السبت، 23 يناير 2021

تلخيص وحدة المواقع الاثرية بمنطقة الغرب

 تلخيص وحدة المواقع الاثرية بمنطقة الغرب

أولا : التعريف بمعطيات المنطقة طبيعيا و بشريا

1- الموقع و العامل الطبيعي و البشري :

تستمد المنطقة تسميتها من موقعها الجغرافي . 

- تقع بالجهة الغربية المحاذية للمحيط الأطلسي . 

- مجاليا ، تمتد من مقدمة جبال الريف شمالا إلى غابة المعمورة جنوبا ، و من ممر زكوطة شرقا إلى المحيط الأطلسي غربا. 

- عرف هذا المجال بعدة تسميات  

- استوطنت المنطقة مجموعات بشرية منذ ما قبل التاريخ و مارسوا فيها مجموعة من الأنشطة كاللقط و القنص ثم الزراعة و التدجين، و صاحب ذلك استقرار رافقه ظهور صناعة الفخار و الخزف ... 

و بفضل عاملين رئيسيين هما : العامل الطبيعي ( خصوبة التربة ، وفرة الغطاء النباتي، نشاط طبغرافيتها ) و الشبكة الهيروغرافية ( وفرة المياه السطحية نهر سبو و روافده - المياه الباطنية و الفرشات المائية )

استقبلت المنطقة هجرات متتالية و مكثفة انضافت إلى الساكنة الأصلية و الفرشات المائية )

استقبلت المنطقة هجرات متتالية و مكثفة انضافت إلى الساكنة الأصلية و المحلية . 

الفينيقيين القرطاجيون الرومان العرب القادمين من الشرق الفرنسيون

2- التكوين الجيولوجي و البنيوي لمنطقة الغرب :

تعتبر منطقة الغرب مجالا سهلا بامتياز ، و تتكون من وحدات بنيوية متباينة يمكن تحديدها على النحو التالي : شمالا ---> تلال مقدمة جبال الريف ارتبط تكوينها بالحركات الأرضية الألبية ، صخورها شديدة الصلابة ، و يطلق عليها الجغرافيون بالغرب الأعلى و قسموها الى 

الغرب الأعلى الغربي و الغرب الأوسط و الغرب الشرقي ، و تشرف على السهل جنوبا و تختلف تكوينات صخورها و ارتفاعاتها .

جنوبا ---> هضبة المعمورة المكونة من كثل مرتفعة ، ذات بنية صخرية قديمة و تنحدر بانتظام من الجنوب نحو الشمال . و يعود تكوينها إلى الزمن الجيولوجي الأول تنحصر هذه الهضبة بين زرهون جنوبا و سهل الغرب شمالا . هضبة متموجة ذات انحدار عالي من الجنوب نحو الشمال و الغرب يخترقها نهر سبو . سهل الغرب ---> 40% من مساحة منطقة الغرب سهل منخفض يعود تشكيله إلى الزمن الجيولوجي الرابع

لا يتعدى ارتفاعها 5 امتار و هو منحدر به رواسب بحرية . و يمكن التمييز في سهل الغرب بين : سهل منبسط تتجمع فيه مياه النهر الرئيسية مجال المرجات و هو منطقة مغمورة المياه بشكل موسمي او دائم. المرتفعات الغرينية و هي ما تكونت نتيجة الفياضانات النهرية .

على المستوى الطبغرافي تشكلت منطقة الغرب من وحدات مختلفة ( السهل ثم الهضبة و التلال و المرجات و المرتفعات الغرينية و أخيرا الساحل الأطلسي بكثبان الرملية )

 على مستوى الشبكة الهيروغرافية تتكون أساسا من نهر سبو و روافده ( ورغة و بهت و ردم ) ؛ بنيت عليها سدود لحماية المنطقة من الفيضانات المتكررة . 

3. مناخ منطقة الغرب : 

- تتاثر منطقة الغرب بمناخات مختلفة أهمها : 

* مناخ متوسطي نظرا لتموقعها في الشمال الغربي للمغرب و القارة الأفريقية . 

* مناخ أطلسي نظرا لنفتاحها على تيارات المحيط مما أمدها بمناخ رطب.

* مناخ قاري بفعل التأثيرات القارية جعلها تتمتع بمناخ شبه جاف.

