الأحد، 5 ديسمبر 2021

المحاضرة الخامسة تاريخ الاسلام

 قيام الدولة الأموية والانتقال إلى الدولة العباسية

بظهور الدولة الأموية انتقلنا من الخلافة الراشدة إلى الخلافة الإسلامية الكبرى التي أصبحت معالمها تبرز بعد انتقال الحكم من نظام الشورى إلى نظام الحكم الوراثي. والأمويون الذين حكموا حوالي قرن من الزمن هم الذين وضعوا القاعدة الأساسية للنظام السياسي، ووسعوا دائرة الدولة حتى بلغت الأندلس غريا ، والهند وتخوم الصين شرقا. وقد استمرت الدولة العباسية على نفس نهج الدولة الأموية بعدما أزاحتها عن الحكم سنة 132 هـ محاولة تثبيت أركانها بعد الصراع الطويل الذي دار بين الجانبيين حول السلطة

 قيام الدولة الأموية:

ينتسب بنو أمية إلى قبيلة قريش، حاول جدهم أمية أن ينتزع الزعامة الدينية التي كانت لهم قبل الإسلام على مكة من عمه هاشم بن عبد مناف، فلما فشل في ذلك غادر مكة في اتجاه بلاد الشام عدة سنوات، فأظهر بذلك رفضه استمرار الزعامة في بني هاشم.

ولقد أحيى مقتل عثمان بن عفان الصراع بين بني هاشم وبني أمية، فنازع معاوية بن أبي سفيان على بن أبي طالب في الخلافة، فحدثت معارك أبرزها معركة حامية بالقرب من البصرة تعرف بموقعة الجمل سنة 36 هـ انتهت بانتصار على بن أبي طالب ومقتل طلحة والزيبر، ومعركة صفين بالعراق سنة 37 هـ، والتي انتهت إلى التحكيم، وهي حيلة دبرها معاوية عندما أحس بقرب انهزامه أمام أنصار علي بن أبي طالب. 

لقد أحدث قرار التحكيم انشقاقا في صفوف علي، فكان إيذانا بزوال عهد الخلفاء الراشدين. اجتمع الحكمان في دومة الجندل ولم يتوصلا إلى حل حاسم لهذه القضية على أن معاوية استفاد معنويا لأن التحكيم جعله ندا لعلى الذي يعتبر الخليفة الشرعي، كما أنه توفر على الوقت الكافي لإعادة تنظيم جيوشه





  انتظر من فضلك 20 ثانية  




أما علي فإنه لما قبل فكرة التحكيم فقد خرج عنه بعض أصحابه معتبرين أنه هو صاحب الحق، وأن قبوله لهذا الأمر معناه التشكيك في هذا الحق، فانقسم أصحاب علي على أنفسهم، ومنهم الخوارج الذين دبروا قتل علي بن أبي طالب، وذلك سنة 40 هـ، عندما فشل في إقناعهم بالعودة إلى طاعته وجرت بينه وبينهم حروب في العراق، وهزمهم في معركة النهروان سنة 38 هـ، دون أن يستطيع القضاء عليهم، وبذلك خلا الجو لمعاوية بن أبي سفيان، فاستمال إليه عرب الشام بوسائل مختلفة ومكنه دهاؤه من أن يصبح قائدا للدولة الإسلامية سنة 41 هـ.

0 التعليقات:

إرسال تعليق