الأربعاء، 30 أكتوبر 2019

وحدة الجغرافية التاريخية

الجغرافية التاريخية

مقدمة: تعتبر الجغرافيا التاريخية أو جغرافية الانسان هي تلك العلاقات التي تربط الانسان بمحيطه الطبيعي أي بين البيئة التي يعيش فيها ويتكاثر هذه البيئة التي تطور الانسان والمجتمع السؤال المطروح هنا:
كيف استجاب الانسان للطبيعة والعكس؟
ماهي العوامل المتحكمة في هذه العلاقات؟
الى أي حد استطاع الانسان عبر التاريخ التأقلم مع جغرافيته ومجاله؟
المحور الاول: الجغرافيا التاريخية
تعريفها: تعتبر الجغرافيا التاريخية أو جغرافية الانسان هي تلك العلاقات التي تربط الانسان بمحيطه الطبيعي أي بين البيئة التي يعيش فيها ويتكاثر هذه البيئة التي تطور الانسان والمجتمع، نجد أن كلمة الجغرافيا التاريخية لها العديد من التعريفات حسب اراء وتوجيهات مفسريها.
تعريف فوست: الجغرافيا التاريخية هي العلم الذي يدرس تأثير الحوادث التاريخية على الحقائق الجغرافية
تعريف أليه ووولج ترام وتايلور: عرفوها بأنها جغرافية الماضي من خلال المواقع الحاصلة ضمن مجال معين في زمن معين.
استنتاج: من خلال كل هذه التعريفات نقول أن الجغرافية التاريخية هي جزء من الجغرافية البشرية
التاريخ والحضارة
الجغرافية التاريخية
مناهجها: منذ القرن 19 حاول عدد من المؤرخين والمفكرين والجغرافيين من ابراز احتكاك الانسان بالبيئة المحيطة به وذلك بالاعتماد على عدد من المناهج الكفيلة باعطاء تعريف دقيق لمفهوم الجغرافية التاريخية وهي مفاهيم تختلف حسب توجهات أصحابها وما توفرتله من مناهج وطرق مكنت من اعادة فهم الموضوعات التي تطرقت لها الجغرافية التاريخية ومن أهم هذه المناهج نذكر:
المنهج الموضوعي: وهو منهج يحاول اعطاء تفسيرات معينة لظاهرة الجغرافية خلال مدة معينة واعطاء تحليل لمدى التأثر الحاصل بعد مدة معينة.
المنهج الاقليمي: يهتم بدراسة عدد من العناصر الطبيعية ( الماء، التربة، الهواء، المناخ) في اقليم معين خلال فترة معينة وفي فترات يدرس تطور المناخ وجريان المياه: تطور العمران: التطور الديمغرافي: نسبة النمو.
المنهج السلوكي: هو منهج حديث يحدد لنا بعض الظواهر الجغرافية خلال سلوك الافراد والجماعات.
المنهج التطوري: هو منهج يقوم بدراسة مجال معين أو ظاهرة محددة حيث يقوم الزمن الى عدد من العصور الجغرافية بشكل أفقي.

