الأربعاء، 15 يناير 2020

وحدة تاريخ الشرق الاقصى اليابان

وحدة تاريخ الشرق الاقصى اليابان

اليابان خلال القرن 19: مرحلة الانفتاح وردود فعل اليابان تجاه الضغوطات الخارجية
1- العوانل الممهدة لانفتاح اليابان:
- أزمات داخلية: خاصة الأزمة الاقتصادية الناجمة عن الظروف الطبيعية من جهة، وعن سوء التسيير الإداري والمالي للشوغونات من جهة ثانية والذي أدى الى ركود الإنتاج الفلاحي، إضافة الى ارتفاع تكاليف عيش الطبقة العسكرية الحاكمة، مما دفع بالحكومة الشوغونية الى فرض قروض إجبارية على التجار للزيادة من مداخيلهم، الأمر الذي أفضى الى تنامي التجار ومنافستهم للساموراي مما أثر على الوحدة الداخلية.
- تراجع مكانة وسلطة الشوغون: مع مطلع القرن 19م، بدأ الضعف يظهر على الحكومة الشوغونية بعد معاناتها من مشاكل مادية وقوة معارضيها، فلم يعد بإمكان الشوغونات مقاومة الضغط الأوروبي، الأمر الذي مهد الطريق للإمبراطور لاسترجاع مكانته وقوته وعودة المؤسسة الإمبراطورية لتولي سلطة البلاد فيما بعد.
- الاهتمام المتزايد بالشرق الأقصى: تعرضت اليابان لضغوطات خارجية منذ أواخر القرن 18م الى حدود منتصف القرن 19م مع اشتداد حاجة الدول الغربية، خاصة روسيا وبريطانيا والولايات المتحدة الأمريكية إلى أسواق جديدة لمنتوجاتها، إذ كان هدف هذه الدول هو إخراج اليابان من عزلته وفتح موانئه وأسواقه أمام التجارة الغربية.
- انفتاح الصين: شكل انفتاح الصين على العالم الخارجي عاملا أساسيا لانفتاح اليابان، إذ أدى انهزام الصين أمام بريطانيا في حرب الأفيون سنة 1842م وتخليها فن فكرة العزلة -بعد سلسلة من الضغوطات- تمهيدا حقيقيا لليابان التي اضطرت في نهاية المطاف الى الرضوخ للضغوطات الأجنبية.
2- فشل اليابان في مواجهة الضغوطات الأجنبية:
* محاولات القوى الغربية لفك العزلة اليابانية:
- روسيا: أول دولة سعت الى فتح الأسواق الأوروبية اليابانية حيث بدأت محاولاتها أواخر القرن 18م وبالضبط سنة 1771م، ورغم تعدد المحاولات الروسية طوال هذه الفترة، إلا أن روسيا لم تستطع إقناع اليابانيين بالتخلي عن سياسة العزلة.
- بريطانيا: رغم ان بريطانيا لم تولي اهتماما كبيرا لليابان لاشتغالها بالأسواق الصينية، إلا أن هناك محاولات لبعض السفن التجارية التي حاولت نسج علاقات تجارية مع اليابان منذ سنة 1791م، لكنها لم تفلح أمام معارضة اليابانيين لها.
- الولايات المتحدة الامريكية: تعود اول حملة أمريكية رسمية للانفتاح على أسواق اليابان سنة 1845م، غير أن فشلها في تحقيق ذلك دفع بالإدارة الامريكية الى تجهيز حملة كبيرة بقيادة الكومودور ماثيو بيري الذي قاد أربع سفن حربية الى خليج إيدو سنة 1853م حاملا رسالة من الرئيس الأمريكي الى السلطات اليابانية يحثها على فتح أبوابها في وجه الدول الأجنبية، وبعد مرور سنة عاد بيري سنة 1854 مدعما بأسطول مكون من 3 سفن حربية للإطلاع على جواب الحكومة اليابانية، فتمكن بعد مفاوضات دامت قرابة شهر من إرغام اليابان على توقيع معاهدات مع أمريكا وفتح حدودها في وجه الدول الغربية.
