الخميس، 9 أبريل 2020

كيف نطالع


كيف نطالع
نلاحظ في هذه الايام ظاهرة الابتعاد عن القراءة والانصراف الى وسائل التواصل الاجتماعي واماكن اللهو، والواقع أننب أكره هذه الملاهي الى حد بعيد، ولئن كنت أشعر أحيانا بميل صادق الى مشاهذة قنواة اليوتيوب المثقفة، فانني أفضل من كل قلبي أن أطالع كتابا وأتتبع أثره خطوة خطوة، حتى لا يفوتني غرض، ولا تغيب عني فكرة.
وانني مشغوف بالمطالعة، أليست ساعة واحدة نقضيها بين الكتب كفيلة بأن تبدد مايخالجنا من هم، وتسبح بنا مع المفكر والشاعر والشاعر والفنان في عوالمهم الواسعة؟ أو لسنا نشعر عند المطالعة ببهجة كنا لا ندرك حقيقتها، فتنفتح أمامنا افاق جديدة حتى ليخيل الينا أن حياتنا تتسع وتمتد، فندرك حينذاك أن الحياة لنما تستقيم بالجهاد الشاق، والتضحية البالغة
ولكن، كيف ينبغي أن تكون المطالعة وأية شروط يجب أن تتوافر فيها؟ ان قيمة المطالعة لا تتوقف على وفرة الكتب التي نقرأها، وانما تتوقف على مبلغ اتقاننا لقراءة هذه الكتب، ولهذا فخير لنا أن نقرأ مرات متعددة طائفة قليلة من الكتب الخالدة، حتى نفهمها ونتذوقها، من أن نقرأ كتبا كثيرة قراءة سريعة لا نخرج منها بنتيجة.
والمطالعة يجب أن يكون فيها النظام والترتيب، والتفكير والروية، ويجب أن يرافقنا القلم في كل حالاتها.
أقصد بالنظام والترتيب أن نبدأ بقراءة الكتاب من أوله وأن نتدرج فيه مع الكاتب خطوة خطوة، حتى اخره، لا أن نسبق الكاتب فنقرأ فقرة من هنا واخرى من هناك، وأقصد بالتفكير والروية أن نمعن النظر في كل ما نقرأه.
وأقصد بمرافقة القلم للمطالعة في كل حالاتها، أن نمسك القلم لندون به على دفتر خاص ما يساورنا من الشعور ونحن نطالع، وما نعجب به من المقاطع التي تستحق أن ترسخ في الذاكرة.
أتمنى ألا أطفئ نور مصباحي كل مساء، قبل أن أقرأ بعض الصفحات الخالدة لأكبر قادة الفكر والادب.


0 التعليقات:

إرسال تعليق