلى القرآن الكريم؛ إذ وردت به كلمة "الاستخلاف" وقد فسرها البعض بأنها تعني خلافة الله على الأرض. كما استمرها الخلفاء الذين حاولوا توسیع سلطاتهم وصلاحياتهم إلى حد إضفاء صفة القداسة على أنفسهم. وذكر الخليفة عثمان بن عفان أن الخلافة "قميص ألبسه الله إياه" لا يحق للمسلمين خلعه أو تنحيته.
0 التعليقات:
إرسال تعليق