* معاهدات القوى الغربية مع اليابان:
- معاهدة كاناغاوا 1854م: وقعها الكومودور بيري مع اليابان وأهم بنودها:
فتح موانئ للتجارة الخارجية في وجه التجار والسفن الامريكية: شيمودا Shimoda وهاكوداتي Hakodante وناها Naha
التزام اليابانيين بتخصيص معاملة حسنة لكل البحارة الأمريكيين الذي تتحطم سفنهم على الشواطئ اليابانية.
السماح بتعيين قنصل امريكي يقيم في ميناء شيمودا Shimoda
منع الولايات المتحدة الامريكية حق الانتفاع من أي تسهيلات قد تقدم مستقبلا لدولة أخرى لم تذكر في نص المعاهدة.
- معاهدتي 1854 و1855م: وكلتاهما بين روسيا واليابان ونصتا على نفس شروط معاهدة كاناغاوا بين بيري واليابان، غير أن معاهدة 1855م امتازت بإضافة بند يقر بموافقة الطرفان اليابان وروسيا بتقسيم جزر الكوريل.
- اتفاقية 1859م نصت على:
فتح موانئ جديدة للتجارة الامريكية: كاناغاوا وناكازاكي وتيغانا.
تبادل السفراء بين البلدين.
السماح للأمريكيين بالإقامة والتنقل بين المدن والموانئ اليابانية وممارسة عباداتهم بكل حرية.
تعهد اليابان بعدم فرض رسوم جمركية مرتفعة على التجارة الخارجية.
يعفى الامريكيون المقيمون في اليابان من التشريع الياباني بمنحهم حصانة.
وبمجرد توقيع الإتفاقية الأمريكية الثانية، سارعت الدول الأوروبية للمطالبة بعقد اتفاقيات مماثلة تخول لها نفس الامتيازات.
3- ردود الفعل اليابانية تجاه الضغوطات الأجنبية:
* رد فعل الحكومة الشوغونية: كان هناك اتجاه معارض يدعو لطرد البرابرة الغربيين من البلاد، واتجاه آخر رفع شعار فتح البلاد أمام الغرب. أما الإمبراطور فقد كان من أشد المعارضين للإنفتاح.
* رد فعل الدايميوات: بعد استشارة الشوغون للدايميوات كانت الإجابة معظمها معارضة لفكرة الانفتاح ويمكن ان نميز فيها بين اتجاهين:
· الاتجاه الأول: يمثل حوالي ثلث الدايميوات ويرى ضرورة تقديم بعض التسهيلات التجارية للأجانب من أجل ربح الوقت واستغلال مداخيل التجارة الخارجية - فيما بعد - لتقوية الأجهزة الدفاعية للبلاد كخطوة أولية نحو طرد الأجانب.
الاتجاه الثاني: يمثل أكثر من الثلثين ويعارض فكرة الانفتاح بصفة قطعية، وطالب بتقوية القدرات العسكرية للبلاد للصمود في وجه الغرب، ولم تكن هناك الا فئة قليلة جدا وهي التي اختارت الإنفتاح بدون شروط.
* رد فعل اليابانيين: كانت في البادية ردود فعل عنيفة، خاصة من طرف الساموراي، وقد تجلت هذه الردود في الهجوم على التجار والديبلوماسيين الغربيين، كما تجلت في احراق بعض القنصليات (البريطانية كمثال)، لكن ما لبثت ان تراجع اليابانيون عن هذه الردود بعدما أدركوا نتائج سياسة الإنفتاح على بلادهم:
إدراك النخبة المثقفة لأهمية التكنولوجية الغربية، فحاولوا الاستفادة من التقدم العلمي للغرب في مختلف المجالات.
