الخميس، 18 أبريل 2019

المحاضرة الاولى والثانية في مادة العقيدة المستوى الرابع


البدعة وضوابطها

الحديث عن البدعة في غاية الأهمية، وهو من أخطر المواضيع؛ لأن في الحديث عن البذعة حماية للكتاب والسنة، ولا سيما وقد أحدث كثير من المسلمين في دينهم من البدع والخرافات ما لا يرضاه مسلم عاقل يؤمن بالله واليوم الآخر، حتى إنك لترى في كثير من الأحيان أن البدع تروج و كأنها سنة، بل بسبب البدعة أنكرت السنة، وغالبا ما يكون قصد مروجي البدع حسنا، ولا يعلمون أنهم يضرون أنفسهم ويضرون غيرهم؛ قال تعالى: قل هل ننبئكم بالأخسرين أعملا ، الذين ضل سعيهم في الحياة الدنيا وهم يحسبون أنهم يحسنون صنعا) [الكهف:103 104]
تعريف البدعة 
البدعة في اللغة: يقال: بدع الشيء يبدعه بدعا، وابتدعه: أنشأه وبدأه. 
والبديع والبدع: الشيء الذي يكون أولا، ومنه قوله تعالی: بديع السموات والأرض ) [البقرة: ۱۱۷] أي: مخترعها على غير مثال سابق.
ويقال: أبدع فلان بدعة، يعني: ابتدأ طريقة لم يسبق إليها. 

وفي الشرع: طريقة مخترعة في التعبد، بغیر دلیل من كتاب الله أو سنة رسوله صلى الله عليه وسلم.
حكم البدعة
البدع في الدين كلها محرمة، وقد ورد ذمها على لسان رسول الله صلى الله عليه وسلم.
ومن الادلة على تحريم الابتداع في الدين.
قوله تعالى :<< أم لهم شركاء شرعو لهم من الدين مالم يأذن به الله >> الشورى 21
وقوله تعالى :<< فبدل الذين ظلمو قولا غير الذي قيل لهم فأنزلنا على الذين ظلمو رجزا من السماء بما كانو يفسقون >> البقرة 59
وقال النبي صلى الله عليه وسلم : << انه من يعش منكم بعدي فسيرى اختلافا كثيرا، فعليكم بسنتي وسنة الخلفاء المهديين الراشدين، تمسكو بها وعضو عليها بالنواجد، واياكم ومحدثات الامور، فان كل محدثة بدعة، وكل بدعة ضلالة>>. رواه أحمد وأبو داود والترميذي وابن ماجة، وصححه الالباني.
وقال صلى الله عليه وسلم : <<من أحدث في امرنا هذا ما ليس منه فهو رد>>. متفق عليه.
وفي رواية <<من عمل عملا ليس عليه أمرنا فهو رد. متفق عليه>>.
قال الحافظ ابن حجر رحمه الله وهذا الحديث معدود من أصول الاسلام، وقاعدة من قواعده، فان معناه من اخترع في الدين ما لا يشهد له أصل من أصوله فلا يلتفت اليه .
وقال عبد الله بن مسعود رضي الله عنه:<< اتبعو ولا تبدعو فقد كفيتم، وكل بدعة ضلالة>>.
ويروى عنه أيضا رضي الله عنه <<أيها الناس انكم ستحدثون ويحدث لكم، فاذا رأيتم محدثة، فعليكم بالامر الاول>>.
وعن عثمان بن حاضر الازدي قال :<<دخلت على ابن عباس رضي الله عنهما، فقلت أوصني فقال عليك بتقوى الله والاستقامة ، اتبع ولا تبتدع>>.

خطر البدعة
البدعة طعن في الدين:
قال الامام ملك رحمه الله:<< من ابتدع في الاسلام بدعة يراها حسنة فقد زعم أن محمدا صلى الله عليه وسلم خان الرسالة، لأن الله يقول:<< اليوم أكملت لكم دينكم >>(المائدة 3) فما لم يكن يومئذ دينا فلا يكون اليوم دينا.>>
فكل من ابتدع في الدين شيئا انما هو لظنه نقص الشريعة وعدم كمالها، وأنه بقي منها ما يجب تكميله واستدراكه.
البدعة تشوه الدينْ ، حتى تصد الناس الناس عنه:
فاذا رأى الغرب مثلا مايفعل في عاشوراء، من ضرب الانفس والاطفال بالسيوف أو السلاسل، فهل يمكن أن يصدقوا أن هذا صحيح؟!
وكذا، لو رأوا ما يفعله أهل البدع في الموالد والحضرات، وما يسمى ب(الزار) ونحوه! فهل يمكن أن يدخلوا في هذا الدين؟!
البدعة تخفي السنة على كثير من الناس:
قال ابن عباس رضي الله عنهما: <<لا يأتي على الناس عام الا أحدثوا فيه بدعة، وأماتوا فيه سنة، حتى تحيا البدع، وتموت السنن>>.
البدعة سبب لعذاب الله:
قال تعالى: <<فليجذر الذين يخالفون عن أمره أن تصيبهم فتنة أو يصيبهم عذاب أليم>>. ( النور 63
وقال الله تعالى:<< فبدل الذين ظلمو قولا غير الذي قيل لهم فأنزلنا على الذين ظلمو رجزا من السماء بما كانو يفسقون>> (البقرة 59)
رأى سعيد بن المسيب رحمه الله رجلا يصلي بعد طلوع الفجر فنهاه، لأنه وقت نهي عن الصلاة، فقال الرجل:<< يا أبا محمد أيعذبني الله على الصلاة؟ !>>قال سعيد لا، ولكن يعذبك على خلاف السنة>>، أي على مخالفتها والخروج عليها.
من طوام أهل البدع ابتداعهم بعض الاذكار التي لم ترد، مثل الله حي هو، هو، فيزعمون أنهم أختصروا لا اله الا الله الى الله ، ثم اختصرو لفظ الجلالة الى هو، فصار هذا ذكرهم المفضل!
وقال رجل لمالك بن أنس: من أين أحرم؟ قال: <<من حيث أحرم رسول الله صلى الله عليه وسلم. فقال الرجل: فان أحرمت من أبعد منه؟ قال:<<فلا تفعل، فاني أخاف عليك الفتنة، قال: وأي فتنة في زيادة الخير؟! قال مالك: فان الله تعالى يقول: <<فليحذر الذين يخالفون عن أمره أن تصيبهم فتنة أو يصيبهم عذاب أليم >>.(النور الاية 23)، وأي فتنة أعظم من أن ترى أنك خصصت بفضل لم يخص به رسول الله صلى الله عليه وسلم؟!>>.
البدعة توجب الحرمان من حوض النبي صلى الله عليه وسلم:











0 التعليقات:

إرسال تعليق