الجمعة، 8 مايو 2020

العنف التلقائي للرد على العنف الاستعماري

حينما بلغ التعنت الاستعماري اشده تأكد للوطنيين المتحمسين بان العمل المباشر ضد الاحتلال الاجنبي اصبح ضروريا وذلك باللجوء الى العنف والقوة لمواجهة القمع الاستعماري الذي يتصاعد باستمرار بتصاعد الوعي الوطني لدى الجماهير الشعبية في المدن والبوادي والارياف. ان هذا الوعي الوطني المتصاعد لعب فيه تاريخ المقاومة الوطنية للغزو الاستعماري دورا اساسيا في انضاجه وبلورته.
  << فالوجوه الكبرى التي تظل ماثلة في خيال الشعب المستعمر، انما هي وجوه اولئك الذين قادوا المقاومة الوطنية اثناء الاحتلال من امثال ( موحا اوحمو الزياني وعبد الكريم الخطابي )، هذه الوجوه تعود الى الحياة بقوة كبيرة في الفترة التي تسبق بدأ الكفاح، وعودتها هذه تبشر بأن الشعب يتهيأ لان يستأنف السير، لان يوقف الزمن الميت الذي حمله اليه الاستعمار، لان يصنع التاريخ>>.
    هذا العنف الاستعماري الذي مارسته سلطات الاحتلال على الجماهير الشعبية وعلى قيادتها الوطنية في المدن والبوادي في نهاية الاربعينات وبداية الخمسينات، هو الذي جعل الفيئات الشعبية تدرك بحدسها وغرائزها ان تحررها لا يمكن ان يتم الا بالعنف وبالعنف وحده.
   وبما ان التعليمات الصادرة عن قادة الحركة الوطنية ومفادها: << اذا ما وقع اعتقال او قتل القادة او الاطر فانه يمكن تعويضهم بقادة واطر غيرهم ويستمر النضال سياسيا>>.
     << اما اذا وضع الفرنسيون يدهم بسوء على جلالة محمد بن يوسف، فيجب ان يقوم كل الوطنيين وسائر المغاربة برد فعل عنيف شامل ضد اعداء الامة، لايراعون فيهم قانونا ولا عرفا، ويشعلونها نارا محرقة يكتوي بلهيبها المجرمون من المستعمرين والخونة المارقين.
  فاللجوء الى العنف الجماعي المنظم يبقى اذن طبقا لهذه التعليمات اخر وسيلة يتم اللجوء اليها بعد فقدان كل الوسائل السلمية التي تحرص القيادات الوطنية على استعمالها لمحاورة المستعمر والتفاهم معه بكل الطرق المشروعة. الا ان المستعمر كعادته، لا يأخذ بعين الاعتبار هذه المواقف المتعقلنة والرزينة لقيادة الحركة الوطنية، فيعتبرها ضعفا، ولا يفهم من عملية تعبئة الشعب وتوعيته سوى نشاط غوغائي. اما الاحتجاجات والمظاهرات التي تنطلق هنا وهناك، وتنتهي بسقوط العديد من الشهذاء في ساحة النضال، فلا يرى فيها الغلاة الاستعماريون سوى مؤامرات مدبرة من الخارج، وتحريض على التمرد الذي يجد يجد لدى الجماهير الشعبية كما يقول <<كيوم>> أذنا صاغية، كالتمرد الذي وقع في مدينة ادار البيضاء يومي 7و8 دجنبر 1952 والذي تم خلاله اغتيال عدة اوروبيين بدون دفاع، تصدت لقتلهم جماعات من النتظاهرين وهاجمت بعد ذلك قوات الشرطة التي جاءت لارجاع الهدوء الى نصابه. وقد اضطر اعوان الشرطة لاستعمال اسلحتهم للتخلص من المتظاهرين بعدما اصيب كثير من رفاقهم اصابات قاتلة.
  يحلل << فانون>> هذه الاحداث بقوله: << رائحة البارود هذه التي تملأ الجو، لا تحمل الشعب على التراجع والتقهقر، بل ان المدافع والحراب تذكي نار الهجوم فيه. ويسود جو بطولي يريد فيه كل فرد ان يبرهن على أنه مستعد لكل شيء>>.
   << وفي هذه الظروف تنطلق الطلقة من تلقاء نفسها لان الاعصاب متوترة، والخوف يملأ النفوس، والناس قد تركز احساسها على الزناد. فما هو الا حادث تافه، حتى يبدأ اطلاق الرصاص (...) ذلك ما حدث في كريان سنطرال بمراكش (المغرب). ولكن اعمال القمع التي تقوم بها السلطات الاستعمارية لا تحطم انتفاضة الشعب، بل تعجل بنمو الوعي الوطني لانها تدل على ان العنف وحده هو الذي يحسم الصراع بين المضطهدين والمضطهدين، عندئد، يقرر الاستعمار اعتقال القادة الوطنيين، ولكن حكومات البلاد الاستعمارية تعرف اليوم حق المعرفة ان حرمان الجماهير من زعيمها امر خطير كل الخطر، لان الشعب في هذه الحالة، وقد فقد لجامه، يندفع الى العنف والارهاب والاعمال الوحشية اندفاعا قويا ويطلق العنان << لغرائزه الدموية>>.
  ففي سياق هذا العنف الثوري التلقائي يحسن بنا التذكير والاشارة الى العمليات البطولية التي قام بها البطلان الوطنيان أحمد الحنصالي وعلال بن عبد الله

الحركة الوطنية
العنف التلقائي للرد على العنف الاستعماري

  تتمة من هنا  

0 التعليقات:

إرسال تعليق