فتح معاهد لتعلم اللغات الأجنبية والعلوم الغربية (كلية الدراسات الغربية)
ارسال بعثات طلابية الى مجموعة من الدول الغربية قصد الدراسة والانفتاح على العلوم الغربية
تشجيع المبادلات التجارية مع الدول الأجنبية خلال ستينيات القرن 19م.
عصر الامبراطور ميجي 1868-1912: الإصلاح وتحقيق نهضة اليابان الحديثة
1- السياق العام لقيام ثورة ميجي الإصلاحية:
كانت الأوضاع العامة التي شهدتها اليابان منذ أواخر القرن 18م سببا مباشرا في قيام ثورة الميجي، حيث أدى تردي الوضع الداخلي للبلاد جراء الصعوبات الاقتصادية والثورات الداخلية الناجمة عن تراجع قوة الشوغونات الى جانب عجز النظام الشوغوني عن مواجهة الضغوطات الأجنبية التي تعرضت لها اليابان، في نشوء معارضة داخلية قوية نادت بضرورة اسقاط الحكومة الشوغونية العاجزة وعودة المؤسسة الإمبراطورية لقيادة البلاد.
تولى زعامة هذه المعارضة فئات من الطبقة الوسطى والدنيا للساموراي، خاصة المنتمين الى الاقطاعات الأربع المناهضة لسياسة الانفتاح على الأجانب وهم: ساتسوما وتشوشو وتوسا وميتو. أبدى أمراء هذه الاقطاعات تذمرهم من ضعف الحكومة الشوغونية واستسلامها أمام القوى الغربية منذتوقيع معاهدة 1854م بين اليابان والولايات المتحدة الامريكية وما تلاها من معاهدات، فعقدوا تحالفا مع التجار قصد الإطاحة بالشوغون رافعين شعار «Sonno Joi» ويعني «مجدوا الامبراطور واطردوا البرابرة». وبعد سلسلة من المواجهات بين هؤلاء المعارضين وبين الحكومة الشوغونية من جهة وبينهم وبين القوى الأجنبية من جهة ثانية، وتمكنوا من اجبار آخر شوغون من اسرة توكوغاوا على التخلي عن الحكم سنة 1867م وعودة المؤسسة الإمبراطورية على رأس السلطة في شخص الإمبراطور ميجي سنة 1868م.
ارتبط تأسيس الدولة اليابانية الحديثة بتولي الامبراطور ميتسوهيتو الملقب بميجي السلطة عام 1868م، إذ شكل هذا الحدث بداية تحول كبير أدى الى تحقيق نهضة اليابان الحديثة، وقاد ميجي ثورة إصلاحية عرفت بـ"ثورة ميجي" أو "نظام الميجي" أو "نظام الحكم المستنير" (1868-1912)، معلنا بداية عهد جديد في تاريخ اليابان، وغير اسم العاصمة إيدو الى طوكيو التي أصبحت منذ ذلك الوقت عاصمة للمؤسسة الإمبراطورية، وبعد ثلاثة أشهر من تولي ميجي للحكم قام بوضع مرسوم يسمى بـ«ميثاق المبادئ الخمسة» أو «القسم الامبراطوري» الذي نص على:
- تكوين مجالس استشارية لتسيير شؤونالبلاد، يكون عامة الشعب على اطلاع بقراراتها
- المساواة بين الطبقات الدنيا والعليا في تسيير البلاد وتعزيز الاقتصاد الوطني
- القطع مع الممارسات والعادات السيئة القديمة والانفتاح على الممارسات الغربية الحديثة
- منح الشعب كامل الحرية على غرار الموظفين والعسكريين في اتباع طرق العيش التي يختارونها دون قيود
- العمل على اكتساب المعرفة وجميع المعارف من جميع أنحاء العالم.
