الخميس، 26 سبتمبر 2019

المواقع الاثرية في منطقة الغرب

المواقع الاثرية في منطقة الغرب
تشير جل المصادر التاريخية إلى أن الغرب كان مأهولا في جل حواضره المعروفة الآن.. جل المواقع الأثرية التي سجلها التاريخ تقع بالقرب من حواضر حديثة ... بناصا – تموسيدة – البصرة – قصبة المهدية ... إنها مدن القنيطرة – سوق أربعاء الغرب – بلقصيري و حدكورت .... كان الغرب مأهولا .. لكن الكثير من أجزائه كان عبارة عن ضايات و مستقنعات عمل المستعمر الفرنسي على تجفيفها و استصلاحها و تحويلها إلى ضيعات ممتدة لليمون و العنب و قصب السكر ....
كان الغرب و لا يزال بحكم تكوينه الجغرافي الحديقة الخلفية للمخزن و نقطة ارتكازه الأساسية, و مجالا للعطاءات و الهبات, و إرضاء القبائل المخزنية المنخرطة في حرب القبائل السائبة
يذهب الناصري في استقصائه إلى أن الشراردة "أصلهم من عرب معقل من الصحراء وهم طوائف، زرارة والشبانات وهم الخلص منهم ويضاف لهم بعض أولاد دليم وثكنة وذوو بلال وغيرهم..." و قد تم نقلهم في عهد سليمان العلوي إلى سهل أزغار بعد فتنة المهدي بن محمد بن أبي العباس الشرادي.
المواقع الاثرية في منطقة الغرب
المواقع الاثرية في منطقة الغرب

و من القبائل العربية الكبيرة التي تم توطينها بمنطقة الغرب قبيلة بني مالك وترجع أصولها إلى عرب بني هلال فهم بنو مالك بن زغبة بن أبي ربيعة بن نهيك بن هلال، و هم الفرع الأم لسائر بني مالك بن زغبة، و دخل بنو مالك المغرب مع سائر قبائل العرب التي أدخلها المنصور الموحدي بعد انتصاره على بن غانية، فأنزلهم بأزغار التي هي منطقة الغرب الحالية.
و من القبائل الكبيرة بمنطقة الغرب كذلك قبلية بني احسن و هي اتحادية قبلية عربية كبيرة، مندرجة ضمن قبائل الغرب التابعة إداريا لجهة الغرب الشراردة بني احسن، وهي عبارة عن مجموعة من قبائل يجمعها اسم جامع واحد في الاطلاق العام وهو بني احسن، ويضمها نطاق جغرافي كبير، ومجالات ترابية واسعة جدا، بحيث تجاور مجموعة كثيرة من القبائل المختلفة من حيث الأعراق، كأنها حد فاصل بين القبائل الأمازيغية الوسطى والقبائل العربية الشمالية الغربية.
هكذا يتضح إذن أن سوسيولوجيا منطقة الغرب ليست وليدة اللحظة أو من إنتاج الاستعمار الفرنسي الذي لا شك أنه ترك بصمات واضحة في تاريخ المنطقة، لكنها استمرار للحظات تاريخية ساهمت بلا شك في تشكيل مخيلة الغرباوي و في رسم معالم اقتسام السلطة و الثروة بين الإدارة المركزية و الأعيان المحليين.

0 التعليقات:

إرسال تعليق