تترجم هذه الحالة من خلال عناصر المناخ

اذ تستقبل المنطقة تساقطات تتدرج من الغرب نحو الشرق وتتحكم فيها تأثيرات متوسطية ومحيطية وقارية.

4- الغطاء النباتي بمنطقة الغرب :

تزخر منطقة الغرب بثورات نباتية مهمة منذ القديم من خلال إشارات مصادر كلاسيكية فان المنطقة غنية على مستوى الغطاء النباتي 

حسب تقارير استعمارية شكلت المساحات الغابوية ثروة نباتية مهمة خاصة غابات البلوط الفليني

حسب المصادر الوسيطية اعتبرت المنطقة مجالا رعويا متميزا و مجال انتجاع لدى القبائل و ظل النشاط الزراعي هو المهيمن ، كما استغلت الثروة الغابوية لصناعة السفن . 

5- السكان بمنطقة الغرب:

شكلت المؤهلات الطبيعية عوامل جذب السكان واستقرت بالمنطقة مجموعات بشرية يمكن تفصيلها على الشكل التالي: 

* خلال فترة ما قبل التاريخ : استوطنت قبائل امازيغية مورية و شكلت اهم العناصر التي عمرت هذا المجال . 

* خلال فترة التاريخ القديم : جذبت المنطقة شعوب البحر الأبيض المتوسط من فينيقيين و قرطاجيين و رومان حيث استوطنوا مدنها ك بناصا و تاموسیدا و ريغة ... 

* خلال فترة العصر الوسيط الأعلى : استقبلت المنطقة خلال حكم الادارسة موجات و هجرات بشرية قادمة من الشرق على راسها قبائل رياح و الخلط ، لكن تعميرها تأثر بالاضطرابات السياسية و الاجتماعية للدول التي تعاقبت على حكم المغرب كالموحدين و المرينيين . 

* خلال الفترة الحديثة مع بداية حكم السعديين انضافت قبائل جديدة مثل جزولة و اولاد امبارك و قبيلة جرار و غيرها و هي قبائل استوطنت و جندت لخدمة الدولة السعدية عسكريا. 

* خلال الفترة المعاصرة مع عهد الحماية الفرنسية: عملت سلطات الحماية على تثبيت الانسان بالمنطقة من خلال القيام باستصلاح الاراضي وتجفيف اراضي من أجل استغلالها فلاحيا هذا ما أدى الى ظهور حواضر جديدة شكلت قبلة لتجمعات سكنية مثل القنيطرة وسيدي قاسم وسوق الاربعاء الغرب ...

ثانيا : منطقة الغرب خلال الفترة القديمة 

شكلت منطقة الغرب منطقة جذب و استقطاب مجموعات بشرية منذ عهود بفضل ثرواتها و مؤهلاتها الطبيعية موقع بناصا:

و من حيث الموقع : سهل الغرب على الضفة اليسرى لنهر سبو ... 

و هي من المواقع المسجلة بسجل الثراث الوطني و من حيث ذكرها في المصادر الكلاسيكية: ركزت عليها المصار الكلاسيكية القديمة بكونها مدينة غنية في موريطانيا الطنجية و تجاور لکسوس و بطلموس اعتبرها من مدن موريطانيا الداخلية و لم تذكر في باقي الفترات اللاحقة . / من حيث معناها اللغوي و مدلولها اللفظي : تعددت حسب الباحثين والأبحاث التي أجريت عليها 7 

من حيث الاهتمام الأوروبي بها: اهتم بها الأوربيون خلال القرن 19 خاصة الفرنسيين ، و بدأ ذلك مع هواة عسكريين ثم اكتشف الموقع و قدم عنها تقريرا مفصلا ، وخلال فترة الحماية بدات بها الحفريات فاكتشفت بها لقى اثرية و بنایات و ارضیات و شوارع ... أكدت أن الاستقرار يعود لفترات ماقبل الرومان و أنها انفتحت أمام الوافدين الفينيقيين و القرطاجيين .

 من حيث مراحل التمدين التي مرت بها ( أربع فترات ) 

1- فترة ماقبل الرومان وجود بقايا أفران صناعة الخزف و اواني خزفية واجور مجفف... 

