الخميس، 2 ديسمبر 2021

المحاضرة الثالثة الفيودالية والكنيسة التاريخ والحضارة

 المحاضرة الثالثة الفيودالية والكنيسة

العصر الفيودالي الأول إلى حدود نهاية القرن الحادي عشر

شكلت روابط التبعية، أي تبعية شخص لشخص أخر ضمن طبقة الأسياد، ظاهرة رئيسية في النظام الفيودالي خلال العصر الفيودالي الأول. فقد كان الكونت في خدمة الأمير، وكان مالك الحصن (شاتلان) في خدمة الكونت، وكان الفارس في خدمة الشاتلان، وهكذا. منذ القرن التاسع إلى غاية القرن السادس عشر، كانت تتكرر طقوس التبعية في كل بقاع أوروبا الغربية. ويقدم روبير بوتریش صورة عامة عن هذه الظاهرة وقاعدتها الاقتصادية. 

يقول: "أمام مجموعة من الشهود المجتمعين في بهو الحصن، كان يقف رجلان وجها لوجه. الأول تابع كان عليه أن يخضع، والثاني سيد كان من شأنه أن يأمر. فقد كان التابع (Vassal) يقف أمام سيده عاري الرأس ومحدا من السلاح، ويعلن أنه في خدمة سيده، وأحيانا يتبادل معه قبلة على الفم. ثم يؤدي قسم الإخلاص وهو يضع يده اليمنى على رفات قدسية أو على كتاب الإنحيل. ومن جهته يتعهد السيد بأن يكون وفيا لتابعه وطيبا معه. ويختتم الطقس بالمنحة العقارية التي يقدمها السيد للتابع. وهذه العملية هي بيت القصيد في هذا الطقس". 

وعليه، لا يمكن فهم روابط التبعية إلا في صلتها الوثيقة بعمليات إقطاع الأراضي. فقد ساعد اختلال الأمن على صعود فئة من الفرسان الذين أصبحوا، بحكم قلة النقود، يتلقون مكافأتهم من طرف كبار الأسياد بواسطة المنح العقارية. فقد كانت الإقطاعة هي أجرة المحارب التابع لسيده، أي سيد الحصن، في مقابل الخدمة العسكرية التي يتوجب عليه القيام بما. وسيد الحصن، بدوره، كان تابعا لسيد أقوى منه وأغنی کالدوق والكونت والبارون.





انتظر من فضلك 20 ثانية

في الأصل، أي خلال عصر التكون الفيودالي الذي يوافق القرن العاشر، كانت المكافات الإقطاعية عبارة عن نفع (Beneficium) يمتد على مدى عمر التابع المستفيد. لكن سرعان ما امتدت على مدى جيلين أو ثلاثة من أجل مكافأة أفضل، ثم أصبحت في العصر الفيودالي الأول وراثية لا رجعة فيها.




0 التعليقات:

إرسال تعليق