2- إرساء أسس نظام الميجي
* الإصلاح الإداري:
- مركزة السلطة ونسف هياكل النظام الفيودالي
تنازل الدايميوات عن اقطاعاتهم لصالح الامبراطور سنة 1869م وانحصار مهامهم في تسيير الشؤون الإدارية للدولة الى حين اعفائهم من مناصبهم سنة 1871م وإرغامهم على مغادرة اقطاعاتهم والعودة الى العاصمة طوكيو.
إعادة تقسيم البلاد سنة 1871م الى ثلاث عمالات حضرية وهي طوكيو وكيوتو وأوزاكا إضافة الى 72 عمال أخرى
إعادة تنظيم مجلس الدولة سنة 1869م ليضم 6 وزارات والمجلس الأعلى لديانة الشنتو.
في سنة 1871م تم تقسيم مجلس الدولة الى 3 غرف تشريعية وقضائية وإدارية وتم تحويل المجلس الأعلى لديانة الشنتو الى وزارة مستقلة.
- تعديل النظام المالي:
فيما يخص النظام المالي، اضطر قادة ثورة الميجي في البداية الى اعتماد نفس مصادر الدخل التي اعتمدها نظام الشوغونات، ويمكن تلخيصها فيما يلي:
مواصلة الاعتماد على مداخيل الضرائب المفروضة على الفلاحين كمصدر للدخل.
مواصلة سياسة فرض القروض الاجبارية على التجار الكبار.
تخفيض رواتب الدايميوات والسامواراي.
الإصلاح النقدي: الانتقال من اعتماد الأرز كوحدة للقياس الى ظهور النقود المعدنية وعملة "الين" وتاسيس البنوك سنة 1872م
* الإصلاح العسكري:
السعي وراء تحقيق الشعار الذي رفعه قادة الثورة "بلاد غنية وجيش قوي" عن طريق الانفتاح على التقنيات الغربية في المجال العسكري وصناعة الأسلحة تحت شعار "تكنولوجيا غربية وروح يابانية" (اعتماد النظامين الألماني والفرنسي في تحديث الجيش واعتماد النظام البريطاني في تحديث القوة البحرية)
فرض مهنة حمل السلاح على كل الفئات كالفلاحين والحرفيين دون اقتصارها على فئات الساموراي.
احداث الخدمة العسكرية الاجبارية سنة 1873م وفرضها على كل اليابانيين البالغين من العمر ما بين 20 و30 سنة.
* الإصلاح الاقتصادي:
- على المستوى الفلاحي:
ظلت الفلاحة خلال السنوات الأولى من عهد الميجي تشكل المصدر الرئيسي لدخل الحكومة اليابانية، فالدولة كانت في حاجة ماسة الى مداخيل الإنتاج الزراعي من أجل تطوير القطاع الصناعي وتحديث الجيش لهذا عملت على القيام بإصلاحات عدة أهمها:
تعديل نظام الملكية والاستغلال:
- في سنة 1871م رفعت القيود التي كانت تلزم الفلاحين بزراعة محاصيل معينة، كما رفع الحظر المفروض على بيع الأراضي، وتم السماح للفلاحين باختيار أي مهنة يريدون مزاولتها مما فتح لهم المجال للممارسة مهن أخرى في المجال الصناعي.
- في سنة 1872م أعلنت حكومة الميجي عن حق الفلاحين في استغلال الأرض، وهو حق كانوا يمارسونه في الواقع حتى قبل ثورة الميجي حيث انه لم يمنح لهم حق التملك.
- في سنة 1873م منح الفلاحين حق ملكية الأراضي الفلاحية التي كانوا يستغلونها، وقد مثلت هذه الإجراءات ضربة قوية للنظام الفيودالي
مراجعة الضرائب الفلاحية:
تمثل ذلك في إصدار قانون مراجعة الضريبة الفلاحية سنة 1873م، وينص هذا القانون على ما يلي:
- تحديد الضرائب على أساس الغلة السنوية، أي تحديدها على أساس قيمة الأرض، وحددت هذه النسبة في 3% من قيمة الأرض، أي ان كل قطعة أرضية تعطى لها قيمة من طرف الدولة، وعلى أساس هذه القيمة تحدد الضريبة السنوية التي سيدفعها الفلاح، وبذلك أصبحت الضريبة قارة.