2- فترة المستوطنة الأغسطية حيث انشأ بها الامبراطور اغسطس مستوطنة 

3- فترة الرومان و فيها شهدت المدينة ازدهارا كبيرا كباقي المدن الرومانية و عرف انشاء بنايات و مرافق عمومية و خصوصية على الطراز الروماني 

4- الفترة الرومانية المتأخرة، ظلت المدينة عامرة بالسكان ثم أصبحت عبارة عن أطلال مهجورة نتيجة جلاء الرومان عنها و قد احتضنت المدينة مجموعة من اللقى الأثرية و النقائش العسكرية تحكي بوضوح قدم تاريخها.

موقع تاموسيدا

من حيث الموقع : على الضفة اليسرى لنهر سبو ( حوالي 11 كلم عن القنيطرة ) / من حيث ذكرها في المصادر القديمة في مؤلف بطليموس فإن وجودها على ارض خصبة و بجانب نهر سبو جعل منها منطقة جذب و استقرار الموجات بشرية منذ ما قبل التاريخ . مع الدولة المورية عرفت المدينة رواجا اقتصاديا مهما تمثل في صناعة الخزف و المعادن خاصة فترة حكم الملك الموري بوكوس ، و هذه الأهمية ازدادت عندما الحقت الإمبراطورية المورية الطنجية إلى حكم الامبراطورية الرومانية ، ونزل بها معسكر روماني خلال القرن 1 میلادي ليتم اخلاؤها بالجلاء الروماني عن المغرب

 من خلال الأبحاث الأثرية التي تعود لعهد الحماية لقد باشر الأوروبيون تنقيباتهم بالمنطقة و كشفوا عن لقي فخارية و أواني خزفية تعود للموريين و الرومان . و استنتج الأركيولجيون من خلال اللقى الأثرية و الحفريات الفرنسية و غيرها أن المدينة عرفت نشاطات اقتصادية مهمة في الصناعة و التجارة مع باقي المدن الأخرى للمغرب القديم .

موقع ريغة : 

 من حيث الموقع : يتوسط ربوة بسهل الغرب بالضفة اليمنى لواد بهت ، أي 8 كلم عن مدينة سيدي سليمان من حيث معنی و دلالة الاسم فإنه يجهل إلى حد الآن الاسم القديم لهذا الموقع الأمازيغي. 

من خلال الحفريات تأكد وجود بقايا أفران صناعة الخزف المصبوغ خلال ق2 ق م.

و ذكرت في العديد من المصادر القديمة على انها جيلدا و هي ريغة . 

 من خلال حفريات 1919 تم اكتشاف الموقع ، و خلال حفريات 1920م تم تعميق البحث و عثر على خزف مصبوغ و خلال تنقيبات 2004م للبعثة المغربية الفرنسية أكدت الاختبارات التي بوشرت بالموقع عن وجود لقي نقدية و فخار يعود للقرن 5 ق.م

