دور فلاسفة الأنوار في اندلاع الثورة الفرنسية
لعب الفلاسفة الفرنسيون دورا هاما في اندلاع الثورة الفرنسية من خلال كتاباتهم المتنوعة حيث تأثر هؤلاء الفلاسفة بالثورة الإنجليزية وفلاسفتها مثل جون لوك و دافيد هيوم . و يعد من أبرزهم الفيلسوف فولتير الذي ألف عدة كتب في شتى الأجناس الأدبية من خلال كتابه القاموس الفلسفي الذي دعى إلى التحرر من قيود الكنيسة و كما انتقذ تعصبها و طغيانها بالإضافة إلى احتكار الملكية المطلقة لكل السلط ، وقد مجد فولتير النظام الملكي الإنجليزي حيث يمارس الملك سلطة رمزية و يسود البرلمان و القانون بالإضافة إلى كتابة سؤال في التسامح الذي انتقذ فيه تعصب الكنيسة الكاثوليكية عموما و نهى إلى اللجوء إلى التعذيب و قد تبنى فولتير الديانة الطبيعية ( Deisme ) و كما دعا إلى العلمانية أول فصل الدين عن الدولة ، كما دعى أيضا إلى إصلاح النظام القضائي و استقلاله ولم يكتفي بذلك بل ألف في أجناس أدبية شعرية بطولية تنبذ العنف وكذا قصص فلسفية و ملاحم مأساوية مسرحية ، أما مونتيسكو فقد دعى إلى فصل السلط عن بعضها و ذلك من خلال إلغاء الملكية و إقرار النظام النظام الجمهوري كل هذه الأفكار عرفها مونتيسكو في كتابه روح القوانين . ثم جون جاك روسو و الذي ألف كتاب العقد الإجتماعي والذي يعتبر مرجع الديمقراطيات الحديثة لما قدمه من أفكار سياسية من بينها إقرار الديموقراطية و تبني النظام الجمهوري و إلغاء الملكية و إقرار حق الشعب في التصويت . و لقد قام دلمبير و ديدرو بتأليف موسوعة عملاقة تعالج مختلف الأجناس الأدبية و العلمية و التاريخية و الفنية و الإقتصادية ساهمت في نشر فكر الأنوار .أسباب قيام الثورة الفرنسية :
الأسباب العسكرية : تجلت في انهزام لويس 15 في حرب سبع سنوات ضد بريطانيا و تكاليفها الباهضة ، بالإضافة إلى فقدان مستعمراتها في كندا والهند ، دون نسيان دعم لويس 16 للثوار في أمريكا و اللجوء إلى القروض دون فائدة ترجى ودون استفادة مادية .الأسباب الإقتصادية : تتجلى في التضخم و الغلاء الذي عرفه الإقتصاد وتردي أحوال البوادي بالإضافة إلى الجفاف الذي ضرب البلاد سنة 1786 م ، و ارتفاع الضرائب المثقلة على الهيئة الثالثة خاصة البورجوازية و إغراق البضائع البريطانية و منافستها للاقتصاد الفرنسي مما ساهم في إفلاس مصانع و الورشات و انتشار الفقر .
الأسباب السياسية : تمثلت في احتكار الملكية المطلقة لدواليب الحكم و امتيازات النبلاء ورجال الدين والذين كانوا يعتبرون فوق قانون ، فقد تكدست الثروات في يديهم بينما رغم أنهم يمثلون نسبة ضعيفة من السكان مما أغضب الفئة الثالثة المحرومة .
مراحل الثورة الفرنسية :
المرحلة الأولى : ( 1792 - 1789م ) و عرفت بمرحلة الملكية الدستورية تحت إشراف الجمعية الوطنية التشريعية ، و قد تميزت بانظمام كل من النبلاء و رجال الدين إليها و تميزت بالسلم الداخلي والخارجي عموما ، و قد تقبل الملك لويس 16 الإصلاحات و التزم بتطبيقها ، فمنذ الهجوم على سجن الباستيل حتى الإقامة الجبرية كانت البورجوازية المعتدلة في سدة الحكم ، لكن تعنت الملك و هروبه المفاجئ و استعانته بالأنظمة الملكية خاصة النمسا جعلت الثوار يعتبرونه خائنا و مهددا للأمن القومي الفرنسي فاشتعلت التمردات .
المرحلة الثانية : ( 1792 - 1795 م ) تميزت بقيام نظام جمهوري بعد تصويت مجلس طبقات الشعب على إعدام الملك لويس 16 الذي حرض عليه روبسبيير و حزبه ، فعرف عهده بالإرهاب و التطرف و قام بإعدام الالف من المواطنين وذلك بذريعة الثورة المضادة وقد شمل إعدامه لخصومه السياسيين المعتدلين أبرزهم مبرابو و دونتو ، مما ساهم في حرب أهلية و حروب مع الأنظمة الملكية في أوروبا فعمت الفوصى و الخوف في نفوس المواطنين و صارت فرنسا تعاني مشاكل اقتصادية مما جعل السياسيين عليه و يعدمونه سنة 1794 م .
المرحلة الثالثة : ( 1795 - 1799 م ) تميزت بحكم المدراء و عودة الجمهورية المعتدلة و تبنت إصلاحات سياسية و اقتصادية هامة و قامت بإنتصار بعدة معارك حربية ضد أوروبا محتلة عدة دول و ظهر فيها نابليون بونابرت القائد المحنك الذي جعل فرنسا لا تقهر و الذي استغل الفوضى و ثقة الجيش و قام بانقلاب زعم فيه حماية الثورة و نشرها في أوروبا و إنهاء الحروب الداخلية و نهج سياسة التسامح مع المعارضين .
نتائج الثورة الفرنسية :
سياسيا : تمثلت في القضاء على النظام الملكي المطلق و امتيازات النبلاء و رجال الدين و إعلان عن ميثاق حقوق الإنسان و المواطن سنة 1789 م ، وجعل السلطة في يد الشعب عبر صناديق الاقتراع لكن فقد للرجال دون النساء الذين كانوا الضرائب في مقابل ذلك ألغي الرق و أعلنت العلمانية كما عرفت تطرفا أحيانا عبر تبني تقويم جمهوري ،
ثقافيا : فقد صارت أخيرا اللغة الفرنسية عامة ورسمية في البلاد . اجتماعيا : فقد تحققت الحرية والمساواة جزئيا لكن البرجوازية تمكنت من الحكم .
تعليقات
إرسال تعليق