الاثنين، 26 نوفمبر 2018

تاريخ الاسلام

تحميل كتاب تاريخ الاسلام
بسم الله الرحمان الرحيم
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيد المرسلين وعلى آله وصحبه ومن سار على منهجه
و بعد
فإن لكل أمة تاريخ تسجله من منطلق عقيدتها وواقع حياتها، وتحرص على تنقيته من كل ما يخالف تلك العقيدة حتى يكون ناصعة منسجمة مع ما تصبو إليه نفوس أبنائها، وما تريد أن تنشأ عليه الأجيال في المستقبل، هذا بالنسبة إلى كل أمم الأرض، إلا الأمة المسلمة فإن تاريخها قد لعبت فيه الأيدي المنحرفة في الماضي، وحفته أقلام المستعمرين وأنصارهم في الحاضر، حتى غدا تبعا لتاريخ الانحراف في الأدوار التي مرت، وشبيها بتاريخ أوربا في العصر الحديث، يتماشى معه، ويتممه على أرضنا التي نحيا عليها، ومع هذا فلم تبدأ الأقلام الحرة بعد تخط التاريخ الإسلامي بشكله النقي.
إن الأمة القوية تحاول أن تفرض لغتها وتاريخها على الأمم الضعيفة أو التي أخضعتها بالسيف، ولقد طغت الدول الأوربية على البلدان الإسلامية خلال القرون القليلة الماضية، وفرضت تاریخها عليها، وحاولت فرض لغتها أيضا، إلا أن وجود القرآن الكريم قد حال دون ذلك بالنسبة إلى اللغة، أما التاريخ فقد بقي يدرس حتى بعد زوال الاستعمار في البلدان الإسلامية، بل ويعلم في أكثر بلدان العالم، يدرس تاريخا أوربية خالصة، وحتى التاريخ المحلي، فإنه يعطى من وجهة نظر أوربا، ذلك لأن الأوربيين كانوا يسيطرون على أكثر أجزاء الكرة الأرضية، وأصبح تاريخهم عالمية حسب مصطلحهم، لأن أكثر الدارسين كانوا يتجهون إلى أوربا يتلقون فيها العلم، ويأخذون منها التوجيه، ومن بين ذلك مادة التاريخ التي حرص عليها الأوربيون حرصا شديدة، وعملوا على توجيهها حسب وجهة نظرهم ومنطلقهم الخاص، وعندما يعود الدارسون إلى مناطقهم التي خرجوا منها، فإنهم يسجلون ما تعلموا، ويدرسون ما أخذوا وما نهلوا، وينشأ الجيل بعد الجيل على هذا التوجيه، وتسطر الكتب، وتصبح مراجع ومصادر لكل باحث جدید .


0 التعليقات:

إرسال تعليق