هذا يدل على أن المدينة عاشت ازدهارا كبيرا وتداولا للنقود خلال الحقبة المورية 2 ق.م وخلال الفترة الاسلامية التي امتدت من القرن 9 الى 14 م
ثالثا : منطقة الغرب خلال الفترة الوسيطية 
ظلت منطقة الغرب منطقة جذب و اهتمام لمزيد من المجموعات البشرية بفضل تنوع ثرواتها و مؤهلاتها و طبيعة تضاريسها و مناخها. 
تشير الدراسات إلى احتضان منطقة الغرب المواقع أثرية وسيطية أهمها: 
مدينة البصرة : 
من حيث موقعها : تقع بقايا مدينة البصرة على الطريق الرئيسي الرابط بين سوق الاربعاء و وزان و هو موقع استراتيجي يربط بين الشمال و الجنوب المغربيين عبر وسط البلاد ...و هذا الموقع ادرج ضمن الاثار التاريخية المصنفة بظهير شريف .
من حيث أهميتها السياسية : تعد أهم حواضر الأدارسة حيث تعاقب على حكمها أمرائهم إلى حدود 958 م و ابتداء من 973 م اصبحت تابعة لحكم اموي الاندلس ، و بدأ اضمحلالها مع الزيريين لتنقرض نهائيا خلال القرن 12 بعد قرنين من الازدهار. 
و قامت بادوارا اقتصادية مهمة حيث شغلت دورا تجاريا رائدا نظرا لموقعها الاستراتيجي ...
من خلال ذكرها من طرف المصادر الوسيطية : 
لقد افاضت في ذكرها ووصفها في طبيعتها و في هوائها و تربتها و ما تزخر به من مناظر طبيعية و خيرات فلاحية و تجارية لكثرة منتوجاتها و مواردها .(ابن حوقل في صورة الأرض و البكري في المسالك و الممالك و الناصيري في الاستقصا).
من خلال حفريات البعثة الايطالية التي بوشرت بالموقع عن سورها وأبوابها وأكدت وجود مصنع لصناعة المعادن .. واعتبرت المدينة نموذجا للمدينة الاسلامية ( تصميما وبناء وهندسة ) كما تضمنت مرافق و مقومات المدينة الاسلامية الوسيطية.
رابعا : منطقة الغرب في المرحلة الحديثة قصبة المعمورة أو قصبة المهدية:
من حيث موقعها و تسمياتها تقع على الضفة اليسرى لنهر سبو ، و تعتبر حاضرة مهمة لمنطقة ازغار ، وهذا الموقع أهلها لتقوم بأدوار طلائعية طيلة الحقب التاريخية . ولها عدة تسميات في كتب الجغرافية و حسب المؤرخين مثل: اسم المعمورة حلق الوادي / حلق المعمورة / مرسي المعمورة
 من حيث أدوارها و أهميتها
1- كانت قاعدة لبناء السفن الحربية و استغلال خشب المعمورة خلال العصر الموحدي ق12 م 
2- أصبحت منطلقا للحملات الجهادية ضد الايبيريين 
3- احتلها البرتغاليون بعد ضعف المرينيين سنة 1515 م و جعلوا منها قاعدة الإمداد حملاتهم ضد الدولة المغربية حتى حررها السلطان محمد السعدي 
4- استولى عليها الإسبان سنة 1614م و جعلوها ثغرا لجنودهم ، ثم نجح المولى اسماعيل من فك الحصار عليها و تحريرها من قبضتهم . 
5- جعلها المولى اسماعيل ثكنة عسكرية لجيشه البخاري و سماها المهدية . 
6 - أصبحت المهدية قصبة مهمة لضمان سلامة التنقل بين الطرق الرابطة بين فاس و مراکش و رباط الفتح. و هكذا شكلت هذه القصبة نموذج العمارة العسكرية بالمغرب و هذا واضح من خلال معالمها المختلفة .
خامسا : منطقة الغرب خلال الفترة المعاصرة
تعد حاضرة القنيطرة أهم معالم الفترة المعاصرة
من حيث أهميتها و أدوارها: 
-مرور الفرنسيين بالمنطقة و تأسيسهم لها استجابة لحاجيات قوات الحماية . 
- استقرارهم بها و استغلال امكانياتها الفلاحية للانتاج و التصدير إلى فرنسا و اوروبا. 
- بناء الميناء النهري بأمر من المقيم العام الفرنسي ليصبح بذلك النواة الأولى اللحاضرة.
من حيث ملامح أهم معالمها الحضرية ( المرافق و البنايات و الملحقات ) 
- شمل الميناء عدة مرافق و بنایات و ملحقات و مخازن للتخزين و التفريغ و الشحن ، كما شمل رصيف لرسو السفن . 
- استقر بها السكان الوافدون بعد تثبيت السلطات الاستعمارية بها و انضاف إليهم الفرنسيون و الأهالي المغاربة الذين اضطروا للهجرة الداخلية بعد أن سلبت اراضيهم و تحولت لمزارع فرنسية . 
- استجابة للتوسع السكاني السريع استحدثت بالمدينة مرافق إدارية و معالم ذات طابع اوروبي .
 من حيث تقسیم و تصمیم بنائها و وصف هندستها المعمارية
شهدت المدينة تقسيما متباينا بين الاحياء الاوروبية التي صممت على الطراز العصري ( مركز المدينة ) و الأحياء المغربية على طراز المدينة المغربية كحي الملاح و الخبازات ( المركز التجاري ) و اضافة الى الحي العسكري .

التاريخ الماثر
المواقع الاثرية بمنطقة الغرب







0 التعليقات:

إرسال تعليق