- على المستوى الصناعي:
- الاهتمام بالصناعات الثقيلة والحربية كإجراء من حكام الميجي للوقوف في وجه القوى الغربية وتقوية الجهاز الدفاعي. وفي هذا الصدد تم انشاء مجموعة من المصانع لصهر الحديد وصناعة المدافع والأسلحة الثقيلة في مناطق مختلفة من البلاد، وكذا انشاء عدد من الصناعات الموجهة لتلبية حاجيات الجيش.
- تطوير وسائل المواصلات نظرا لاهميتها في التنمية الاقتصادية ولطابعها العمومي (الطرق والسكك الحديدية). وقد تم إنشاء اول خط حديدي بين مدينتي طوكيو ويوكوهاما سنة 1872م، وبحلول سنة 1880م كانت شبكة التلغراف تربط ما بين أهم المدن اليابانية.
- تشجيع القطاع الخاص وعدم احتكار الإنتاج الصناعي، إذ عمدت حكومة الميجي على منح القطاع الخاص فرصة للاستثمار وانشاء الشركات الخاصة.
- إنشاء مدارس هندسية لتكوين الأطر في المجال الصناعي، وتوظيف خبراء أجانب في التكوين وارسال بعثات طلابية الى الخارج لتحصيل المعارف الضرورية ذات الصلة بالمجال الصناعي.
* الإصلاح الثقافي والتعليمي:
أولى نظام الميجي عناية خاصة للنظام التعليمي التعليمي، إذ يعتبر تطوير التعليم باليابان إحدى أهداف الثورة الإصلاحية التي قادها الامبراطور ميجي. ولتحقيق النهضة التعليمية، اتبع قادة الإصلاح السياسة التالية:
- الاعتناء بإصلاح التعليم وتطويره داخليا من خلال:
· إنشاء المدارس الابتدائية في كل ارجاء البلاد وفرض اجبارية التعليم على كل طفل بلغ سن السادسة
تقسيم البلاد الى 8 مناطق تعليمية وفي كل منطقة توجد جامعة و32 مدرسة ثانوية و110 مدرسة ابتدائية
تقديم وزارة التعليم تسهيلات وصلت الى 90% من تكاليف الدراسة.
الانفتاح على المناهج الغربية في التدريس خاصة الامريكية والألمانية.
ربط التعليم بتعاليم الديانتين الكونفوشيوسية والشنتو للمحافظة على القيم الفلسفية والدينية المحلية.
الاعتناء بتعليم البنات وتشجيعهم على ذلك بإنشاء مدارس وكليات خاصة بهن.
إنشاء مؤسسات جامعية في مناطق مختلفة من البلاد منذ تأسيس جامعة طوكيو الإمبراطورية 1877م.
ارسال البعثات الطلابية الى الخارج والاستعانة بخبرات الأجانب:
- ارسال أول بعثة الى الخارج سنة 1871م أطلق عليها بعثة "إيواكورا" والتي ضمت أكثر من 40 فردا. جالت أمريكا ومجموعة من الدول الأوروبية على مدى سنتين، واعدت تقريرا مفصلا عن مظاهر التطور الذي عرفه الغرب في مختلف الميادين
- استقدام خبراء وكفايات اجنبية بما فيهم الأساتذة والمهندسين والمتخصصين في العلوم لتسيير المدارس وتنظيم الجامعات، وتلقين اليابانيين أساليب البحث الغربية والدراسات العلمية الحديثة.

0 التعليقات:

إرسال تعليق