علاقة الجغرافيا بالتاريخ 
كل حدث تاريخي لابد من ورائه عوامل وأسباب رئيسية هي الزمان والمكان فالانسان هنا تأثر أولا بالمكان الذي يكون فيه خاضعا لعدة عوامل الزمن والمناخ وطبيعة الارض والموقع وهي كلها تنتج لنا ما يعرف بالعامل البومري للتاريخ لأن التاريخ دائما يغوص بجدوره كلها في الموقع المادي للأرض، يقول المؤرخ هنري بيرت ان الدور المفترض أن تفعله البيئة لم يعد بحاجة الى التأكيد فالمناخ والتربة والغداء تمارس كلها تأثير فزيائي نفسي مباشر ولعل طبيعة الارض واسلوب العيش الذي تفرضه البيئة ينعكس على تكوين الطابع فالبيئة تأثر تاريخيا لأن الوضع الجغرافي يحث المجموعات البشرية على التحرك أي نحو مجالات حيوية فالبيئة هي محرك التاريخ فالعلاقة بين التاريخ كعلم يدرس التطور البيئي في الزمن وفي الجغرافيا وفي المكان في غالبيتها تكاملية حيث أن دراسة التطور التاريخي هو ما جعل الجغرافية الراهنة ذات طابع ومعنى واضح.
دراستها: تدرس الجغرافية التاريخية:
-      دراسة التغيير الجغرافي خلال الزمن – توضيح أثر الجغرافية في التاريخ – دراسة المظهر الخارجي المتغير للبيئة (دراسة التغيير) – الاطلاع على التغيير الحاصل على الحدود السياسية بين الامبراطوريات والدول والامارات – تأثير المناخ وجريان المياه على المجموعات البشرية وتحركاتها داخل المجال – تأثير المتغيرات المناخية والبيئة على مجموعة من المجريات التاريخية
المحور التاني: الجغرافية التاريخية من خلال الادب (الرحلات الاكتشافية)
ان من ينظر اليوم للادبيات الجغرافية وما تركته من بيوغرافيا يستكشف ان هناك علاقة بين المعرفة والبيئة، بدأ الاهتمام بها منذ القرن 19 ولا تزال اليوم محط اهتمام كل من الجغرافيين والمؤرخين وعلماء الاجتماع والاقتصاد.
الرحلة والهجرات: التي قامت بها بعض الحضارات القديمة ( الفينيقية)
الرحلة في سبيل الاستكشاف: رحلة ياقوت في الحقبة القديمة ورحلة ابن بطوطة وابن خلدون في الحقبة الحديثة
الرحلة في سبيل التجارة وتعريف المسالك والممالك: رحلة البكري
رحلة الرسول أو المترددين: كانت تتم بين الامراء والملوك وهي في الغاية كتب وصفية، صورة الارض لابن حوقل.
رحلة المغامرين ومخترقي الأفاق: كنزهة المشاق في اختراق الأفاق للشريف الادريسي رحلة ابن بطوطة تحفة الانظار في غرائب وعجائب الانصار.
كان لاشعاع شبكة الطرق والمواصلات والامن السائد عام هام مكن عدد كبير من الرحالة من محاولة الرحلة والتجول نحو عدد من البلدان رغبة في اكتشاف عوالم جديدة اضافة الى الحصول على موارد متنوعة وهو ماجعل جماعات كبيرة تقوم بالهجرة نحو مناطق جديدة خصوصا مع تنوع المجالات وازدهار التجارة والسفر اضافة الى عامل الحرب والتهجير كل هذه العوامل ساهمت في اتساع المجال وازدياد التبادل التجاري والحضاري وتبادل الافكار.
في الحقبة القديمة تمكنت بعض الجماعات من التطور والبقاء وذلك جراء هجراتها نحو مجالات معينة وانتجت لنا سلالات جديدة استوطنت العديد من الاراضي ومن الحقائق المسمى بها اليوم التاريخ الاقتصادي
ان الحضارات الفينيقية التي تطورت جغرافيا بدأت فقط في الاقاليم التي منحتها الطبيعة تربة خصبة ومناخ ملائم مكنها من انتاج فائض من الطعام وهو جعلها تنصرف من الاهتمام بانتاج الطعام الى البحث تصرف فيه هذا الطعام وهو ما مكنها في الاخير من السيطرة على مجالات جديدة وخلق عدد من العلاقات القائمة على تبادل التجارة وهكذا بدأت تحصل على بضائع جديدة ليست متوفرة في مجالها الجغرافي وبهذا ظهرت بعض معالم الاستقرار على مستوى رقعة جغرافية معينة وهو ماسيؤدي الى ظهور ما يعرف بالملكية خصوصا في كل من بلاد العراق القديم ومصر واليونان و هو مامكن المجالات الجغرافية من خلق تطور حضاري حيث ستحاول الانفصال فيما بينها وبداية التأثر سيقوم لنا بخلق نوع من التطور الى صراع كانت فيه الغلبة للأقوى

***********
***************************************************************************























0 التعليقات:

إرسال تعليق